Saturday, August 26, 2006

بدع فى علم اللغة المقارن


أبجد هوز جهلٌ لغوٌ

خرج علينا ناقد مزيكا بأهرام الجمعة يدعى أشرف عبد المنعم بمقال بديع فى علم اللغة المقارن بعنوان الأبجدية غير العربية التى تغنينا بها ونحن لا نعلم !! ولأن الرجل غير متخصص. فقد رأى لا فض فوه أن: أبجد هوز حطى كلمن .. بادئة أغنية العملاقة الراحلة ليلى مراد هى أبجدية اللغة العبرية!! وأضاف الاستاذ دى سوسير المزيكا :إن استمرار ترديدنا وإذاعتنا لهذه الأغنية...يؤكد بما لا يدعو مجالا للشك مسئوليتنا جميعا عن هذا الخطأ الناجم عن جهلنا ببديهيات الأمور. ورغم أنى لا أعلم ما علاقة نقد المزيكا بعلم اللغة المقارن إلا أننى أعتقد، بصفتى أحد المتخصصين فى اللغات السامية ومن ضمنها العبرية، أن هذا التفسير هو باختصار أبجد هوز جهل لغو، ومحاولة فاشلة لخوض غمار علم لا يلم بأبسط مبادئه، مما أثار بلبلة حول فنانة عملاقة وتراث غنائى مهم، وتساؤلات حول صحة ما ردده الناقد الذى أمسك الذئب من ذيله. وحقيقة الأمر أن اليهود ليس لهم أى فضل فى وضع هذا الترتيب الأبجدى أبجد هوز... وتكشف الدراسات اللغوية حديثها، وقديمها، أن هذا الترتيب كان معمولا به فى جميع اللغات السامية كالفينيقية والأوجاريتية والعربية والبابلية والكنعانية والسبئية والعبرية وغيرها، وهو ترتيب يستهدف تسهيل حفظ الحروف، واستخدامها قيما عددية. وهناك عشرات الحوادث التى تثبت أن العرب الأوائل كانوا من أقدم من استخدم هذا الترتيب الأبجدى لكتابة الحروف والأرقام، وفق ما عرف بحساب الجُمّل، بحيث يقابَل كل الحرف برقم يدل عليه، وهو يعتمد الحروف الأبجدية كما يلى: أبجد هوز حطى كلمن سعفص قرشت. أ = 1، ب = 2، ج = 3، د =4، وهكذا كل حرف يقابله رقم.
فاسم محمد مثلا يساوى 92 بهذه الطريقة. وقد استعمله الشعراء للتأريخ لحوادث معينة، فقال أحدهم فى الخليفة المستنجد بالله الخليفة الثانى والثلاثين:
أصبحت لب بنى العباس كلهم ××× إن عددت بحروف الجمل الخلفا. لب = 30 + 2 = 32
وأرخوا به لوفاة الشاعر معروف الرصافى : فقم واندب مآثره وأرخ ××× بعدما مات معروف الرصافى. أي أن: بعدم + مات + معروف + الرصافى = 116 + 441 + 396 + 412 . والمجموع 1365 وهو العام الهجرى الذى توفى فيه الرصافى. وظل العرب يستخدمون الترقيم الأبجدى رغم صعوبته إلى أن طوروا نظام الترقيم الهندى. كما أن الخليل بن أحمد السباق إلى تدوين اللغة وترتيب ألفاظها، كانت بين يديه الحروف العربية بالترتيب: أبجد هوز، حطى كلمن. إلى جانب صورة أخرى تعرف بالترتيب الألفابئى، والتى تضم الحروف: أ، ب، ت، ث..إلخ، لكنه رتب الحروف على مخارجها من الحلق، فبدأ من العين، ثم الحاء ثم الهاء. وظل العرب يستخدمون ترتيب أبجد هوز حتى أضافوا عليه ستة أحرف أخرى هى ثخذ ضظغ أطلقوا عليها اسم الروادف. وبذلك اكتمل ترتيب منظومة الحروف العربية، بوضع الحروف العربية المتشابهة خطا متجاورة ومميزة بالشكل وبذلك نشأ الترتيب الهجائى المتداول حتى الآن. والعجيب أن الناقد الألمعى قال ما لم يجرؤ على قوله د. إسرائيل ولفنسون عالم اللغويات اليهودى الذى يقر بأن :جميع علماء اللغة من المسلمين لم يكونوا يعرفون شيئاً من اللغات السامية كالعبرية والسريانية. أى أنهم لم يعرفوا العبرية لينقلوا عنها، ولو ثبت ذلك لمنحنا المستشرقين سلاحا يحاربون به الاسلام، ويطعنون به فى كتب التفاسير نفسها. ومن أواصر الجهل فى مقال الأهرام قول الكاتب أن حرفى العين والحاء غير موجودين إلا فى اللغتين العربية والعبرية، فى حين أنهما موجودان فى جميع اللغات السامية التى تزيد على 16 لغة. ومن نافلة القول إن العبرية المعاصرة تضم مئات الكلمات العربية التى دلفت إليها لقوة العربية وتأثيرها فى لغة ضعيفة لم يتم إحياؤها كلغة حديثة إلا من عشرات السنين مع قيام الحركة الصهيونية. وأنا أدعو الاستاذ دى سوسير أن يفتح نوافذه المغلقة حتى لا يظل مقاله انطوائيا بكتيرى التركيبة جاذبا للعلل والمفارقات المضحكة على حد تعبيره.

Labels:

Friday, August 25, 2006

..الشــاطر حســن


الشاطر حسن شخصية تراثية تجسد حكايات ولد شاطر يدعى حسن .. و حسن كان يتمتع بالقدرة على إنجاز أي عمل مهما كان صعبا .. لكن على الرغم من تمتعه بقدرات خارقة جعلته يفوق أقرانه , إلا أنه لم يصلنا في كل حواديت و قصص ما قبل النوم و ما بعده ما يخبرنا أن هذا الولد نجح في خطف جنديين من جيش الأعداء .. ربما لعدم توفر الشجاعة الكافية لديه، و ربما لأنه لم يكن متهورا كـ (الشاطر حسن نصر الله ) !!

ويقول الراوي أن الشاطر حسن ركب فرسه..وضرب في الأرض أياما..مشى..مشى..مشى..لحد ما لقى راجل قاعد على مفرق ثلاث طرق. قاله: "يا عمي". قاله: "مالك؟" قاله: "هذي طريق إيش؟" قاله: "هذي طريق السلامة، وهذي الندامة، وهذي طريق اللي يروح ما يرجعشي". قاله: "أنا بدي أروح الطريق اللي تودي وتجيب". قاله: "يا شاطر حسن! من شان الله، من شان النبي، من شان عيسى، وموسى ومحمد!!" قال: "أبداً! إلا أمرق الطريق هذي". قاله: "بتموت!" قاله: "وين ما خلص العمر، باموت". داهم الطريق، لاقالك المارد، راسه بالسما بتطير..ورجليه بالأرض كما الخنزير". قاله: "السلام عليكم!" قاله: "أهلا. لكن إنت مين قالك تمرق يا شاطر حسن؟" قاله: "بدي أمرق". قاله: "الحرب!" رد الشاطر حسن: "وماله..الحرب مفتوحة". الشاطر حسن معاه سيف. رفع السيف قطع رجلين المارد الاثنين ورماه..وكانت غيطان العرب عطشانة..وشجر الأرز يا ولداه..فسال دم المارد شلال..ورواه. صرخ المارد: "أخ! عمر ما واحد قدر عليّ. أنا خلاص بحتضر..لكن يا شاطر حسن، أهلك ما يرضوا بيك ملكا..22 عبد أغوتهم..و14 غلام من بيتك سبايا ربيبتهم. ومالك، "يا شاطر"، نصير غير ملح الأرض من غيطك.
غَنًى "ملح الأرض" من كل الغيطان..الشاطر حسن بهر حبيبته..وجاب المهر بـ"القنطار"..ووضع حيفا تحت النار..وعض أصابع الأشرار..ومن النهاردة بقينا أحرار..وراح نخلص من 22 حمار..وساعتها بتنضف الدار..

Labels:

Saturday, August 12, 2006

موقع المشاهد السياسي


أنا من اليهود: صرخة عراقي ضد القهر الثقافي!

المجلّة: الهلال
رئيس التحرير: مجدي الدقاق
الناشر: دار الهلال ـ القاهرة ٢٠٠٦

صدر عدد الهلال الأخير وفي غلافه موضوع مهمّ وجريء عن كاتب يهودي عراقي شاب هو ألموج بهر، يشرح في قصة له العنصرية الإسرائيلية بحق اليهود الشرقيين، فهو كاتب يصرخ: أنا من اليهود! وقد احتل هذا العنوان غلاف الهلال.
بتشجيع من أصدقاء أعزاء، وثقة في أهمية القصة، ومقدار الوعي المتراكم عن الأدب العبري بجهود أساتذة أجلاء، مثل د. رشاد الشامي أستاذ الأدب العبري بجامعة عين شمس، قرّر المترجم محمود عبود أن يترجم هذه القصة ويقدم لها بدراسة وافية، لتكون بمثابة إضاءة للنص الذي ينطوي على قدر من الخصوصية الثقافية، التي تميّز المجتمع الإسرائيلي. وهو مجتمع هجرة يحتضن جماعات سكانية من مشارب، وثقافات متعدّدة، أخضعوا منذ عام ٤٨ لسياسة «بوتقة الصهر» التي سعت بكل قوة لدمجهم قسرياً في نسيج ثقافي ـ اجتماعي ملفّق على مدى أكثر من نصف قرن، «كل ذلك لكي ننتج كلنا نغمة واحدة، صداها مبحوح، وننتحل لغة أخرى غير موجودة ـ أنا من اليهود» على حد تعبير بهر. وتأتي هذه القصة التي حظيت باعتراف رسمي إسرائيلي لتفضح هذه السياسة، وتتمرّد عليها، وتقدم بُعداً أدبياً لحركات احتجاج سياسي أسّسها اليهود النازحون من الدول العربية، مثل حركة الفهود السود في الـ٨٠، ومظاهرات ضد التمييز الاجتماعي لصالح اليهود الأوروبيين، رفعت شعار «إشك ـ نازي» في إتهام صريح للإشكناز بالنازية، والتعامل الفوقي مع اليهود الشرقيين مواطني الدرجة الثانية في إسرائيل. والآن إلى قصة «أنا من اليهود».
أن تقص، أو تحكي، يعني أن لديك «خبراً» يهم الآخر ـ كما يهمك ـ أن تنقله إليه، ولأن أهمية هذا الخبر، هي حسب المترجم، محض افتراض في ذهنك أنت، وقد يكون بال الآخر فارغاً منه، فلا بد من أن ينطوي قصّك الخبر على سمات خاصة به، تعمل كضامنة لإيجاد تلك الأهمية. وكلما تداخلت سمات القصّ الأدبي، وإعلام الخبر إلى حد الالتباس بينهما، كلّما انعدمت أي إمكانية لتمييز أحدهما عن الآخر، هنا نكون أمام «أدبية» القصّ.
وليس هناك شك في أن الأدب، يشكل واحداً من أهم السجلات المعرفية التي يمكن الاستناد إليها في استقاء المعلومات عن التكوينات الباطنة في مجتمع من المجتمعات، والتي يصعب في كثير من الأحيان رصدها عبر سائر المصادر المعرفية المباشرة، من كتابات سياسية واجتماعية وفلسفية، وما شاكلها. وذلك لأن الأديب بوصفه فناناً أي كائناً ذا حساسية شعورية خاصة.. مؤهّل بهذه الحساسية لالتقاط خفايا الحركة الباطنة من محيط المجتمع، وسماع نبضاتها الهامسة عبر آذان رادارية، وعين مجهرية. الأمر الذي يوفر للعمل الأدبي ثراء وفيراً من الحقائق والمعلومات التي يمكن للباحثين التقاطها، وجمعها وتنسيقها وربطها بمعارفهم السابقة عن الواقع الاجتماعي موضوع العمل الأدبي، ومحلّ البحث. ولكل هذه الأسباب، ولغيرها يمكننا الاعتماد على قصة «أنا من اليهود» في كشف أحد الجوانب الخطرة في المجتمع الإسرائيلي، متمثّلاً في إشكالية الهوية التي تهدّد بتفجير صراعات، وتمرّدات على محاولات تسييد ثقافة معينة في هذا المجتمع على حساب ثقافات فرعية أخرى.
تدور القصة باختصار شديد حول شخص «يهودي شرقي» من أبناء الجيل الثالث أو الرابع، أي أنه لم يتعلم اللغة العربية في القاهرة، ولا صنعاء ولا «بغداد» التي تعود جذوره إليها. اندمج آباؤه وأجداده في المجتمع الإسرائيلي الذي تحتل فيها ثقافة اليهود الأوروبيين المرتبة الأولى، وتعرف بالثقافة الإشكنازية أو الغربية. كان لقاء المهاجرين القادمين من بلاد الشرق إلى المجتمع الإسرائيلي لقاء صدمة. فقد تكشف لهم فجأة أن ثقافتهم اليهودية الأصيلة بدلاً من أن تكون جسراً، شكلت حاجزاً بينهم وبين المجتمع الجديد. فهي تثير الاحتقار والعداء، كما أن حاملي هذه الثقافة يوصفون بأنهم أقلّ شأناً وغرباء على المجتمع الجديد. وهو ما تسبّب لهم بظهور ما عرف بـ«أزمة هوية»، وهذه الأزمة تكشف عن عمق الهوّة بين أجزاء التلفيق الثقافي الذي مارسته الصهيونية، لتقيم مجتمعاً استيطانياً استعمارياً على أساس من الدين.

نقلا عن:

http://www.almushahidassiyasi.com/ar/8/1799/

Labels: ,

جورج الصايغ


لصوص الأفكار
نشر موقع العربية نت مقالا نقلا عن جريدة الدستور الأردنية..لكاتبه يدعى .. جورج لطفي الصايغ. ويحمل لقب "دكتور". هذا المفلس لا يعرف اللغة العبرية، ويبدو أنه لا يعرف من لغات الأرض، سوى لغة السلب والنهب. سرق ترجمتي، وتعليقي النقدي على قصة "انا من اليهود" المنشورة في مجلة الهلال، عدد يونيو 2006، وتناقلها أكثر من موقع عربي و"إسرائيلي" مهم، كما أنها منشورة على "البلوج" المعتمد لي، وصب كلماتي وأفكاري في مقال "وضع" عليه اسمه..في جريدة الدستور الأردنية..دون إشارة لصاحب المقال والترجمة، ولا حتى الموقع أو المجلة التي سرق منها.. وأخيرا، أعاد موقع "العربية" نشره. وقررت أن أفضحه..حتى يتعلم الذوق والأدب وألا يسرق "أفكار ومجهود الأخرين".
محمد عبود
مدرس مساعد..بجامعة عين شمس
كلية الآداب..قسم اللغة العبرية وآدابها
نص المقال المسخرة

السبت 5 أغسطس 2006م، 18 رجب 1427 هـ
انا من اليهود

د.جورج لطفي الصايغ
.. والعنوان يمتُّ الى قصة قصيرة هي الاحسن في اسرائيل عبر 2005 ، فنال كاتبها «آلموج بَهر» جائزة هآرتس الراقية. والقصّة تتناول المجتمع الاسرائيلي ، المتعدد الاثنيات اصلاً ، فاستقر يهود البلاد العربية من ثم مع يهود من جنسيات اخرى في فلسطين عبر ق ـ 20.
و«آلموج بهر» ، يهودي اسرائيلي ، من الجيل الثالث ، اذ نزح جده انور من العراق ليحيى في مجتمع الهجرة في اسرائيل ، الذي ينبض بعادات وثقافات متعددة ، قيد مشارب مُتنوعة اجبر اصحابها على الانصهار غصباً في حياة اجتماعية ـ ثقافية واحدة منذ 1948.
وهكذا تبلورت رائعة «آلموج بهر» البسيطة السرد والبنية «انا من اليهود» ، لأنها الاكثر تعبيراً عن واقع الغُربة التي يحياها اليهود في فلسطين، ليواجهوا مقاومة العرب للاحتلال، كما قرأنا في كتاب «المسَّيري» «من الانتفاضة الى حرب التحرير» 2002 ، فتبلورت في اسرائيل مأساة الهويّة التي تُهدد بتفتيت المجتمع العنصري الذي احتل بلاد العرب في (ش أ). فيشرح «آلموج بهر» مسألة تفجُّر الثقافات التي ترفد تيار جماعة من الغرباء قُيّدوا عبر افكار غير ناضجة وغير معقولة ليؤلفوا جماعة ، الحق عندها امتلاك ارض الميعاد في (ش أ) ، والادهى هو رفد الصهيومسيحية للتوجه العنصري اليهودي في اسرائيل (اي فلسطين المحتلة كلها).
هذا وإن الثقافة السائدة في اي مجتمع هي ثقافة النخبة وهي «للاشكناز» في اسرائيل وهؤلاء لهم اصول غير سامية، وعاشوا وترعرعوا في مُدن الغرب، فحملوا معهم ثقافة الغرب الى (ش أ)، قبالة (اليهود العرب) الذين نزحوا من البلاد العربية الى اسرائيل فغدوا الاقل نصيبا في مجتمعهم ، (مواطنين من الدرجة الثانية)، وذلك لان لسانهم اليهودي ينبض باللكنة العربيّة (يقول آلموج بهر)، ورغم انهم من الجيل الثالث ـ الرابع، ولم يدرسوا اصلاً اللغة العربية إلا انهم لما يزالوا ينطقون العبرية باللكنة العربية، إذ العلاقة بين اللغة والهوية في اسرائيل هي من صور القهر والتفاوت الثقافي، لكن يهود البلاد العربية لم يبالوا واصروا على سًمتهم الثقافية الشرقية. سَمّهم ما شئت - يصر «آلموج بهر» - سفارديم، شرقيين، او يهوداً عرباً، وهذا ما يؤكده عالم الاجتماع الاسرائيلي (يهودا شيهناف) العراقي الاصل، فهم ورثة الثقافة العربية الاسلامية ومنهم من كتب بالعربية (شمعون بلاس وسامي ميخائيل) فدفعت هذه الشريحة ضريبة الغُربة في وطنها اسرائيل - يؤكد (آلموج بهر) - اذ جعلت الدولة العنصرية اللغة العبرية السليمة أساساً للحصول على عمل او وظيفة ما او اي مصدر رزق آخر، وبقي الاشكناز هم الصفوة، فتحداهم (آلموج) وعنون قصته القصيرة بالعربية (انا من اليهود) التي يذكر فيها الاجراءات القمعية المؤلمة لتطهير اليهودي العربي من عروبته، اشارة الى بن غوريون الذي أصرّ: «يجب مُحاربة روح الشرق في دولتنا».
وهكذا تدور قصة (انا من اليهود) على حياة شاب يهودي شكله كالعرب ذي لكنة يهودية عربية، فيذوق المرّ من الشرطة الاسرائيلية وغيرهم ظنا منهم انه ارهابي، وبعد لأي يُطلقونه دون اية اشارة الى براءته، ومع ذلك يصر الشاب على لكنته وثقافته العربية. وهكذا انتصرت الثقافة العربية على العنصرية اليهودية.
نقلا عن صحيفة" الدستور" الاردنية

Labels: ,

Wednesday, August 09, 2006

"الإيراني" الذي هزم "إسرائيل"


لعن الله قوما ولَوا عليهم طيارا

بات العدوان الصهيوني على لبنان يثير العديد من التساؤلات علي الساحة الإسرائيلية ذاتها‏,‏ بداية من عصبية القادة الإسرائيليين سواء السياسيين أو العسكريين في إدارة الحرب، وحتي التساؤل عن نهاية هذه الأحداث الدراماتيكية. قواعد الحكم في إسرائيل تقول: "عندما يتولى وزارة الدفاع في إسرائيل رجل سياسة معدوم الخبرة العسكرية، يتقدم رئيس الأركان لملأ الفراغ. وهذا بالضبط ما حدث قبيل العدوان على لبنان، وجد الشارع السياسي أن الناشط النقابي "عامير بيرتس"، تولى منصب وزير الدفاع. فوضع الجميع ثقتهم في رئيس الأركان إيراني الأصل "دان حالوتس"..وجاءت النتيجة مخيبة للآمال.

"دان حالوتس" أول رئيس أركان يأتي من رئاسة سلاح الطيران..بعد سلسلة طويلة من رؤساء الأركان القادمين من سلاح المشاة أو المدرعات أو بقية الأسلحة التي اشتبكت بصورة مباشرة مع "الأعداء العرب". وكان اختيار "حالوتس" لرئاسة الأركان منذ اللحظة الأولى محل خلاف شديد في أوساط السياسيين والعسكريين، بسبب ضعف خبرته في مجال العمليات الميدانية. وحذر بعض المراقبين من خطورة استقدام قائد للجيش من سلاح الطيران، ونصحوا بترقية اللواء "جابي إشكنازي" قائد المنطقة الشمالية، وهو ضابط بسلاح المشاة, والمعروف أن "مدرسة المشاة" هي عصب الجيوش ومخزون قادتها. لكن شارون الذي عانى من خلافات دائمة مع رئيس أركانه السابق "بوجي يعلون"..فضل اختيار "دان حالوتس" صاحب‏'‏ النعم‏'‏ الدائمة، لأنه لن يعترض علي قراراته‏.‏

واعتمد شارون في تمرير قراره على شعبية سلاح الطيران في "إسرائيل"، وصورته النمطية الطيبة. فهو يعد "الذراع الطولى"..و"مفخرة الجيش"..حتى أن الشعار المرفوع في مكاتب التجنيد في طول إسرائيل وعرضها هو: "المتميزون للطيران" أي أن المتفوقين في اختبارات اللياقة الطبية والبدنية..مكانهم الطبيعي سلاح الطيران. لكن التجربة العملية في الحرب الدائرة مع "حزب الله" أصابت الإسرائيليين بالإحباط..حتى أن المحلل العسكري بالقناة العاشرة الإسرائيلية قال بالحرف الواحد، لعلها المرة الأولى والأخيرة التي سيتولى فيها رئاسة الأركان ضابط من سلاح الطيران. وهو ما ردده أيضا عدد من كتاب الرأي بالصحف مثل "يوناتان شيم أور" في معاريف".
لقد تعلمت "إسرائيل" الحكمة بعد مرور "25" يوما من المعارك، وأدركوا أن الهزيمة هي "قدر قوم ولَوا عليهم طيارا".
الرئيس مبارك لديه خبرة واسعة جمعها من سلاح الطيران، ويقول في مقابلة "الست ساعات" مع عماد الدين أديب: "قائد الطائرة عليه مهمة كبيرة إذا ارتجف الطيار نتيجة لأي عطل فهذه مصيبة على الطاقم ككل". هذا بالضبط ما حدث لـ"دان حالوتس" لقد ارتجف، وأصيب بمغص في المعدة، طبقا لما نشرته "هاآرتس"، ودخل المستشفى لإجراء فحص كلي مرتين. وهناك من يزعم أنه كان على مشارف انهيار عصبي، لأنه لم يتحمل حجم الخسائر الكبيرة في الحرب مع حزب الله. وأنه يتحمل الهزيمة بعدما أقنع القيادة السياسية في "إسرائيل"، ومن ثم "واشنطون" أن قواته ستقضي على حزب الله خلال أيام.
أدرك "دان حالوتس" أن ساعة الحساب ستدق فور انتهاء المعارك..وأنه "الإيراني" الذي هزم "إسرائيل". فتقلصت أمعائه..وتوترت أعصابه..وارتجف حسب تعبير "الرئيس مبارك"، وهو طيار، وبالطبع، يعرف شعور "أولاد الكار"!!

تعاني القيادة الإسرائيلية في هذه اللحظة من "نقص الجنرالات"، وتدفع ضريبة سوء اختيار شارون الذي اختار لهم "طيارا". وهناك نوعان من الطيارين، الطيار المقاتل ويمتاز بشجاعة المواجهة..وطيار القاذفات..وهو ميال بطبيعة مهمته للضرب من بعيد..والفرار من أي مواجهة محتملة..ولسان حاله لا داعي لأن "أضع رأسي في فم الأسد"!!
ذلك بالرغم من أن الصورة النمطية للـ"طيار" في الذهن الجمعي، هي صورة إنسان شجاع..جريء..مقدام..إلى أخر الصفات البطولية. لكن الحقيقة أن الطيار على موعد دائم مع الخطر والهلاك. فمنذ اللحظة التي يرتدي فيها "بذلة الطيران"، ينفذ التعليمات بصرامة لا تحتمل أي اجتهاد، فالخطأ البسيط قد يكلفه حياته، كما يكلف الجيش طائرة بالملايين، وحين يكون الطيار متخصصاً في الطائرات الضخمة فإن الكلفة ستزيد، لأن معه بشراً أو معدات، كلها رهن خطأ واحد. لهذا تتجذر في نفوس الطيارين العسكريين قناعات عدة، أبرزها الحذر المزمن والمبالغ فيه، والتحسب من المجهول، وكلها منظومة سمات يفضل "الطيار" أن يقنع نفسه بأنها منتهى "العقلانية"، ويخاف دائما مما يسميه "المغامرة" و"التهور" الذي قد يؤدي لنتيجة من اثنتين: الفشل أو النجاح، والفشل في الطيران يعني النهاية المأساوية المحتومة.


يؤكد "مبارك" ذلك لـ"جيزيل خوري" في قناة العربية: "إذا الطيار ارتجف مش راح ينفذ المهمة ومش راح يطلع في الطيارة، راح يخاف ويقعد على الأرض، فلازم الطيار يكون جريء جداً، ويقدر يقدّر الموقف ويقدر يأخذ القرار في الوقت المناسب".
ومن المؤكد أن "دان حالوتس" لم يسمع هذا الكلام جيدا، لأن الطيارين يصابون بأمراض مهنة، وأبرزها ضعف في الأذن الوسطى، يُفقد التركيز، والقدرة على التواصل، وفي أحيان كثيرة يفقدهم حسن التقدير!!
لا تقتصر مصيبة "حالوتس" على ضعف أدائه المهني، لكن في المفارقة العجيبة في كونه يهوديا شرقيا، إيراني الأصل. فقد ولد عام 1948 لعائلة يهودية إيرانية من السفارديم، تنتمي الى الطبقة الوسطى. وفيما تقول غالبية المصادر "الإسرائيلية" أنه ولد في تل أبيب، تقول مصادر أخرى أنه حقيقة ولد في طهران، وعندما هاجرت عائلته إلى "إسرائيل"، سجلته على أنه ولد في تل أبيب. ودرس "حالوتس" الاقتصاد، ونال عنه شهادة البكالوريوس في جامعة تل أبيب، وهو متزوج وله 3 أطفال. وأثناء عمله رئيسا للقوات الجوية، طور "جرائم الاغتيالات"، أو "القتل المستهدف" كما يسميه. وهي عمليات تناسب سماته الشخصية التي تبلورت في سلاح الطيران. فهو يميل لإنهاء المعركة عن بعد..باستخدام "المقاتلات الأمريكية". ويقول، دائما، أن نظريته القتالية تتلخص في: الضرب بقوة من الجو وتنفيذ عمليات استئصالية مؤثرة، لا توقع خسائر بشرية في صفوف "الجيش الإسرائيلي"..وهو ما تأكد فشله في الحرب مع حزب الله. والثابت أن "حالوتس"، واسمه يعني "الرائد أو الطليعي، تيمنا بالصهاينة الأوائل الذين احتلوا الأراضي الفلسطينية، انضم للقوات الجوية عام 1966، وخلال سنوات حرب الاستنزاف بين مصر واسرائيل1967، قام بنحو 40 طلعة جوية. غير انه غادر الخدمة العسكرية للدراسة، لكن سرعان ما عاد مجددا مع حرب أكتوبر، وقام بـ 43 طلعة جوية. وفي عام 1978 غادر سلاح الجو مجددا، وخدم كطيار احتياطي، ثم عاد للخدمة عام 1982. وفي 2000 عين قائدا للقوات الجوية ليمارس جرائمه أثناء انتفاضة الأقصى. وأشرف بنفسه على مجرزة حي الدرج، لاغتيال الشيخ "صلاح شحادة" القائد العام السابق لكتائب القسام سنة 2002، عندما ألقت طائرة إسرائيلية قنبلة تزن طنا على منزله بحي الدرج، مما أدى إلى وقوع مجزرة قتل فيها أكثر من عشرين فلسطينيا، من بينهم شحادة وأفراد من أسرته.

Labels:

هل أتاك حديث الكاتيوشا؟!


أوركسترا الله تعزف "لحن الكاتيوشا"

يبدو أن لأصوات الطلقات موسيقى جذابة على مسامع الثوار. و ليس من الغريب أن يطرب الفلسطيني لصوت الطلقات تنفجر منبعثة من الكلاشنيكوف..فتكون كموسيقى شعبية لصيقة بتراثه و ثورته, و سبب ذلك الصورة التي يتمتع بها الكلاشنيكوف كأداة التحرير الأكثر شيوعا بين الفلسطينيين, في وعيهم و لاوعيهم. وبرزت مؤخراً آلة موسيقية جديدة قديمة, و هي صواريخ الكاتيوشا التي تعزفها "أوركسترا الله", أو حزب الله, على مسامع العالم. الكاتيوشا التي تدك عكا و صفد و حيفا وما بعدها. الموسيقى التي يحاول الحكام العرب أن يطغوا عليها, و لكن لم يعل نشاز فوق "لحن الكاتيوشا".

ربما يعرف بعضنا أن جذور إنتاج هذا الصاروخ واستخدامه تعود إلى الحرب العالمية الثانية، ففي عام 1938 انتهى الملحن الروسي "ماتافي بلانتر" وزميله الشاعر "ميخائيل ايزاكوبسكي" من تسجيل أغنية "كاتيوشا"، وكلمة "كاتيوشا" هي صيغة التدليل للاسم "كاترينا"، أحد أكثر أسماء الإناث شيوعا وانتشارا في روسيا. وتدور الأغنية ذات اللحن الحماسي حول فتاة تنتظر عودة حبيبها من الحرب لتحتضنه، وتتدفأ في أحضانه. وسرعان ما أصبح "لحن الكاتيوشا" الحماسي من أشهر الأغاني في الاتحاد السوفيتي. وفور اندلاع المعارك بين الجيش الأحمر، وجيش النازي، عام 1941، ارتبط الاسم بالمقذوفات الصاروخية السوفيتية التي شتت الجيش الألماني. لكن جنود الرايخ الذين شوتهم "نيران الكاتيوشا" أطلقوا عليها اسم "سيمفونية ستالين" نظرا لتتابع انطلاقها وصوت الصفير الذي يصدر عنها حال سقوطها.

ويطلق اسم الكاتيوشا اليوم، على عدد كبير ومتنوع من المقذوفات الصاروخية التي تصنع في 50 دولة، وتستخدم في غالبية منظمات المقاومة، وحركات التحرير، والثوار . وعلى الرغم من أن المخازن العربية لا تنقصها آلات موسيقية و إن كانت صدئة في معظمها, فلم نتعود أن نسمع أياً منها أو أن يعزف أحد عليها. لم تُستخدم هذه الآلات إلا لخرم طبول آذان الناس بالادانات والعقلانيات, لا لخرم طبول حرب تدق في تل أبيب و واشنطن. فما ينقصنا هم العازفون للموسيقى لا العازفون عنها و ما ينقصنا هم قادة للأوركسترا كالموسيقار حسن نصرالله, لا قُواداً كالـ "عقلانيين".
لقد عرفت أول كاتيوشا باسم (MB- 8)، والطراز المعدل منها (MB-13). وكانت تطلق من منصة تتألف من 48 فتحة، محمولة على شاحنات، ويصل مداها إلى 10 كم. وفي الحرب العالمية الثانية نقلت معظم المنصات الروسية على شاحنات أمريكية من طراز "ستودي بيكر"، ودبابات، وسفن، وفوق أجنحة الطائرات أيضا!! والميزة الأساسية في الكاتيوشا هي كمية النيران الهائلة الناجمة عنها، والأثر النفسي الرهيب الذي تخلفه. فتستطيع كتيبة كاتيوشا واحدة أن تطلق 700 صاروخ في أقل من دقيقة، ويستطيع طاقم كاتيوشا أن يطلق 40 صاروخا خلال 20 ثانية، وأن يختفي من نقطة تمركزه خلال دقيقتين على الأكثر. أما من ناحية دقة إصابة الهدف فهي أمر ثانوي، لأن الكاتيوشا رخيصة الثمن سهلة التصنيع والتشغيل، وهذا سر انتشارها وشعبيتها في جميع أنحاء العالم. وسر الرعب الذي تشكله لإسرائيل التي عانت منها منذ عام 1969 فصاعدا.

وتتكون الكاتيوشا من رأس حربي وجسم يتضمن الوقود الذي يولد الطاقة اللازمة لطيرانه وذيل يحوي المحرك.ومن أشهر طرازاتها: قطر 80 ملم الذي يحمل رأسا متفجرا يتراوح وزنه ما بين 3- 5- 9 كجم، ويبلغ مداه 5- 6 كم. وقطر 122 ملم، 18.5 كجم متفجرات، ويبلغ مداه 11- 22 كم، 140ملم، قوة تفجير 18.6 كجم، حوالي 10 كم، وأخيرا 240 ملم، 47- 61 كجم، 11 كم. وجميع هذه المقذوفات تصل لأهدافها متفادية الرادرات، مثل الباتريوت، والحيتس، لأنها تكاد تزحف على سطح الأرض مقارنة بالصواريخ الباليستية مثل "سكود" التي تطير على ارتفاعات رهيبة قبل إصابة أهدافها.
الطريف أن الكاتيوشا عرفت لأول مرة في الصين، وكان الهدف منها تصنيع ألعاب نارية للاحتفال بعيد ميلاد الامبراطور. وأثناء حروب نابليون، فأجأ البريطانيون القوات الفرنسية برشقات صاروخية قصيرة المدى. وبين الحربين العالميتين تمكن ضباط الجيش الأحمر من تطوير الفكرة، وتصنيع الكاتيوشا الأولى عام 1941. وكان الرقم القياسي في استعمال الكاتيوشا، قبل أن يدك حزب الله المستعمرات الشمالية بالكيان الصهيوني، مسجلا باسم الجيش الروسي الذي أمطر العاصمة اللألمانية برلين بألاف الصواريخ أثناء حصارها عام 1945.
وتشير الصحف الصهيونية إلى أن حزب الله أطلق على "إسرائيل" حتى الآن نحو 3000 صاروخ كاتيوشا، وأن مستودعاته تضم عشرة ألاف أخرى، لكن الثابت كما تقول "معاريف" أن أول صاروخ كاتيوشا سقط على مستعمرة "كريات شمونه" في يناير 1969، ولم تعمل صفارات الإنذار، والملاجئ كانت مغلقة، والمفتوحة منها كانت طافحة بالمياه، وسقط 10 قتلى، وجرح 70 أخرون. وقبل ذلك التاريخ بعدة أسابيع أطلقت حركة فتح صاروخا من الأردن على بيسان التي ظلت تتلقى ضربات الكاتيوشا لفترة طويلة بعد ذلك، وسقط فيها عشرات القتلى من الصهاينة. وصاروخا أخر على مبنى الكنيست. وكذلك إيلات التي ضربت بصواريخ كاتيوشا من العقبة الأردنية. وفي عام 1971 سقطت رشقة كاتيوشا فلسطينية على مستعمرة "بيتح تكفا"، سقط إثرها 7 قتلى.

والأسلوب الأكثر شيوعا لإطلاق الكاتيوشا، بواسطة منصة إطلاق متعددة الفوهات. لكن يمكن إطلاق صاروخ واحد باستخدام منصة فردية، يمكن حملها على ظهر "دابة"، وإخفائها بين الأشجار. وفي حالات كثيرة يجري إطلاق الكاتيوشا بالتحكم عن بعد، بعد توصيلها بساعة بسيطة ما أن يدق جرسها حتى تعمل الدائرة الكهربائية وينطلق الصاروخ. وكشفت مصادر في جيش الاحتلال لصحيفة معاريف أنه بعد سقوط الكاتيوشا في "مدن الشمال" يخرج الطيران لضرب منصات الإطلاق، لكن جنود حزب الله ومنصاتهم يختفون من المنطقة قبل وصول الطائرات.

وفي المعركة الأخيرة، ثبت أن الكاتيوشا مفتاح النصر..وغنى ثوار العالم بصوت مسموع, وتركوا القُواد العرب لأموالهم و بترولهم و نياشينهم, و بأعلى الأصوات عزفوا سمفونية الحرية, غنوا الكاتيوشا و دبكوا معاً على رؤوس الصهاينة. تهوروا و غامروا, فذلك لحن يقربني من القدس و بيروت, فما أتانا من تهوركم إلا الحرية.

Labels:

وداعا..ميركفا


دبابة صهيون منتهى القوة..منتهى الضعف

بينما وقف مسئول التسليح بوزارة الدفاع الجنوب أفريقية يشرح لرؤسائه، وضباطه مزايا "الدبابة الإسرائيلية" "ميركفا"..وما توفره لطاقمها من حماية وتحصين هائل. علاوة على تسليحها غير المسبوق بالنسبة لدبابة تزن 60 طنا..وتوصف في تل أبيب بالوحش الفولاذي. كان سكان جنوب أفريقيا يشاهدون إعلانا غريبا على شاشات التليفزيون. ثلاث دقائق مدفوعة الأجر، يظهر فيها مقاوم من حزب الله، حاملا صاروخ كتف، ويشق طريقا وعرة..توقف..آخذا وضع الاستعداد..صوب صاروخه..صعدت "الميركفا" على "لغم أرضي"..ارتعد الوحش الفولاذي..وعاجله "رجل الله" بصاروخه. وأعلنت وزارة الدفاع الجنوب أفريقية تعليق الصفقة، بفضل "الإعلام الحربي" لحزب الله الذي رصد أنباء عن الصفقة في الصحافة العبرية، فسارع برد عملي في البلد المستهدف.
وزادت فضائح "الميركفا" بعد أن توالى تدميرها على يد المقاومة، منذ بداية العدوان على لبنان. يوميا يعلن حزب الله عن تدمير 1-3 دبابات..ويقر جيش الاحتلال بما حدث. حزب الله نفسه وضع على موقعه على شبكة الانترنت تصميما للميركفا..يبين نقاط ضعفها، استفادت منه المقاومة الفلسطينية في عملياتها على الشريط الحدودي برفح. لتثبت المقاومة أن الحاجة أم الاختراع، فقد أنفقت "إسرائيل" مبالغ طائلة على تصنيع "الميركفا"..وهي كلمة عبرية تعني "المركبة"..واستلهم جيش الاحتلال الاسم بعناية من أسفار العهد القديم!! وجاءت الكلمة في سفر "القضاة" بمعنى العجلات الحربية التي استخدمها جيوش الملك "سيسرا".
وقامت فكرة "الميركفا" على أساس أن تكون برجا حصينا للطاقم؛ فثبتوا المحرك في الأمام ليقيهم الضربات، وأضافوا مظلة تأمين للقائد عند بوابتها. وجرى تصفيح الدبابة بنوع خاص من الدروع المتباعدة، وتصفيح خزان الوقود والذخيرة ضد الحريق والانفجار. وصارت "الميركفا" آلة القتال الرئيسية لدى جيش الاحتلال، ويمتلك منها نحو 1500 من طراز 1-2-3، وتعتبر ميركافا 3 أكثر الدبابات تصفيحاً في العالم، اذ يتخذ تصفيحها زوايا انسيابية بقصد تغيير مسار الصواريخ عند ارتطامها بها..وتمتاز بدقة في التصويب يوفرها جهاز ليزر، كما تضم مناظير نهارية ليلية وأخرى حرارية تلتقط موجات الأجسام المعادية. الدبابة مزودة أيضاً بنظام لادارة المعركة يسمح بتحديد أهداف العدو وملاحقتها قبل أن تصبح ضمن حقل الرؤية، كما يؤمن ظهور معلومات مثل الخرائط، والإحداثيات، وصور للخارج على شاشات تمكن كل افراد الطاقم من معرفة المحيط القتالي، دون حاجة لفتح البرج والنظر من الفوهة.. ومزودة بثلاثة رشاشات ومدفع هاون، وبإمكانها أن تطلق قذائف تصل إلى مسافة 7 كم.
كل هذا التسليح الذي يستهدف حماية الجندي الصهيوني المرتجف، لم يشعر الجنود بالأمان، فجرى تزويد الميركفا بنظام إلكترومغناطيسي لاكتشاف الأخطار المحتملة، وتركيب أبواب الدخول والخروج من الخلف، وتزويدها بنظام تكييف ضد الانبعاثات البكتيريّة والكيميائيّة. لكن الحكمة القديمة تقول: "منتهى القوة..منتهى الضعف"، فالبرغم من تجنيد هذه التكنولوجيا الهائلة لحماية الجندي الصهيوني، لم تصمد الميركفا في اختبارات حزب الله، وتمكنت ألغامه الأرضية، وصواريخه المحمولة كتفا على قهر الوحش الفولاذي، وأسر الجنود من داخلها.

Labels:

باقي من البوراج..واحدة



حزب الله دمر إيلات 2

في التقرير الأخير لمركز يافيه للدراسات الاستراتيجية بإسرائيل، أفاد الباحثون الصهاينة أن سلاح البحرية الإسرائيلي في حاجة إلى تطوير، وتزويد بعدد من البوارج والفرقاطات ليتغلب على سلاح البحرية المصري. ويزعم التقرير أنه على الرغم من الفجوة بين جيش الاحتلال الصهيوني والجيوش العربية، إلا أن سلاح البحرية المصري ما زال متفوقا ماديا ومعنويا على نظيره "الإسرائيلي" منذ تفجير المدمرة إيلات.
ولعل أخطر ما حدث خلال العدوان الأخير على لبنان، هو تمكن حزب الله من ضرب بارجتين إسرائيليتين من طراز "ساعر" في مياه المتوسط. والمعروف أن البحرية الإسرائيلية لا تملك سوى ثلاث بوارج من هذا الطراز، وهي بوراج تصنف كحاملة للمروحيات وتقوم بوظائف عدة. ويرى بعض المراقبين العسكريين أن القاهرة يجب أن "توجه الشكر" لضربات حزب الله الموجعة والمفيدة في نفس الوقت. خاصة وأن البارجتين الإسرائيليتين التي قصفها حزب الله قبالة شواطئ بيروت، من السفن الحربية المتطورة التي يصعب رصدها.. وهي من طراز "ساعر-5" وهو اسم باللغة العبرية يعني "المهاجم"..وتصل سرعة البارجة إلى 33 عقدة، وتستخدم بصورة خاصة في مواجهة الغواصات والسفن، وقصف المدن، والأهداف الثابتة. وتملك اسرائيل ثلاثا من هذه البوارج هي "آي ان اس إيلات" وفاء لاسم المدمرة التي دمرها سلاح البحرية المصري، ويتوقع أنها البارجة الثانية التي دمرها "رجال نصر الله"، والبارجة "آي ان اس لاهاف" وهي كلمة عبرية تعني "لسان النار"، و"آي ان اس حانيت"، وهي كلمة عبرية تعني "الرمح".و حصلت عليها بين 1993 و1994. وتحمل هذه البوارج أسلحة متنوعة مثل صواريخ أرض-أرض التي تصل مداها الى 130 كيلومترا، وصواريخ ارض-جو يصل مداها الى عشرة كيلومترات، ومدفعا من عيار 76 ملم أو مدفعا بست فوهات من عيار 20 ملم، وستة مدافع طوربيدات.وهي مزودة كذلك بعدة اجهزة قياس ورادار لرصد الحركة بصورة دائمة ومسبار في المقدمة. يبلغ طول البارجة 86 مترا وزنتها 1200 طن، ويوجد مهبط للمروحيات في مؤخرتها تجعلها قادرة على نقل مروحيتين في الوقت نفسه أحداهما مخبأة في مرآب داخل الهيكل.ويتألف طاقم السفينة من 64 بحارا يضاف إليهم 10 لتشغيل المروحيتين، ولديها قدرة ذاتية على القيام بمناورات لـ20 يوما وعلى الإبحار مسافة 7400 كلم..وقد صممت بوارج "ساعر-5" للإفلات من الرادار ومن الأشعة تحت الحمراء، وهي مصممة بشكل مسطح بحيث يصعب رصدها.

Labels:

Monday, August 07, 2006

رجال ضد أمريكا


بوليفيا..حدوتة يسارية!!


إذا أمكننا أن نلون قارة أمريكا الجنوبية على الخريطة العالمية بلون ما، فلا بديل عن اللون الأحمر الذي يرمز إلى الثورة الاشتراكية التي تغلغلت في معظم دول القارة، منذ بدأها الزعيم الكوبي "فيدل كاسترو" أواسط القرن الماضي.
كما لو قدر لنا أن نلقي نظرة على الزعيم الثوري "أرنستو تشي جيفارا" في مرقده الآن، لظهرت لنا ابتسامته الساحرة أكثر اتساعا وأملا مما طبعته في قلوب وعقول الملايين من محبيه ومعتنقي مبادئه الثورية، ولَعبر لنا عن رضاه بما ينجزه القادة اليساريون في أمريكا اللاتينية اليوم من تقدم اقتصادي وتكتل سياسي ينطلق من قاعدة يسارية صلبة في مواجهة السياسات الأمريكية.
ولا شك أن روح "تشي" في منتهى السعادة بتجربة اليسار الديمقراطي في قارته التي أفرزت رؤساء يتمتعون بتأييد جماهيري نابع من ثقة الشعوب في برامجهم الانتخابية. "لولا" في البرازيل، و"شافيز" في فنزويلا، والرفيق "موراليس" في بوليفيا..أول هندي أحمر يدخل قصر الرئاسة في "لاباس"..وينتصر للفقراء في دولته مؤمما الثروات الطبيعية لصالح مواطنين لا يتجاوز دخل الفرد فيهم دولارين يوميا..ومحولا بوليفيا إلى "حدوتة يسارية" تتطلع إليها أنظار العالم..بعد أن رفع وطبق الشعار الانتخابي "كرامة..سيادة..إنتاج".

Labels:

الجارية التي أصبحت وزيرة للعدل



"رودريرجوس" ابنة الحظ

الأمر المؤكد في بوليفيا أن الرئيس موراليس نصير للمرأة. لقد خصص أربعة مقاعد وزارية في حكومته للنساء. لكن أكثر القصص إثارة، هي قصة "كاسميرا رودريجوس" الجارية التي أصبحت وزيرة بوليفية. "رودريرجوس" (39 عام) انتزعت من أحضان أسرتها في الرابعة عشرة من عمرها لتخدم في قصر عائلة بيضاء. تعهدوا لعائلتها، المنتمية لقبيلة "الكاتشوا" وتسكن مدينة "كوتشيمبا" ثالث أكبر مدينة بوليفية، أن يتم تعليم الفتاة "رودريرجوس" وتلبية كل احتياجاتها. لكن الفتاة خضعت لظروف عمل غير إنسانية وصلت إلى حد العبودية. وكانت مجبرة على العمل لساعات طويلة، تتعرض أثنائها لاعتداءات جنسية، كما حرمت من الذهاب إلى المدرسة. وبعد عامين هربت من السيد الأبيض، وانضمت لحركة الدفاع عن حقوق العمال، حتى صارت وزيرة للعدل في البلاد. "رودريرجوس" ترتدي دائما قميص واسع، وجونلة طويلة، على عادة أهلها منى الهنود الحمر، ومازالت تحرص على تضفير شعرها رغم توليها المنصب الوزراي الرفيع. وفي أول تعليق لها بعد أداء اليمين الدستوري قالت: "كنت في قمة الرعب والسعادة، خاصة في اللحظة التي أخبرني فيها الرفيق "موراليس" بأمر الوزارة. لم أنطق بكلمة لكن "إيفو" قال لي يجب أن تجعمي حركة التغيير من أجل بوليفيا والبوليفيين".
وسواء نجحت "رودريرجوس" في مهمتها أو لا، فإن الأمر المؤكد أنها والرفيق "موراليس يواجهان اختبارا صعبا. بوليفيا هي أفقر دولة في النصف الغربي من الكرة الأرضية بعد "هاييتي"، كما أنها منقسمة بين الأغنياء والفقراء، سكان الجبال وسكان الوادي، البيض والهنود. وجاء قرار "موراليس" بتأميم ثروات النفط كخطوة مهمة لتحسين أحوال ملايين البوليفيين الذين يحصلون على أقل من دولارين يوميا. ويؤكد الصحفي البوليفي "جوميز" أن قبائل "الأيمارا" ستواصل دعم الرفيق "موراليس" بشرط الوفاء بتعهداته. فقد أصبحوا ناخبين في منتهى الذكاء, لقد هزموا طوال 500 عام أمام السيد الأبيض لسبب وحيد: أن الرجل الأبيض يجيد استخدام الآلة، وضرب النار. أما اليوم فالهنود الحمر يجيدون استخدام الكومبيوتر، والتعلب على البيوقراطية، والتعامل مع المحاكم الدستورية. والفارق الوحيد أن الهنود يستهدفون هزيمة الرجل الأبيض، لا إبادته. والزمن يلعب في صالحهم.

Labels:

المشروب الرسمي في الوزارات الشاي المخلوط بالكوكا


بوليفيا دولة للاستعمال الشخصي

الطريق الأسفلتي المراوغ المليء بالمطبات يشق طريقه بصعوبة فوق المرتفعات، خارج العاصمة البوليفية "لاباس". ويبدو للحظة أن الصعود أكثر من ذلك مستحيل، لكن "لاباس" أعلى عاصمة في العالم تقع على ارتفاع 3600 متر فوق مستوى سطح البحر.. التنفس صعب للغاية..الهواء شحيح..السجائر تنطفئ من تلقاء نفسها.
البيوت على جانبي الطريق عارية من الطلاء، مجرد أكوام من الطوب، تُكون منازل من طابق واحد متلاصقة من فرط الازدحام. المنظر الطبيعي يحبس الأنفاس. العاصمة تبسط جناحيها في الوادي..وتحيط بها جبال "الأندي" باللون الأزرق والبني والأحمر، وقممها المغطاة بالثلوج لا تذوب أبدا حتى في عز الصيف. وعند سفح الجبل تظهر الأحياء الفقيرة التي توالدت وتكاثرت خلال العشرين سنة الأخيرة. وصار عدد سكانها مساو لعدد سكان العاصمة.
هذا الطريق الأسفلتي هو الممر الوحيد المؤدي إلى "ويا فاتيما" أهم أحياء العاصمة "لاباس" والمسمى على اسم عذراء بوليفيا، التي تجلت فوق قبرها السيدة مريم العذراء، وشاهدها ثلاثة من أبناء الرعاة المترددين على المنطقة. لكن هنا في "بوليفيا" الجميع يعرف العذراء، ويحبها، بسبب سوق "الكوكا" المعروف باسمها، وهو أكبر أسواق "بوليفيا" التجارية!!
السيارة الأجرة تتأرجح فوق "المطالع". و"أنطونيو شافي" مثل كل سائقي "التاكسي" في "لاباس"، يسير حتى قطرة الوقود الأخيرة. وعندما ينفد البنزين، لا يشتري بأكثر من دولار، أو دولارين. مؤشر الوقود في سيارته لم يتجاوز الضوء الأحمر مطلقا منذ اشتراها. وإذا اعتبرنا "أنطونيو شافي" نموذجا يقاس عليه، فإن الدولة كلها تتحرك في الهامش: ولا سائق يستعمل "المسَاحات" حتى لو انهطل المطر بغزارة. الجميع يطفئ الأنوار، والمحرك فور التوقف في الإشارة.

وفي سوق "ويا فاتيما" نفسه، لا يثق التجار عادة في الأغراب، "الجرينجو" باللغة البرتغالية. ويرفضون الكلام أو التصوير. خاصة أن نبات "الكوكا" مصدر رزقهم الوحيد يتعرض لهجمة ضارية من الولايات المتحدة أكبر مستهلك للكوكايين في العالم. فبدلا من أن تحارب واشنطون مخدر "الهايبي" النيويوركي الذي يدمر شبابها، قررت أن تخوض حربا ضد المزراعين الفقراء في دول "أمريكا اللاتينية". و"بوليفيا" في مقدمة الدول المضارة من الهجمة، خاصة وأن دخل الفرد فيها لا يتجاوز حاجز الـ 1000 دولار سنويا.

السوق عبارة عن مبنى من طابقين يشبه مدرسة ابتدائية. وبدلا من التلاميذ في الفصول، تقيم العائلات الهندية من الأقاليم الزراعية في بوليفيا مثل "هيونجاس"، و"جيفارا". والعادات الموروثة من قبائل الهنود الحمر مازالت سارية المفعول. كل عائلة تتولى تدبير شئونها إمرأة عجوز ترتدي ملابس تقليدية، تجلس في السوق ومن حولها أطفال صغار، تعتني كل مجموعة منهم بجوال ضخم يحتوي على 25 كجم من نبات "الكوكا" المجفف، وسعر الكيلو خمسة دولارات.
الأجولة المكدسة في هذا السوق، لا تزعج أحدا في "لاباس". مضغ الكوكا، وشربها في ماء مغلي، واستعمالها في التداوي، كشراب أو مراهم، هي جزء من الطب البديل الموروث عن القبائل الهندية في هذا البلد. حتى المشروب الرسمي في الوزارات هو الشاي المخلوط بالكوكا، والتفاح. ويؤكد البوليفيون أن زراعة "الكوكا" لا تتم في "بوليفيا" بغرض تجاري، والمزارعون لا يطرحون محاصيلهم للبيع. كما أن الكوكايين يستخرج من هذا النبات بعد عملية كيميائية معقدة لا تتم في "بوليفيا" الفقيرة.
غير أن الأرقام التي تنشرها المنظمات الدولية تؤكد أن غالبية الانتاج البوليفي من "الكوكا" يتم تصديره. فاعتبارا من السبعينيات توسع المزراعون في زراعة "الكوكا"، نتيجة انخفاض أسهم الفحم كمصدر للطاقة كانت "بوليفيا" من أكبر أسواق استخراجه في العالم. وانتقل عشرات الآلاف من العمال المطحونين من العمل في المناجم للعمل في زراعة الكوكا بالمناطق الدافئة والجافة شرقي "لاباس". وطبقا لتقديرات الأمم المتحدة، أنتجت "بوليفيا"، عام 2004 فقط، 36 ألف طن من "الكوكا"، تم تصدير 25 ألف طن منها إلى مصانع إنتاج الكوكايين في "كولومبيا".
ولكي تحارب الكوكايين بدأت "واشنطون"، منذ عهد "رونالد ريجان "الحرب ضد المخدرات". وفي هذا الإطار عرضت بالاتفاق مع الحكومة البوليفية 2000 دولار على كل صاحب مزرعة يتوقف عن زراعة "الكوكا". لكن المحاصيل البديلة كالموز كانت تدر أرباحا قليلة، لم تغط الخسائر. وفي إطار نفس الخطة دربت "واشنطون" قوات شرطية خاصة لمحاربة الفلاحين المتمردين. وكانت النتائج قاسية للغاية: قتل مئات الأشخاص، وأكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن الحكومتين الأمريكية والبوليفية مسئولتان عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. ووفقا لتقديرات الحكومة البوليفية انخفض دخل مزراعي "الكوكا" من 2700 دولار سنويا عام 98 إلى 900 دولار عام 2002.
"إليا سناندس" شاب في الـ 22 من عمره، من وادي "هيونجاس". يسافر يوميا إلى العاصمة حاملا أجولة "الكوكا", يقف في سوق "ويا فاتيما" لبيع بضاعته التي يعيش منها. أمامه ميزان غلال عاطل عن العمل منذ فترة. "سناندس" يؤكد أن حياة آلاف البوليفيين تعتمد على زراعة "الكوكا" التي توفر فرص العمل للمزراعين، وعمال الحصاد والتجفيف، والنقل، والسائقين وتجار الغلال. وتدمير هذه الزراعة يعني ضربة مميتة لآلاف العائلات.

Labels:

الهنود الحمر خمسمائة عام من العزلة


البيض يقولون للهندي الأحمر: "تعال يا ولد" حتى لو كان عجوزا في السبعين".



أكثر ما يحبه البوليفيون في "موارليس" أنه رئيس يفي بوعوده، فعقب فوزه بالانتخابات وقف في شرفة قصر الرئاسة مرتديا بذلة رياضية زرقاء، واحتشد لسماعه آلاف البوليفيين. قال بالحرف: "اليوم هو أعظم أيام "بوليفيا" صاح بانفعال وتأثر شديدين: "اليوم نغير مجرى التاريخ، أسقطنا النموذج "الكولونيالي" و"النيو ليبرالي" اللذين تسببا في تدمير الدولة...آن الآوان لاستعادة "كرامة" بوليفيا، وثرواتها الطبيعية". ونفذ "موارليس" وعده الأسبوع الماضي، حين أمم آبار النفط في ذكرى تأميم "عبدالناصر" لقناة السويس.

ليس صعبا أن تدرك لماذا يحظى هذا الرجل ذو الشعر الأسود الفاحم بهذا القدر من الحب والتقدير في بلاده وخارجها. ففي الانتخابات التي أجريت في ديسمبر 2005 فاز بـ 54% من الأصوات، في الانتخابات التي شهدت أكبر نسبة تصويت في تاريخ البلاد. وعُرف في العالم كله بوصفه أول رئيس "هندي أحمر" لبوليفيا التي تشكل قبائل الهنود فيها بين 60- 80% من عدد سكانها. "موارليس" يبدأ يومه في الخامسة صباحا، ولم يمن على الشعب بذلك، بل قرر في اليوم الأولى لتوليه منصبه أن يخفض راتبه إلى النصف (1800) دولار، رغم أن مظهره البسيط والمتواضع دفع بعض الصحفيين الأمريكيين لاستفزازه بعد ظهوره مع الرئيس شيراك، ورئيس وزراء أسبانيا، وغيرهم من الزعماء بنفس "الجاكت" الصوف الأصفر. فرد بأنه أول جاكيت وجده في "الدولاب" قبيل سفره لأوروبا.
"موراليس" شخص متواضع محب للحياة، (47سنة)، يقول المقربون منه أنه مؤهل للقيادة بالفطرة، ويعرف ألف طريقة وطريقة للعب السياسة. وسيم وخفيف الظل لا يتورع عن مشاكسة النساء وقد لاتنتهي المسألة عند حد الرقص معهن. فلديه سبعة أولاد من أربع نساء لم يتزوج واحدة منهن. ودائما يقول: سهل جدا أن تحكم دولة، ومستحيل أن تتحكم في إمرأة".


يصفه أتباعه بالرئيس موراليس ابن البلد، فهو ينتمي لقبائل الهنود الحمر التي تقود ثورة سياسية هائلة في بوليفيا، ثورة لم تحدث منذ الاحتلال الأسباني قبل 180 عام. ولكي نفهم العمق الاجتماعي والاقتصادي لهذه الثورة من المفيد أن نتأمل العاصمة "لاباس" أو المنطقة المحيطة بها عند سفح الجبل التي تحولت بمرور الزمن إلى مدينة "إل ألطو" وفي هذه المدينة يعيش حوالي مليون نسمة جميعهم من الهنود الحمر الذين هاجروا إلى المدينة بحثا عن مصدر للرزق. في "إل ألطو" لا يوجد طرق مرصوفة، ولم تدخل المياه والكهرباء والغاز البيوت على الرغم من أن بوليفيا تمتلك أكبر احتياطي غاز طبيعي في القارة بعد "فنزويلا". ناهيك عن عدم وجود شبكة صرف صحي أو خدمات صحية حقيقية.
لكن الثورة التي تجسدت في اختيار "أيفو موراليس" رئيسا للبلاد أكبر من أي تصور، خاصة وأنها ترمز لدخول ملايين الهنود الحمر إلى المجال المرئي، بعد أن أصبحوا في منطقة يستحيل معها تجاهلهم. فعلى الرغم من أن الهنود الحمر هم الغالبية العظمى من سكان "بوليفيا" البالغ عددهم 9 ملايين نسمة، لكن لا توجد في العاصمة لافتة واحدة بلغتهم الأم، جميع اللافتات والمعاملات الرسمية تتم بالأسبانية. وحتى منتصف العشرينيات حرموا من حق التصويت، وعانوا من تمييز عنصري لم يتم تجاوزه حتى اليوم. ويقول الناشط الاجتماعي والصحفي البوليفي "لويس جومس": "الوضع في بوليفيا يذكرك بجنوب الولايات المتحدة الأمريكية قبل ظهور "مارتين لوثر كينج"، أي شخص من قبائل "أيامارا" لا يستيطع أن يتزوج بإمرأة بيضاء. وإذا دخل هندي أحمر يرتدي الثياب التقليدية إلى المطعم فمن المؤكد أن أحدا لن يقدم له "الطلبات"، وسيلمحون له بألف طريقة وطريقة أنه غير مرغوب فيه داخل المكان. ومازال البيض ينادون على الهندي الأحمر بكلمة "تعال يا ولد" حتى لو كان عجوزا في السبعين".
لكن الهنود الحمر تعلموا قواعد اللعبة في السنين الأخيرة، وبدأوا المطالبة بحقوقهم. ففي البداية طلبوا تقنين زراعة نبات "الكوكا"، وتأميم الثروات الطبيعية لصالح المواطنين خاصة الغاز والمياه. وفي عام 2003 نجحت مظاهرات الهنود الحمر في إسقاط حكومة "جونزالوا سانتوس دي لوسادا" المعروف باسم "الجرينجو" أي الغريب باللغة البرتغالية، لأنه تعلم في واشنطون، وعاد إلى بوليفيا ينطق بلكنة أمريكية. وسقط في هذه المظاهرات مئات القتلى، وبعد عامين أسقطوا أيضا حكومة "كارلوس ماسا"، وامتلأت الشواريع بالجنود والضباط للحفاظ على الأمن، ولم تهدأ المظاهرات حتى دخل "أيفو موراليس" قصر الرئاسة إثر انتخابات حرة.

628

Labels:

Wednesday, August 02, 2006

..كل شيء هادئ على "الجبهة اللبنانية"




"سفير مبارك" يشرب الويسكي مع الصهاينة احتفالا بثورة يوليو



سقط القناع عن القناع..
عن القناع، سقط القناع..
لا أخوة لك يا أخي،
لا أصدقاء يا صديقي..
لا قلاع.
روائح اللحم البشري المحروق تنبعث من شوارع لبنان..الأحياء يتعثرون في جثث شهدائهم..المستشفيات مليئة بجثث الأطفال..حتى المقابر لم تعد تستوعب ضيوفا جدد. الدماء تغلي في عروق الشارع العربي، والأنظمة العربية الفاسدة لم تقف هذه المرة مكتوفة الأيدي، بل مدت أيديها لدعم "إسرائيل". النظام المصري دوافعه معروفة، فهو مشغول بتثبيت وضع "الجنين"، معذرة، "الوريث. لكن الأغرب موقف حاكم عربي اتصل بأولمرت مشجعاً. وتقول "يديعوت أحرونوت" أن "أولمرت" تسلم رسالة سرية من "حاكم دولة عربية معتدلة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل" قال فيها: "أؤيد عملياتكم في لبنان وشعرت بحاجة إلى تشجيعك في هذه اللحظة. أنتم ملزمون بالاستمرار حتى النهاية. جهات عديدة في العالم العربي تتمنى لكم النجاح". يبدو الكلام، للوهلة الأولى، غير منطقي، وغير قابل للتصديق بامتياز.
لكنه يتسق مع وصف أنظمة الحكم في "مصر والسعودية والأردن" لعملية أسر الجنديين "الإسرائيليين" بأنها "مغامرات غير محسوبة"!! والصمت العربي على سحق لبنان يوميا على مدار أسبوعين. لقد سقط القناع..وانجلت المواقف. فكل حاكم فيهم يستطيع، بمفرده، إيقاف الحرب لو أراد، لكنهم يريدون تحقيق إملاءات أمريكا، ونزع مصادر شرعية المقاومة والديمقراطية. يريدون التخلص من "سيد المقاومة" في لبنان..ليحل محله عبدا أمريكيا من فصيلتهم.

يخافون الديمقراطية لأنها تعني، ببساطة، انفراط عقد السلطة من بين أيديهم. الشفافية تعني محاكمة الحكام اللصوص..نزاهة الانتخابات تعني ظهور نظم حكم معادية لواشنطون وتل أبيب. ومع ذلك يبدو بصيص ضوء أخيرا في نهاية النفق، لقد دخل نظام مبارك، والأخوان "عبدالله" في "مغامرة غير محسوبة". عندما تحالفوا مع "أمريكا وإسرائيل" ضد شعوبهم..وضد المقاومة. ,أثبتوا، للمرة المليون، أنهم أنظمة ديكتاتورية فاسدة معزولة عن شعوبها..تستجدي الرضا الأمريكي للبقاء في الحكم.

لذلك يصرح مسئول بالخارجية الصهيونية: "إن ما نسمعه من قادة الدول العربية، ببساطة مذهل..الجمل نفسها تكرر: "واصلوا هجماتكم العسكرية إلى أن تمحوا حزب الله"، "ستصنعون معروفا كبيرا للبنان ولكل المنطقة إذا قضيتم على هذا "النصر الله"، "لا تتوقفوا حتى تقضوا عليهم"، "كل من يعتبر نفسه معتدلا يتمنى لكم النجاح" و"إسرائيل وحدها تملك الشجاعة للوقوف في وجه هذا الرجل".
قد لا نصدق حرف من هذا الكلام، لو وقف مسئول عربي واحد، ونفاه بالفعل لا بالقول. لكن للأسف صراخ "هدى غالية" ما زال يصم الآذان، وصراخ الطفلة اللبنانية "هدى خالد" يدوي بلا انقطاع في الشارع العربي. "هدى خالد" ذات الأثنى عشر ربيعاً، صرخت بصوتها المذبوح الحزين، على فراش الموت في إحدى مستشفيات بيروت بعد إصابتها بجروح خطيرة في أنحاء مختلفة من جسدها..وامتلأ وجهها بالثقوب الدامية. إلا أن صراخها دوى في فراغ التآمر العربي والدولي. وتردد صداه في أفق الدمار والخراب والجرائم البشعة التي يتعرض لها الشعب اللبناني، وحكامنا مشغولون بالترفيه عن حكام تل أبيب.

في نفس اليوم، جلس "محمد عاصم" السفير المصري في تل أبيب يحتسي الخمور بصحبة مجموعة كبيرة من الإسرائيليين..نخب اللحم المحترق في شوارع بيروت. عقد "سفير مبارك" حفلا بمناسبة ثورة يوليو. والمخزي أنه بدأه بعزف السلام "الوطني" الإسرائيلي..نشيد "الأمل".
"طالما في القلب تكمن ، نفس يهودية تتوق ، وللأمام نحو الشرق ، عين تنظر إلى صهيون.
أملنا لم يضع بعد ، حلم عمره ألفا سنة ،أن نكون أمّة حرّة على أرضنا ،أرض صهيون والقدس".
جلس "عاصم".."سفير مبارك" يستمع لهذه الكلمات مساء الخميس الماضي، بينما لبنان تحترق.
المعلومات المخزية كشفتها صحيفة هآارتس الصهيونية عبر مقال رئيس الملحق الثقافي "بيني تسيفار" الذي يقول: "أنه دُعي وزوجته لمنزل محمد عاصم إبراهيم السفير المصري بتل أبيب لحضور الاحتفال "في جو مليء بالود والحميمية"، وجرى فيه تبادل أنخاب الصداقة، وكئوس الويسكي و"الجين"..و"التونيك". وتناولوا صنوف من الأطعمة بدأت من أجود أنواع اللحوم وحتى طبق "الكشري" . وفي هذه الأجواء يقول "تسيفار" أنه تذكر كيف كان يحرق، هو وأقرانه "الإسرائيليون" صور الرئيس جمال عبد الناصر سنويا أثناء كرنفالات عيد الأسابيع اليهودي في الـ 18 من شهر مايو. عندما يحرق اليهود صور ومجسمات لأعدائهم. ثم ينتقل "تسيفار" لمدح "مبارك" ويصفه بالسياسي العبقري!!
في هذا الجو الاحتفالي، من الصعب أن نطلب من مبارك أو وزارة خارجيته التفرغ لفك الحصار، ورفع العدوان عن لبنان، على الأقل حتى ينتهى مفعول الشراب. لكن اطمئنوا فـ"كل شيء هادئ على الجبهة الغربية".

Labels:

ابنه زوز يخدم في جولاني



عزام في الجيش


يبدو أن ذيل "عزام عزام" عمره ما ينعدل، ولو علقوه فيه جبل المقطم. فعلى الرغم من أن عرب 48 نبذوا "عزام" منذ إطلاق سراحه في صفقة "مبارك- شارون"، إلا أنه وجد فرصة مناسبة في العدوان "الإسرائيلي" على لبنان ليؤكد "عشقه" لإسرائيل، هو وعائلته. "عزام" صرح لجريدة معاريف أن ابنه "حسام عزام"، انضم "للجيش الإسرائيلي" للمشاركة في إبادة اللبنانيين، وأن زملائه في الوحدة العسكرية يدللونه بالاسم "زوزو". حسام شاب عمره (18 سنة) يسير على درب أبيه ضابط الموساد، وعمه الجندي بسلاح "جولاني" الذي قتل أثناء الخدمة بجيش الاحتلال.

Labels:

طعيمة: يعتذر عن المقارنة بين أبو الشهيد وأبو الشريك




الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــد..



ليس أصدق من شهادة "عدو" لك.. "عدو" أعلن رسمياً وتمنى شعبياً تصفيتك مع مقاومتك كهدف إستراتيجي له، ومع ذلك يحترمك، وهو يدرك يقيناً أن مشروعك هو إزالته من الوجود، كما ورم سرطاني زرعه الغرب في جسدك.


لـ(السيد) شهد مرتزقة الصهاينة في إستطلاع شهير أجروه "هم"، وفي أعقاب إعلان نتائجه، كان أحد همومهم الأساسية.. كيفية وقف تأثير خطاب (السيد) على نفسية المرتزقة مُحتلي فلسطين.. تماماً كما فعل معهم لحظة إعلانه ضرب بارجتهم وإغراقها.

لـ(السيد) خطابه السياسي الذي يُقر أعداؤه بوعيه وحنكته، و"كاريزما" خاصة أجمع المختلفين معه عليها، تدعمها موهبة طبيعية في الخطابة، وإدراك وإجادة لأُسس "اللعبة"، من أعدائه.. تصفه (روبين رايت) المراسلة الدبلوماسية لـ(واشنطن بوست) التي أجرت مقابلة معه تجهيزا لكتابها الصادر قريبا (أحلام وظلال: مستقبل الشرق الأوسط) بأنه "رجل دين وسلاح وحكم، مزيج من آية الله الخميني وشي غيفارا، إسلامي شعبوي كما انه تكتيكي حرب عصابات كاريزمي."، وانه "تمكن، بقوة ثابتة يتراوح عددها بين 600 والف مقاتل، في تحقيق ما لم تتمكن فيه عشرات الآلاف من الجنود في جيوش مصر وسورية والاردن من تحقيقه في نصف قرن ـ إجبار اسرائيل على الانسحاب." ولها قال سفير المرتزقة لدى الولايات المتحدة دانييل ايالون،الجمعة الماضي، «هو اكثر الزعماء في العالم العربي مكرا، واخطرهم».
من أصدقائه.. يصفه (نعوم تشومسكي) بكل ثقله الثقافي والمعنوي الدولي"عقلاني وذكي ومحلل جيد للوضع اللبناني"، ونضيف انه حين يتحدث عن "تفاوض غير مباشر" مع العدو يدرك أن شبكة التفاوض البديلة والتي تمتد من طوكيو إلى واشنطن تكشف حقيقة المشروع الصهيوني كمشروع غربي.. وأنه عملياً يتفاوض مع الرأس بوجوهه المتعددة.

يدرك (السيد) جيدا قواعد اللعبة.. وأن "العدو" ليس قوياً إلا بقدر ضعفك، "إسرائيل قوية في أذهاننا فقط، وعندما نسقط هذا الوهم ونستخدم القوة الكامنة فينا سنجد الكيان المسمى إسرائيل أوهن من بيت عنكبوت". وأن سلاحنا الأول هو "لحمنا الذي يعيش وطنه".. لا من يعيش على أرض مُحتلة تلفظه لان جذوره خارجها.. وأن من يستطيع.. ويتحمل "الثمن" سينتصر لا محالة.. وأن موازين القوى "شئ نسبي" وعليك أن تجيد توظيفها.. هكذا يؤكد تاريخ الشعوب.

فمع ميلاد الحزب وترسيخاً لـ"ثقافة الثمن" يتذكر (السيد) دائماً عملية نفذها الشهيد (أحمد قصير) حين فجر مقر حاكم الإحتلال في صور (11 نوفمبر 1982) موقعاً 85 قتيلاً في صفوف المرتزقة. لكن الضربة الكبرى جاءت بعد عام واحد من ميلاد (الحزب)، في الثالث والعشرين من أكتوبر 1983 اقتحمت شاحنة معبأة بالمتفجرات مقر (المارينز) قرب مطار بيروت ، كانت أقسى ضربة تتلقاها واشنطن في يوم واحد منذ الحرب العالمية الثانية، قتل 241 من المارينز في ثوان قليلة،.إرتفع عددهم مع نفوق عدد من الجرحى إلى 270. على الفور برز مطار بيروت الذي كان مختفياً خلف المبنى الضخم لمقر سالخي الرؤوس، وتزامن هذا الهجوم مع آخر استهدف مقر المظليين الفرنسيين في بيروت، فقتل 56 منهم، وقتها هرول (جورج بوش) نائب الرئيس -وقتها- إلى بيروت. وإنسحبت قوات الدولتين تاركة حلفائها الإنعزاليين- من المارونيين في الأساس- لهزيمة محتومة.. أمام منظومة المقاومة التي رسخها (السيد).

31 أغسطس 1960 ولد السيد (حسن نصر الله عبد الكريم نصر الله) في حي (شرشبو) بمنطقة (الكرنتينا) في بيروت، لأب محسوب على التيار القومي السوري، يعود في أصوله إلى بلدة البازورية في البقاع، كان (السيد) هو الأكبر بين أربعة أشقاء وخمس شقيقات، طفلا كثير القراءة.. يتلقى المزاح الثقيل من أقرانه بهدوء وخجل. أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة "الكفاح" الخاصة ببيروت، وجزءاً من المتوسطة في "الثانوية التربوية" بمنطقة سن الفيل. وعندما بدأ يهتم بالسياسة، تأثر بالإمام موسي الصدر، فانضم إلي حركة أمل التي أسسها الإمام. كان (الصدر) جميلاً بهيّ الطلعة يتمتع بحضور طاغ وكاريزما سياسية افتقدها رجال دين وسياسيون لبنانيون.. هكذا حلم (السيد) ان يكون.. وقد كان. ربما من أجل هذا الحلم سافر عام 1976 لعامين إلي "حوزة" النجف العراقية، لتلقي العلوم الدينية. يقول رفاقه أن صداقاته في بدايات الوعي توزعت بين شيوعيين وناصريين وبعثيين وسوريين قوميين.

ننقل عن مجلة السياسة الدولية "كان شديد التفوق في دراسته، حيث أنهي الدراسة التي تحتاج عادة إلي أربع أو خمس سنوات في سنتين فقط، وهو ما عُد دليلا علي نبوغه المبكر." وفي عام 1978، عاد متخفيا عن أنظار نظام صدام إلي لبنان ليواصل دراسته في مدرسة أسسها إستاذه عباس الموسوي، وينضم لحركة أمل وسرعان ما أصبح مسؤولاً تنظيمياً لها في بلدته، رغم صغر سنه، وبعد أربعة أعوام، تم تعيينه مسؤولاً سياسياً للبقاع، حيث نزحت إسرته هرباً من الحرب الأهلية، وعضواً في المكتب السياسي للحركة.


عام 1982 ومع اجتياح المرتزقة لبيروت، كان على (الموسوي) وتلميذه فرز توجههما عن تحالف نبيه بري مع بشير الجميل "الماروني" المؤيد للصلح مع مرتزقة الغرب، تمسك (السيد) بخيار المقاومة واستعادة ثقافة الاستشهاد. ليكون لـه الدور الأبرز في تعبئة المقاتلين ضد العدو.. بأوجهه المتعددة، خلالها سافر إلي مدينة (قم) أواخر الثمانينيات، حيث توطدت علاقته مع القادة الإيرانيين، وتولدت لديه قناعة بأنه في ظل العداء الرسمي العربي لا غني عن دعم إيراني وسوري لمواصلة المقاومة.

إثر استشهاد (الموسوي) 13 فبراير 1992 ورغم انه الأصغر سنا إختاره مجلس شوري الحزب أمينا عاما. وتحت قيادته لم يعد الحزب مجرد حركة مقاومة لبنانية، بل منظومة متعددة الأدوار، إجتماعية لرعاية أسر وأبناء الشهداء.. شهداء الحزب وخارجه، واجماليا هو يُعين 250 الف لبناني ويعتبر ثاني اكبر رب عمل في البلاد.
فضلاً عن مؤسسات ثقافية وإعلامية أحسن (السيد) استخدامها، في قلبها فضائية المنار. واجماليا هو يُعين 250 الف لبناني ويعتبر ثاني اكبر رب عمل في البلاد.


منذ بداية تأسيس الحزب وتوليه منصباً مؤثراً فيه أدرك (السيد) قواعد اللعبة وأجادها، لينجح في صياغة توازن رعب وسط محيط "رسمي عربي" معادي لفكرة المقاومة ذاتها. ومع إنتخابه أميناً عاماً بدأت مرحلة جديدة عرف خلالها جيش المرتزقة ضربات موجعة، أبرزها "حرب تصفية الحساب" يوليو 1993، و"عناقيد الغضب" أبريل 1996، وانتهاء بمقدمات الانسحاب من الجنوب مايو 2000. ومنذ ذلك التاريخ والاحتكاكات بين مقاتليه والمرتزقة مستمرة لتحرير مزارع شبعا المحتلة والأسرى، لتبلغ ذروتها في حرب "الوعد الصادق" الحالية. "توازن رعب" أجبر المرتزقة ورعاتهم في الغرب على الإقرار صراحة بحق "جنود السيد" في قصف قواعد المرتزقة. لكن يظل الانتصار الأبرز لـ(السيد) إجبار المرتزقة على الفرار ليلاً من الجنوب.

إدراك لقواعد اللعبة، نفرح به ويوجعنا كلما قرأنا مذكرات مفاوضي الغرب والمرتزقة عن تجاربهم في التفاوض مع السادات أو سلفه، فارق كبير بين من يتحدث عن "أي عدد من القوات" على أراضيه، من لا تفرق معه دماء جنود يحمون في النهاية نظامه فيعانق قاتلهم متودداً، ومن لا تفرق معه تدمير الوطن الذي إبتلي به وبين من ينجح في إجبار المرتزقة لأول مرة في تاريخهم وبرعاية الغرب في الإقرار بحق المقاومة في قتلهم رداً على هجماتهم، ومن ينجح في إطلاق عشرات الآسرى مقابل ثلاثة"رمم" لمرتزقة.. ويجبر المرتزقة على تقديم ترضيات له لإثبات "حسن نواياهم".

إدراك لقواعد اللعبة أفرز منظومة ناجحة وسط موات "رسمي" عربي، منظومة تنزف راضية في مواجهة منظومة غربية متعاضدة، كان طبيعياً منذ البداية أن تنطلق سهام إعلام الغرب وخلفه إعلام ملوك الطوائف ضدها، مُركزة على مفردات أبرزها "حزب الله التابع لإيران".. قبل أن يتراجع إعلام الطوائف خجلاً أمام إنتصارات المقاومة وهزيمة أصدقائهم المرتزقة في تل الربيع المحتلة، ليعود الآن متحدثاً عن"مغامرات لا تخدم مصالح العرب".

قواعد اللعبة واضحة.. فدقق من يتهم من؟. بوش حفيد سالخي الرؤوس يتحدث من روسيا عن عمليات حزب الله بوصفها "هجوماً على جهود واشنطن لحل الصراع في الشرق الأوسط".. وملوك الطوائف الثلاثة وبطريرك المارون يتحدثون عن ضرب (السيد) مصالح العرب.. التي هي من وجهة نظرهم "جهود واشنطن لحل الصراع في الشرق الأوسط". أما كتبة المارونين والمارينز فأن التفسير الأكثر شيوعاً لديهم هو "أنه" يسعى الآن لـ"خلخلة قطاعية" في جيش المرتزقة تخفيفاً للضغط على "حماس" وغزة، ولتبديد جهد "أمطار صيف المرتزقة"، ولمبادلة أسرى "حماس" والأسرى اللبنانيين بالجنديين الأسيرين.(!!) فهو بالنسبة لإعلام الكتائب والمارونين يمارس ما أسموه (حرب الانتحار).. فحسب مواقعهم "حزب الله ارهابي ونحن أهل الجنوب اللبنناني المسيحي نرفض الاعمال التخربية الهمجية للارهابي(..)".

إصرار (السيد) على التمسك بقواعد اللعبة يعريهم ويفضح عجزهم وتواطئهم.. "مغامر" لأنهم لا يتصورن إمكانية مناطحة أسيادهم.. هكذا تربوا وتكيفوا. إهانة لنا وله ان نقول (السيد) في كفة و"هم" في أخرى، فمن يُقارن بين أبو الشهيد وأبو ناهبا ثروات الوطن.. بين القُساة على من إبتليوا بحكمهم.. المهمومين دائمأ بمرتزق آُسر هنا أو هناك وبين "الرحماء فيما بينهم.. الأشداء على الأعداء".. بينه وبين من دمروا مصالح وطن إبتلي بحكمهم ليتراجع على كل المستويات إلى ما لم يعرفه من فساد وتخلف في تاريخه الحديث.

في تطبيقه لقواعد اللعبة إتسق (السيد) مع نفسه.. "إدفع الثمن من لحمك لتتحرر"، سأله الكاتب اللبناني (غسان شربل) عن شعوره وهو يرسل الشبان إلى الموت فأجابه: صدقني أنهم يتسابقون لإدراج أسمائهم في لوائح العمليات الجهادية والإستشهادية. أنهم لا يذهبون إلى الموت. يذهبون إلي النصر ودماؤهم لن تضيع. إتسق (السيد) مع نفسه وبأعز مالدى أي إنسان..ها هو إبنه البكر (هادي) يشارك سبتمبر 1997 يشارك في عملية فدائية يعود منها شهيدا، فقط يطلب من أصدقائه أن يتركونه منفرداً لدقائق، ويخرج ليترحم على الشهيد، ولا يعود لذكره "مُزايدة". دفع (السيد) الثمن بلحم إبنه البكرفي نفس العام الذي كان (جمال) هنا يدشن مشروعه التوريثي.. وكان أبناء سعود مستمرون في نهب ثروات شعوب الجزيرة العربية. من يقارن بين من يُعيد دورة (سيد الشهداء.. الحسين).. مضيفاً إليها "ما إستطعتم من قوة".

قواعد اللعبة يتجاهلها إعلام مبارك وأبناء سعود والموارنة مضخماً -بالتبعية لواشنطن وتل الربيع المحتلة- "قشة إيران" في عين من يُفترض أنهم مسؤولين عن حمايته.. ويتجاهل "الدانة الأمريكية الغربية" وهي "تفرتك" اجساد من يُفترض أنهم أطفاله. عن "القشة الإيرانية" قال (السيد) لـ(الجزيرة): " مرجعيتنا السياسية في قيادة حزب الله، دمشق وطهران بالنسبة إلينا دول صديقة، إخوة وداعمون ومساندون، نعيش معهم أكثر من مسألة أخوة وصداقة، نعيش جسد واحد أو وحدة مصير كما نعبر في لبنان.. نظام الجمهورية الإسلامية والمتكون من مؤسسات بالنسبة إلينا هو نظام نحترمه ونجله ونقدره ونقيم معه علاقة صداقة، لكنه ليس قَيِّمًا ولا وصيًّا علينا."

يدرك (السيد) قواعد اللعبة كما يدرك أولوياته الوطنية، فبينما يتحدث ملوك الطوائف عن مخاطر "هلال شيعي" يناشد هو أشقائه "شيعة وسنة" في العراق وقف القتل المتبادل، ويُنسق ضمنياً مع منظومة "سُنية" أصولية هي (حماس).. ومع كل تجمعات المقاومة.. لا فرق عنده بين شيوعي أو درزي أو حتى ماروني.. مادام يقاوم، ومن ينسى صورة إلتقطتها وكالة الأنباء الفرنسية عام 1996 لمقاتلي (السيد) وهم يعيدون بأيديهم بناء كنيسة دمرها المرتزقة.

يدرك (السيد) أولوياته الوطنية، فبينما تُشعل تجمعات أصولية الدنيا في مصر من أجل رواية، لا يهتم (السيد) بإستمرار صدور ذات الرواية في بيروت 20 عاما، وبينما يشعل -قبل سنوات- نواب الإخوان الدنيا هنا ضد "يسرا" من أجل فيلم (الوردة الحمراء).. في نفس اليوم.. في نفس اليوم كانت (المنار) ذراع (السيد) الإعلامي تستضيف (يسرا) يوماً كاملاً على الهواء ضمن إحتفالية لها عن فيلم (العاصفة). وبينما تنشغل قوي متطرفة هنا بمشهد "شذوذ" في فيلم لا يلتفت (السيد) لإحتفالية للشواذ في بيروت. ترتيب أولويات يكشف "حجم" ووعي (السيد). فهو إجمالاً يرى ان «الشيء الأسوأ والأكثر خطرا الذي واجهته الصحوة الاسلامية كان طالبان. فدولة طالبان قدمت مثالا شنيعا لدولة اسلامية».

يدرك (السيد) أولوياته، فهو يرفض على الهواء مباشرة في قناة الجزيرة محاولة البعض لجره إلى مواجهة إعلامية مع "تبعية مبارك" وهو يعرف جيداً العروض لبشار الأسد التي قدمها مبارك لتفكيك المقاومة. ويتفادى حتى الآن الههجوم على من هاجموا نضاله ووصفوه بالمغامرة.

قواعد لعبتهم مختلفة ومناقضة لشعوبهم، ومن الطبيعي ان يتفقوا مع "أصدقائهم" على ضرورة تصفيته، فمنحوا المرتزقة شرعية رسمية عربية للجريمة.

شهد لـ(السيد) أعداؤه.. وأعداءنا، و"على من إبتلينا" شهد أحد أسياده.. (ديك تشيني).. يقول "هو لا يهتم بشئ أسمه التاريخ ولا يعيه".

لكن التاريخ سيتوقف طويلاً عند (السيد).. نجا أو إستشهد.. هُزم أو إنتصر، سيبقى رمزاً لإمكانية المقاومة ولمفردات لن يعيها ملوك الطوائف وموالي المارينز.. كرامة وفداء ووطنية.. فهم "تُبع" بسليقتهم. سيذكره كما يذكر سيدنا وسيده.. سيد الشهداء (الحسين).. قل عليه السلام أو لا تقل لن يختلف معك (السيد). لكننا نقول عليه "هو.. السيد" السلام.. شهيداً أو صامداً.
مـحـــمــــد طــعـــيــمــة

Labels:


..والعبــــيـــد


أرجل مبتورة..أيادي مقطوعة..رؤوس أطفال..تشظت..تفتت..وطارت من فوق أجسادها. جثامين شهداء تفحمت..وتلفحت بلون السواد..أمعاء النساء مدت أطرافها خارج بطونٍ مبقورة..لا تبكِ يا بيروت غــدر أحبـــــــةٍ..تركوا اليهود يدمرون قـــــــراكِ..قصفتْ بوارجهــم وآلة حربهمْ..مدن المحبة والجميع يــــراكِ.
مبارك لم يحرك ساكنا..ولم يقلب حجرا..لم يرق قلبه.. كما رق لحال الجندي "شليت"..ولم تدمع عيناه..كما لم تدمع من قبل على الشهداء المصريين بنيران صهيونية. عبدالله "الهاشمي" لم يجزع قلبه..ولم يرهف سمعه لصرخات نساء بيروت..وأطفال غزة. خادم الحرمين الشريفين..لم يشعر بدماء بيروت الساخنة تجري بين قدميه في قصره المكيف المنيف. دماء عربية زكية طاهرة تزلزل القصور..والقبور..لم تحرك جيوشا عربية..ولا قادتها من أجل "ست الدنيا".
ما أن بدأ القصف على بيروت حتى ظهر "عبيد أمريكا" على حقيقتهم..أولئك المعروفين بالملوك والزعماء "العرب"، تركوا لبنان يحترق وحده..الصوت صوت أمريكا..والبيانات ممهورة بختم الملك والرئاسة. لسان حالهم: "نصبتنا أمريكا حكاما عليكم..وما نحن إلا عبيد إحسانها". ثلاث حكام عرب..مبارك و"الأخوان عبدالله" حملوا "حزب الله" مسؤولية العدوان الإسرائيلي بطريقة غير مسبوقة، عندما اعتبرت بياناتهم الرسمية العملية الفدائية التي نفذتها خلية تابعة لحزب الله ضد أهداف عسكرية إسرائيلية أدت إلى مقتل ثمانية جنود، وأسر اثنين "مغامرات" غير محسوبة لا تخدم المصالح والقضايا العربية .

مبارك الذي لم يتحمل اختطاف الجندي "شلَيط"..وأرسل 2500 جندي لمحاصرة قطاع غزة حتى يضمن عدم نقله إلى سيناء. و"طبخ" الصفقة تلو الأخرى ليضمن استعادته سالما غانما. فترضى عنه أمريكا. ويستقر الكرسي من تحته..ويلتصق. ويضمن ابنه "واليا" من بعده على خزائن مصر.
وحاكم الأردن "إنجليزي الأصل..الذي يتحدث لغة عربية مكسرة"..وجدها فرصة لإرضاء سادته في واشنطون، وأسياده في "تل أبيب"، فانضم إلى مبارك في "قاع القمم"..لانتقاد حزب الله و حماس.
أما حاكم "المملكة" الخائف من قانون "محاسبة السعودية"..ومن التيارات المطالبة بالإصلاح والديمقراطية..قرر أن يقطع شوطا أطول في إرضاء "واشنطون وتل أبيب". وشكك بيانه بالمقاومتين اللبنانية والفلسطينية واعتبرهما غير شرعيتين، بقوله نعلن بوضوح أنه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن وراءها دون الرجوع إلى السلطة الشرعية في دولتها، ودون التنسيق أو التشاور مع الدول العربية، فتوجد بذلك وضعا بالغ الخطورة يعرض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار ومن دون أن يكون لهذه الدول أي رأي أو قول . الشارع العربي بات يترحم على أيام الملك "فهد" الذي كان يتخذ مواقف بإيعاز أمريكي علي غرار الموقف الحالي، لكنه لم يكن بكل هذا السفور. لم يتخذ مبادرة تطبيع مع "إسرائيل" ويحاول إلباسها غطاء عربيا. المواقف السعودية المشبوهة زادت عن الحد..من تبني غزو العراق، والإنفاق عليه بسخاء..وحتى الجلسة الختامية المغلقة لوزراء الخارجية العرب حين تهجم وزير الخارجية الأمير "سعود الفيصل" على نظيره السوري "وليد المعلم". تحدث "المعلم" عن أحلام بلاده في بناء موقف عربي موحد يدعم حزب الله وحماس باعتبارهما مقاومة مشروعة ضد الاحتلال. فقاطعه الفيصل قائلا: "أحلامك شيطانية"!! وتدخل وزير الخارجية الكويتي د. "محمد الصباح" وقال "أحلامه وردية", لكن يبدو أنه لا يعرف أن الموقف العربي لا يحتمل مغامرات غير محسوبة هنا. وتدخل وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب قائلا أننا هنا نتحدث كممثلين للحكومات، ولسنا "قادة رأي" كي نضع للشارع العربي اعتباره في القرار".

ثلاثة حكام مستبدين..يقمعون المعارضة..ويشوهون مواقف شعوبهم. يتحكمون في وسائل الإعلام لتردد صوت واشنطون وتل أبيب!! المحللون الإسرائيليون على قناة العربية الناطقة باسم القصر السعودي أكثر من رمال البحر. ومانشيتات الأهرام..الصحيفة القومية..التي لم تعد تعبر إلا عن توجهات نظام مبارك..صارت أشبه بمانشيتات "هاتسوفيه، ويديعوت أحرونوت"، لأن هآارتس مازالت تستحي، أحيانا، من الوحشية الإسرائيلية، في الوقت الذي يحدثنا مقال لمسئول تحريري كبير بـ"الأهرام" عن "هجوم سلام إسرائيلي". هكذا، حتى صارت "الأهرام" مثار سخرية الأعداء قبل الأصدقاء. هآارتس الصهيونية نفسها تسخر من الصحيفة التي تنشر خبر استشهاد جنودنا، يوم زيارة أولمرت، في زاوية مهملة، و دون ذكر الجاني "إسرائيل".
لن يستطيع مبارك هذه المرة أن يخلي ذمته، ويغسل يديه من أي لوم، ويكرر عبارته المشهورة لقد حذرتهم وبلغتهم ولكنهم لم يسمعوا كلامي. ولن يستطيع عبدالله الهاشمي الاصطياف مجددا على شواطئء تل أبيب سرا..لأن صواريخ الكاتيوشا حولتها إلى "خرابات". والمملكة لن تتمكن من عقد لقاءات سرية مع "الإسرائيليين" لأن مواقفها انكشفت للعيان..وتشجع 800 مثقف سعودي لمعارضة الموقف المساند لإسرائيل..ربما يكونون نواة حركة كفاية السعودية.
محمد عـبـود

Labels:

كوهين ينعى قتلى الكاتيوشا..ويصلح ساعات!!




على طريقة النكتة المشهورة..كوهين ينعى ولده، ويصلح ساعات، تعامل رجال الأعمال "الإسرائيليون" مع القصف الكثيف الذي يقوم به حزب الله على مستعمرات ومدن الكيان الصهيوني.
وتحكى النكتة أن يهوديا أراد أن يرثى ابنه المتوفى، فأرسل إلى صحيفة الأهرام يستفسر عن ثمن النعى، ولما وجده مكلفا تفتق ذهنه عن حيلة ماكرة يضرب بها عصفورين بحجر واحد.
وتقول النكتة إن كوهين أرسل وقتها للأهرام ما نصه: الخواجة كوهين ينعى ولده.. ويصلح ساعات. هذا بالضبط ما فعله التجار الصهاينة، عندما امتلأت شاشات القناة الثانية والعاشرة الإسرائيليتين بإعلانات مدفوعة الأجر ما بين النشرات الإخبارية، وعناوين الأخبار التي تذاع على مدار الساعة.
أكثر الإعلانات لفتا للأنظار، أعدته شركة "ميديا تك" لصالح مصنع الحديد والصلب بإسرائيل. يبدأ الإعلان بصفارة إنذار مدوية..يتبعها سقوط صاروخين ملتصقين الأول من جهة اليمين كاتيوشا، والثاني من جهة اليسار صاروخ على هيئة "السيد حسن نصر". وبعد الفرقعة..يتردد صوت "المعلق": "حسن نصر الله رأيناك تتصبب عرقا..ومع ذلك نطمئن "سكان الشمال"..لدينا أبواب صلب مضادة للصواريخ..مع خصم 30% تضامنا مع المصابين"!!
الاعلان مضحك..ويستغل حالة الذعر في إسرائيل من صواريخ الكاتيوشا لزيادة مبيعات مصنع كوهين وولده. الطريف أنه لم يكن الإعلان الوحيد من نوعه. وظهرت إعلانات أخرى، فمحلات "شوب راسيل" للمنتجات الغذائية.."تعلن تضامنها مع سكان مدن وقرى المواجهة..وتدعوهم لزيارة فروعها"!! وتعد محلات "شوب راسيل" أكبر سلسلة تجارية، تمتلك فروعا في جميع أنحاء الكيان. ويظهر إعلانها الجديد في التليفزيون الإسرائيلي، وموقعها على شبكة الانترنت.
أما صحيفة معاريف وبنك "ديسكونت" فيتضامنون مع سكان المستعمرات الشمالية، ويوزعون نسخ الصحيفة مجانا بشمال فلسطين المحتلة.

شركات المحمول في إسرائيل كانت أذكى من محلات السوبر ماركت، فشركة "بيلي-فون" أرسلت لجميع المشتركين رسالة رقمية فيها شخص إسرائيلي يحتض شخصا آخر معربا عن تضامنه. لكن سرعان ما تحولت هذه الرسالة المصورة إلى نكتة سخيفة، بسبب "أحضان إيهود أولمرت". فمنذ بداية توليه منصب رئيس الوزراء، حظي أولمرت في وسائل الإعلام بلقب "سيد الأحضان". وبدأت النكتة عندما أعلن، بعد اختطاف الجندي شاليت، أن الشعب الإسرائيلي يحتضن أسرة الجندي الأسير". ومع بداية الحرب االكنيست، أنه يريد أن يحتضن عائلات الجنود المختطفين، والجنود أنفسهم حضنا كبيراااا". ومن ساعتها انتشرت "لغة الأحضان"..وزادت عن حدها، عندما أعلن المذيع الكوميدي "تسيفيكا هدار" أنه يريد أن يحضن جميع سكان المستعمرات الشمالية".
مما دفع المعلق السياسي إيهود أشري في هآارتس للقول: كلما سمعت كلمة "حضن" أو "أحضان"..أتذكر: أولمرت، وشركة المحمول، ومحلات "شوب راسيل". وبنك "إيجود" الذي أعلن أنه يحتضن سكان الشمال..ويدعوهم لزيارة فروعه الكثيرة.
ولم يقتصر استغلال الإسرائيليين لأحداث الحرب في تحقيق مكاسب تجارية لمشروعاتهم، على رجال الأعمال الصهاينة، بل امتد الاستغلال للصوص أيضا. فقد قررت محكمة "السلام" بالناصرة حبس "طال بن شطريت" (22 سنة) من مستعمرة "حاريش"، لأنه استغل وجود المستعمرين في الملاجئ..وهجم على شقتين في مستعمرة "كريات شمونيه"، وألقي القبض عليه اثناء محاولته كسر باب الشقة الثالثة..وكان قد تمكن من سرقة حلى ذهبية، وأجهزة كهربائية، ومبالغ نقدية. وطالبت النيابة بحبسه حتى انتهاء التحقيقات. وجاء في مذكرة الاتهام أنه: "مجرم خطير..تشير أفعاله لانعدام الضمير والأخلاقيات, فقد سافر من مستوطنة لأخرى لكي ينفذ عمله الاجرامي".

Labels:

هزيمة رامبو الإسرائيلي

قبل العلقة


هزيمة إسرائيل فى بنت جبيل كانت فادحة..موازين القوى في هذه المعركة كانت مائلة بشكل جارف لصالح جيش الاحتلال. فمقابل بضع عشرات من مقاتلي حزب الله، وقف أكثر من 1000 جندي إسرائيلي كانوا متواجدين في البلدة ومحيطها عند بدء المعركة، وهم ينتمون إلى ما توصف بأنها "الوحدات المختارة" في جيش الاحتلال، إلى جانب منظومة جوية واستخبارية متكاملة. وقد ضمت قوات الاحتلال:
- لواء الصفوة "جولاني": ويعتبر هذا اللواء أفضل ألوية المشاة المقاتلة في جيش الاحتلال. وعادة ما يشعر الإسرائيليون الذين خدموا في صفوف هذا اللواء بالفخر بسبب ما يسمونه "تراث البطولة" الذي خلفه هذا اللواء. ودائما ما تقوم هيئة أركان الجيش بتكليف هذا اللواء بالعمليات الخاصة خلف خطوط "العدو". وينسب لعناصر هذا اللواء احتلال هضبة الجولان في حرب العام 67. ومعظم رؤساء هيئة أركان الجيش سبق لهم أن خدموا في هذا اللواء وقادوه في فترة من فترات حياتهم العسكرية، ومن هؤلاء رؤساء الأركان السابقين: شاؤول موفاز، وموشيه يعلون، وموشيه ليفي، وآمنون ليبكين شاحاك، وغيرهم، وفي الوقت نفسه فإن معظم الجنرالات الحاليين الذين يشكلون هيئة أركان الجيش سبق لهم أن قادوا هذا اللواء وخدموا تحت لوائه.

ويتكون اللواء من عدة كتائب، شاركت أفضلها في معركة "بنت جبيل"، وهي كتيبة "51". وكسائر ألوية المشاة، يحتفظ هذا اللواء بوحدات خاصة تعمل في صفوفه، وتتخصص هذه الوحدات في عمليات التسلل والمباغتة والاقتحام المفاجئ، ويملك لواء "جولاني" وحدة "ماجلان" التي تشكلت قبيل المواجهة الأخيرة في لبنان، ووحدة "أيجوز"؛ أي "الجوز" بالعربية، وقد قتل عدد من جنود هاتين الوحدتين في معارك مارون الراس وبنت جبيل. مما أصاب "الإسرائيليين" بصدمة كبيرة، وكسر روحهم المعنوية.
وعن بقية وحدات الصفوة الإسرائيلية المشاركة في المعاركة يقول خبير الشئون الإسرائيلية.."صالح النعامي"، أن أبرز القوات المشاركة:

- لواء المظليين: ويعتبر لواء المظليين المعروف بـ "هتنسنحنيم"، الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إريل شارون من أشهر قادته، من أفضل ألوية المشاة المتخصصة في العمل خلف حدود "العدو". وقد اكتسب هذا اللواء شهرة خاصة في حرب العام 67؛ حيث احتل في تلك الحرب الضفة الغربية بقيادة ماتي جور، الذي تولى فيما بعد رئاسة هيئة أركان الجيش، وأصبح فيما بعد وزيرا عن حزب العمل، وانتحر بعد إصابته بمرض السرطان.

وينقسم لواء المظليين إلى "كتائب"، وتتبع له وحدتان خاصتان، هما: الوحدة "101"، و"السرية الخاصة". وفقدت هذه الوحدة عددا من جنودها في المعارك الأخيرة في لبنان.

- لواء مدرعات مكون من دبابات "ميركافا" الإسرائيلية، التي توصف بأنها الدبابة الأكثر تحصنا في العالم.

- وحدات استخبارية: وحدة "504"، المسئولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية، وقد أعلن حزب الله أنه قتل 4 من عناصر هذه الوحدة.

- سرب من مروحيات "الأباتشي" الأمريكية الصنع، التي توصف بأنها أفضل المروحيات في العالم. وقد تكبد جيش الاحتلال كل هذه الخسائر المدوية في بنت جبيل ومارون الراس على الرغم من تغطية "الأباتشي" المباشرة للعمليات الإسرائيلية.

- منظومة من طائرة الاستطلاع بدون طيار، التي تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية عن حزب الله، والتي تنقل بشكل مباشر صورا لتجمعات مقاتلي حزب الله لجنود الاحتلال قبل وفي أثناء العمليات الحربية.

- إلى جانب ذلك منظومة تسليحية تعتمد على أفضل ما أنتجته التقنيات المتقدمة، وتجهيزات للرؤية الليلية، وبنية اتصالات فائقة الدقة.

وهذا الحجم الرهيب من القوات العسكرية جعل وقع الهزيمة في "بنت جبيل" مدويا، خاصة أن قوة حزب الله الرئيسية تتمثل في صواريخ الكاتيوشا التي تم تطوير مداها، وترجح معظم التقديرات العسكرية عددها بنحو 13 ألف، بينما القدرات العسكرية الإجمالية التي تنفرد بها إسرائيل يطول الحديث عنها، ومنها: 3657 دبابة، و10 آلاف و419 حاملة جنود، بالإضافة إلى 5432 قطعة مدفعية و402 طائرة مقاتلة، وما يزيد عن 95 مروحية أباتشي وغيرها.

Labels:

معاريف تعترف: جهنم الحمراء في بنت جبيل


وجع الهزيمة في إسرائيل
بنت جبيل أعادت للصهاينة ذكرى ملحمة السويس
"حكومة أولمرت" جرجرتنا للهزيمة في جنوب لبنان
الجيش الإسرائيلي "مدمن هزائم" في حروب المدن
برج الميركفا عانق الأرض..وجنزيرها المكسور نظر إلى السماء
مقاتلو حزب الله مدربين ويملكون إرادة حديدية..وتصميما قتاليا رفيعا


وجع الهزيمة في إسرائيل وصل مداه..خططوا لضرب حزب الله، وتفكيكه. فأتت الرياح بما يشتهي السيد حسن نصر الله. الطبعة الأولى من الانتصار في مارون الراس، وبنت جبيل أردت حوالي 25 قتيل من وحدات النخبة "الإسرائيلية". أما الطبعة الثانية صباح الأحد فأضافت لطابور القتلى الصهاينة 7 آخرين. الصحف الإسرائيلية بدأت النواح متأخرا..بعدما حافظت على التعتيم وضبط النفس فترة ليست بالقصيرة. معاريف شقت حاجز الصمت..وتحدثت عن جهنم الحمراء في بنت جبيل..وانقضت على حكومة "أولمرت- بيرتس" التي جرجرت "إسرائيل" للهزائم، دون أن تدرك أن جيش الاحتلال "مدمن هزائم" في حروب المدن..بدليل ما حدث في مدينة السويس عام 73. وبدون مقدمات طويلة عن بطولة حزب الله..نطالع صحافة العدو..فليس بعد شهادة الأعداء شهادة.

"جنود الكتيبة 51 مدرعات الذين خرجوا، لتوهم، من جهنم الحمراء في بنت جبيل، ناموا كالقتلى في حقول "كيبوتس يارون". لقى اثنان من زملائهم مصرعهم..حتى قائد الكتيبة المقدم "جاي كافيلي" كان واحد ضمن عشرات المصابين". هكذا بدأت صحيفة معاريف الصهيونية وصفها لانتصار حزب الله في المعركة البرية، في مارون الراس، وعيترون، وبنت جبيل. وكتب "بن كاسبيت" المحرر السياسي الأبرز بمعاريف: "خيم الصمت على الحقول في "كيبوتس يارون". ومن قلب المآساة برز الرائد "إيلي ميكلسون" نائب قائد الكتيبة..بذلته العسكرية ملطخة بالدماء..وزيت الماكينات..عمره (28)..نظارته منمنمة..على أحدث صيحة..وقد نجح في وصف أحداث المعركة المآساوية التي عاشها بنفسه، بصورة دقيقة واحترافية. أوضح لنا: كيف أرسلت "دبابة إسعاف" لإنقاذ مقاتل من وحدة "إيجوز" أصيب في فكه بعد تبادل إطلاق نار في بنت جبيل. وفي هذه اللحظة وجه أحد مقاتلي حزب الله صاروخ إلى الدبابة "ميركفا" التي خرجت لحماية "دبابة الإسعاف"..وأصابها بصاروخ مباشر..فلقى قائد السرية الملازم "لوتان سلوين" مصرعه في الحال. وهنا انطلقت دبابة المقدم "جاي قافيلي"، قائد الكتيبة، وبداخلها سبعة جنود، لمساعدة طاقم الدبابة المصابة..فوقع بجنوده في فخ النيران..لأن السور الحجري القصير على جانب الطريق الذي لم يلحظه أحد..ولم يشك فيه أحد..كان عبارة عن شحنة ناسفة تزن مئات الكيلوجرامات..وفي أقل من ثانية..انقلبت دبابة الميركفا..ذلك الوحش الفولاذي على ظهرها..في مشهد لم أرى مثله في حياتي..برج الدبابة يعانق الأرض..وجنزيرها المكسور ينظر إلى السماء. وليت مقاتلو حزب الله اكتفوا بذلك..أطلقوا ثلاثة صواريخ مصوبة بدقة إلى جسم الدبابة في محاولة لتدميرها بمن فيها. وبينما كان قائد الكتيبة، وجنوده ينزفون ما تبقى من دمائهم تحت نيران حزب الله الكثيفة. صارت مهمة القيادة ملقاة على عاتق نائب القائد "إيلي ميكلسون"..واحتار ينقذ من أولا..وهل يخرج هو وزملائه من جهنم الحمراء في بنت جبيل..أم يواصل مساعدة قوات المشاة في مهمة احتلال المدينة المستحيلة. وفي النهاية قرر إرسال بلدوزر مصفح تابع لسلاح المهندسين ليبني جدارا من الرمال حول "الدبابة المقلوبة"، لكن شهية مقاتلي حزب الله انفتحت عن آخرها..وصوبوا ثلاثة صواريخ كتف إلى كابينة البلدوزر نفسه..أعطبوه..فتوقف في مكانه جثة هامدة. وانطلقت عدة صواريخ أخرى من كل حدب وصوب تقتنص السيارات المدرعة التي حاولت المشاركة في عملية الإنقاذ..أما الدبابات التابعة للكتيبة 51..فقد ظلت مختفية بجنودها وراء التلال..وشرعت تطلق طلقاتها بعشوائية وجنون..صوب الأماكن التي انطلقت منها صواريخ نصر الله. واضطر نائب القائد "إيلي ميكلسون" أن يطلب النجدة من سلاح المدفعية الإسرائيلي..الذي شرع يضرب قذائفه حتى خلق ستارا كثيفا من الدخان..مكَن الإسرائيليون من نقل قتلاهم..وجرحاهم".
هذه شهادة "إيلي ميكلسون" نائب قائد الكتيبة 51..كتيبة الصفوة الصهيونية..عن المعركة..دون حذف أو إضافة..وتعلق عليها معاريف بقولها: "يبدو أن الرائد "ميكلسون" يعرف الآن جيدا ما حدث له ولزملائه في لبنان. لكن "الجمهور الإسرائيلي" لا يعرف حتى اليوم الفارق الكبير بين لبنان والمناطق الفلسطينية المحتلة. مقاتلو حزب الله مدربين ويملكون إرادة حديدية..وتصميم قتالي من طراز غريب. فعلى مدار السنوات الست الماضية تدرب رجال حسن نصر الله جيدا..وأعدوا الكمائن والألغام..والشحنات الناسفة على جوانب الطرق..وظلوا متأهبين لعودة "الجيش الإسرائيلي"..واليوم جرتنا سياسة "حكومة أولمرت" إلى جنوب لبنان لكي تنفجر قوة حزب الله في وجوهنا..ففي معظم المرات التي واجه فيها "الجيش الإسرائيلي" حرب المدن..انتهت المعارك بمآسي حقيقية لتل أبيب. ومازال "الجمهور الإسرائيلي" يذكر ما حدث في 24 أكتوبر 73. فبعد ساعة ونصف من قرار وقف إطلاق النار. قرر الجيش الإسرائيلي احتلال السويس. وأمطرنا مئات الجنود المصريون بنيران الصواريخ والمدفعية التي حصدت أرواح المظلليين وجنود المدرعات..وتراجع الجيش الإسرائيلي بعد أن فقد أكثر من 80 قتيل".
هذه الهزيمة العسكرية النكراء هي التي أصابت "إسرائيل" بالجنون"..وأصابت "دان حالوتس" بانهيار عصبي. ادعت هآارتس أنه "مغص" في المعدة. وكما فعلت دبابات الكتيبة المختفية وراء التلال..وأخذت تضرب النيران في الهواء رعبا. فعل سلاح الطيران الصهيوني عندما نفذ مذبحة قانا انتقاما من شجاعة المقاومة..واستبسالها.
في هذه المعركة لقى جنديان من الكتيبة 51 مدرعات مصرعهما، وقبلهما لقى سبعة جنود من وحدتي "مجلن" و"إيجوز" مصرعهم أثناء محاولات احتلال "بينت جبيل"، وقبلهم مات تسعة جنود من اللواء جولاني، وسلاح المظلات في نفس المكان، ثم أصيب سبعة آخرين بجراح خطيرة. وأعلن "الجيش الإسرائيلي" أن عدد القتلى وصل إلى 25، وتجاوز عدد الجرحى 67 شخص. وهي أرقام مشكوك فيها..خاصة وأن "إسرائيل" تتعمد التكتم على العدد الحقيقي للقتلى والجرحى منذ بداية الحرب. وهو ما دفع الصحفي الصهيوني والمحرر العسكري "عامير رابوبورت" لكتابة مقال عنوانه: "يجب أن نكون صادقين ونعترف بقتلانا وجرحانا". ويقول فيه: "كل شخص في إسرائيل يعرف أن هناك قتلى في صفوف الجيش طالما ان الانباء تتحدث عن اصابات..السيدة (أ) تتصل يوميا لتعلق على ما ينشر بالصحيفة. لكن صوتها أول أمس كان مختلفا. كانت متوترة جدا، وقالت ان ابنها مقاتل في الكتيبة (51) التي تخوص المعركة في بنت جبيل "ماذا يحدث هناك من فضلك أخبرني؟" توسلت إلي..وبكت. لكن لم تتوفر لدي الشجاعة لاعترف امام هذه الام بأن معركة بنت جبيل هي من أقسى المعارك التي تخوضها إسرائيل..وأننا نواجه عدو مزود بأحدث الوسائل القتالية ويخوض المعركة على أرضه..اتصلت بي مرة اخرى وهي على شفا الانهيار متوسلة بان أحدّثها بما أعرفه فاضطررت للكذب عليها كليا وقلت لها انني لا اعرف شيئا واني سأستوضح الامر لها. ثم تبين لي أن حالة هذه الام هي نموذج لظاهرة يقوم فيها الاهالي والعائلات بمتابعة ما يحدث في لبنان مع أبنائهم بعصبية وحالة هستيرية الى أن يتأكدوا من سلامة أبنائهم وأعزائهم".



صحيفة معاريف أيضا تعترف أن: "النسبة بين عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين، وبين "القتلى" في صفوف حزب الله لا تحتمل..ولا يوجد دليل واحد يفيد أن عدد "قتلى" حزب الله تجاوز الـ 20 شخص حتى الآن". وتضيف: "لم يزد عدد مقاتلو حزب الله في بنت جبيل عن 200 شخص..لكنهم مزودين بوفرة من الأسلحة، والعتاد، ووسائل القتال المتطورة، من أفضل ما تمتلكه سوريا وإيران. والنتائج المحزنة حتى اليوم تؤكد أن "إسرائيل" ارتكبت خطأ رهيبا. فبسبب الرغبة في إبعاد منصات صواريخ حزب الله من بنت جبيل من ناحية، ونتيجة الخوف من التورط في عملية برية من ناحية أخرى، لجأت الحكومة الإسرائيلية للخيار الأسوء: عملية برية محدودة، في بنت جبيل ومارون الراس. ولم تنجح هذه الصيغة الإسرائيلية في إيقاف الكاتيوشا المتساقطة على مستعمرات الشمال مثل أوراق الخريف. والأهم أن هذه "الصيغة" زادت من عدد القتلى والجرحى في العمق "الإسرائيلي" وفي "ميدان القتال". الأمر الذي رفع الروح المعنوية لمقاتلي حزب الله..وسيدفعهم لإعلان النصر..فور وقف إطلاق النار".

انتصر حزب الله..كلنا يعلم..وانسحبت إسرائيل من مارون الراس، وبنت جبيل تجر أذيال الخيبة الإسرائيلية..لكن الأجمل أن نسمع ذلك على لسان الأعداء. أو كما يقول سليمان الحكيم: "ليمدحك الغريب لا فمك. الاجنبي لا شفتاك"..لذلك يقول المحرر السياسي "بن كاسبيت": "صعب على نفسي أن اعترف بذلك، لكن على عكس الجيش الإسرائيلي، تمكن حزب الله، حتى هذه اللحظة، من تحقيق جميع أهدافه من الحرب. صحيح أنه دفع ثمنا مؤلما، وكذلك لبنان. لكن حزب الله لم يفقد مكانته في العالم العربي. وجميع قياداته على قيد الحياة. والحزب مازال يلحق الخسائر بإسرائيل في العمق والميدان. والأهم أن تل أبيب أبعد ما تكون عن إجباره على نزع السلاح. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه. سيتحقق الكابوس الذي رآه جنرالات الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب".

Labels:

نصرالله مذكور في التوراة


..والدعارة والشذوذ والإنترنت سر الانتقام الإلهي
الحاخامات: الرب غاضب على إسرائيل..ويضربها بعصا حزب الله


ضبط السيد حسن نصر الله الحاخامات اليهود متلبسين. صواريخ الكاتيوشا التي تساقطت على مدن "إسرائيل" مثل أوراق الخريف..أوقعت رجال الدين اليهودي في ورطة فقهية. فهم يروجون دائما إلى أن "إسرائيل"..دولة الرب، وأن بركة المتدينين اليهود تحمي "إسرائيل" من أعدائها. وتوقعت صحيفة معاريف أن الحاخامات لن يتمكنوا من الإجابة على السؤال المحرج: لماذا تعرضت "إسرائيل" للهزيمة..ورشقات الصواريخ رغم أنها "دولة الرب". الطريف أن الحاخامات لم "يغلبوا" في الإجابة..وقدموا تفسيرا سريعا لما يحدث. وهو ببساطة أن الرب غاضب على "إسرائيل". لذلك فهو يضربها ويؤدبها بعصا حزب الله وحسن نصرالله. يقول الحاخام "دان سيجل" أن العهد القديم يحتوى على "أدلة نقلية" كثيرة تثبت ذلك. فقد سبق وعاقب الرب بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر..عندما تركوا عبادته..وفضلوا عبادة آلهة الكنعانيين مثل "البعل وعشتاروث". ساعتها تعرض بنو إسرائيل لهزائم عسكرية على يد سكان فلسطين الأصليين. فاستعبدهم شعب عماليق والكنعانيين والفلسطينيين، ولم يتخلصوا من الهزيمة إلا عندما عادوا إلى طريق الرب القويم.
صحيفة معاريف ذات التوجه العلماني..لم تقتنع بهذا التفسير. وذهبت تسأل الحاخام "بنياهو شموئيل" رئيس الأكاديمية التلمودية العليا في "نهاريا"، عن سر غضب الرب على إسرائيل..ولماذا تحالف الرب مع "حزب الله" دون غيره. وكان رد الحاخام عجيبا كالسؤال نفسه: "بسبب الدعارة والفساد الجنسي المنتشر في إسرائيل. عندما "يفسد اليهود..يعاقبهم الرب دون هوادة". ويؤكد الحاخام أن مدينة حيفا تعرضت لضربات قاسية بسبب انتشار "البارات" و"النوادي الليلية" وبيوت الدعارة". أما عن اختيار الرب للسيد "حسن نصرالله" بالذات، فيزعم الحاخام أن الرب اصطفاه، لأنه أضر باليهود كثيرا..فيمده الرب في "طغيانه"..حتى يعاقبه في آخر الأيام!! ويضيف الحاخام أن العهد القديم أشار للسيد "حسن نصرالله" رمزا وتلميحا. لأن مجموع أحرف اسمه طبقا لـ"حساب الجُمَل" هو 376. وهو نفس حاصل جمع اسم "عيساو" الأخ التوأم ليعقوب. وهو الشخص الذي لعنه الرب في العهد القديم"، ولم يعبد "يهوه" رب إسرائيل.
الحاخام "بنياهو شموئيل" من أتباع حركة القبالاه أي التصوف اليهود. وحاخامات هذه الحركة مشهورين بأعمال السحر والشعوذة، والتفسير الرمزي لنصوص العهد القديم..بالاعتماد على "حساب الجمل"..وهو نظام عددي مرتبطاً بالحروف الأبجدية..حيث وضع لكل حرف أبجدى عدد يدل عليه، فكانت الحروف الأبجدية تمثل أرقاماً.
أما الحاخامات المنتمين لحزب المفدال، وحزب شاس فقرروا العمل على جبهة أخرى. فقد رأوا هم أيضا أن الهزيمة بسبب غضب الرب على "إسرائيل". نتيجة تنظيم مهرجان الشواذ والمثليين في مدينة القدس، وبسبب تدنيس شريعة يوم السبت الذي يحرم فيه على اليهود العمل بمختلف أنواعه. ومع ذلك تقام مباريات كرة القدم، وتسير السيارات في الشوارع..فيغضب الرب من العلمانيين. ولهذه قررت جمعية "رجال الدين اليهود" دعوة إخوانهم العلمانيين للعودة إلى طريق الرب..وحظيرة الإيمان..ودراسة التوراة..والتردد على المعابد..والحفاظ على الصلوات الثلاث..وعدم عن استخدام المخترعات التي حرمها الحاخامات مثل الإنترنت والتليفون المحمول. وإذا كانت هناك ضرورة فهناك "إنترنت كاشير"، و"موبايل كاشير"..أي صالح وفق الشريعة الدينية اليهودية توفره المعابد..والأحزاب الدينية..ولا يعرض صورا عارية!!

في غضون ذلك أشارت معاريف إلى أن المعابد امتلأت بالمتدينين اليهود الذين يؤدون الصلوات من أجل إنقاذ أرواح إخوانهم. والدعاء "للجيش الإسرائيلي". ولاحظت الصحيفة العبرية أن المعابد لم تشهد صلاة واحدة من أجل إحلال السلام بين العرب واليهود. كما تساهم الجمعيات الخيرية التابعة لليهود الحريديم في جمع التبرعات لسكان المستعمرات الشمالية. أما أطرف التفسيرات للحرب فجاءت على لسان الراف "شموئيل بن عطار" الذي اعتبر أن قوات حزب الله هم "يأجوج ومأجوج"، وأن سر غضب الرب على "إسرائيل" راجع للانسحاب من المستعمرات بقطاع غزة.

وعلى الجانب الآخر تفرغ عدد من الحاخامات لإصدار "فتاوى النار"، فدعا مجلس الحاخامات في الضفة الغربية المحتلة الحكومة الإسرائيلية إلى إصدار أوامرها لقتل المدنيين في لبنان وغزة، مشيرا إلى أن "التوراة" تجيز قتل الأطفال والنساء في زمن الحرب. وأن من يترحم على أطفال غزة ولبنان ينظر إلى أطفال إسرائيل بوحشية.

Labels: ,

eXTReMe Tracker