أرملة جيفارا تتذكر حياتها مع الزعيم
مارش البالغة من العمر 71 عاما قالت في حفل توقيع كتابها بإيطاليا: "كان تشي يعود دائما في ساعات الصباح الأولى، تقريبا في الثالثة أو الرابعة فجرا، وكان يتأخر أحيانا حتى السادسة صباحا..ينام خمس أو ست ساعات..كان مشغولا إلى أقصى حد بأحلامه وطموحاته الثورية..ولم يجد وقتا كافيا لبيته وأسرته".
ويضم الكتاب خطابات، ومذكرات، وخواطر، وكروت، وقصائد، ووثائق أخرى كتبها جيفارا بخط يده وتنشر لأول مرة. وتساعد قراءة هذه المواد الجديدة في فهم أفضل لجيفارا الإنسان الذي كانت أحلامه السياسية أهم ما في حياته، وكانت أسرته تأتي دائما في المرتبة الثانية.
تحكي مارش أن تشي أمضى معها عشرة أيام فقط بعد الزفاف، وفي الثاني عشر من يونيو 1959 سافر في مهمة دبلوماسية خطيرة بدول عدم الانحياز. واستمرت رحلته لمدة ثلاثة أشهر..لذلك طلبت مارش من زوجها أن تنضم إليها بوصفها سكرتيرته، وهي الوظيفة التي كانت تشغلها بالفعل في الفترة التي عاشها في كوبا قبل زواجهما، لكنه رفض مؤكدا أنه لم تعد سكرتيرته الشخصية، بل أصبحت زوجته..وطالما أن رفاقه لن يصطحبوا زوجاتهم، فإنه لن يقبل لنفسه امتيازات فوق ما ناله الآخرون". وتقول مارش: "هنا فقط بدأت أعرف جيدا مدى استقامة هذا الرجل". مارش لا تروي هذه الذكريات للطعن في رفيقها، فهي طوال الوقت تؤكد "الالتزام الثوري المشترك" الذي جمع بينهما!! وأنها أحبته كثيرا، وعندما أنجبا ابنتهما الكبرى أليدا جيفارا مارش، في نوفمبر 1960، كان تشي في إحدى مهامه الطويلة. وكان تشي يتمنى أن ينجب ولد..واختار له اسما. وبروحه الساخرة، وخفة ظله المعروفة..أرسل لها برقية جاء فيها: إذا أنجبت بنتا..فمن الأفضل أن تلقي بها من الشرفة".
وفي أكتوبر 1966 جرى اللقاء الأخير بين جيفارا ومارش وأولادهما. ومنذ هذه اللحظة لم تره، لكن قبيل وفاته بفترة قصيرة تلقت قصيدة كتبها من أجلها: "إلى اللقاء، محبوبتي الوحيدة..لا تخافي من جوع الذئاب..ولا من الصحاري المقفرة الباردة..سيحيط بك دائما دفء قلبي..وسنتواصل دائما حتى يطيب لنا الطريق".
Labels: lights