Wednesday, August 09, 2006

"الإيراني" الذي هزم "إسرائيل"


لعن الله قوما ولَوا عليهم طيارا

بات العدوان الصهيوني على لبنان يثير العديد من التساؤلات علي الساحة الإسرائيلية ذاتها‏,‏ بداية من عصبية القادة الإسرائيليين سواء السياسيين أو العسكريين في إدارة الحرب، وحتي التساؤل عن نهاية هذه الأحداث الدراماتيكية. قواعد الحكم في إسرائيل تقول: "عندما يتولى وزارة الدفاع في إسرائيل رجل سياسة معدوم الخبرة العسكرية، يتقدم رئيس الأركان لملأ الفراغ. وهذا بالضبط ما حدث قبيل العدوان على لبنان، وجد الشارع السياسي أن الناشط النقابي "عامير بيرتس"، تولى منصب وزير الدفاع. فوضع الجميع ثقتهم في رئيس الأركان إيراني الأصل "دان حالوتس"..وجاءت النتيجة مخيبة للآمال.

"دان حالوتس" أول رئيس أركان يأتي من رئاسة سلاح الطيران..بعد سلسلة طويلة من رؤساء الأركان القادمين من سلاح المشاة أو المدرعات أو بقية الأسلحة التي اشتبكت بصورة مباشرة مع "الأعداء العرب". وكان اختيار "حالوتس" لرئاسة الأركان منذ اللحظة الأولى محل خلاف شديد في أوساط السياسيين والعسكريين، بسبب ضعف خبرته في مجال العمليات الميدانية. وحذر بعض المراقبين من خطورة استقدام قائد للجيش من سلاح الطيران، ونصحوا بترقية اللواء "جابي إشكنازي" قائد المنطقة الشمالية، وهو ضابط بسلاح المشاة, والمعروف أن "مدرسة المشاة" هي عصب الجيوش ومخزون قادتها. لكن شارون الذي عانى من خلافات دائمة مع رئيس أركانه السابق "بوجي يعلون"..فضل اختيار "دان حالوتس" صاحب‏'‏ النعم‏'‏ الدائمة، لأنه لن يعترض علي قراراته‏.‏

واعتمد شارون في تمرير قراره على شعبية سلاح الطيران في "إسرائيل"، وصورته النمطية الطيبة. فهو يعد "الذراع الطولى"..و"مفخرة الجيش"..حتى أن الشعار المرفوع في مكاتب التجنيد في طول إسرائيل وعرضها هو: "المتميزون للطيران" أي أن المتفوقين في اختبارات اللياقة الطبية والبدنية..مكانهم الطبيعي سلاح الطيران. لكن التجربة العملية في الحرب الدائرة مع "حزب الله" أصابت الإسرائيليين بالإحباط..حتى أن المحلل العسكري بالقناة العاشرة الإسرائيلية قال بالحرف الواحد، لعلها المرة الأولى والأخيرة التي سيتولى فيها رئاسة الأركان ضابط من سلاح الطيران. وهو ما ردده أيضا عدد من كتاب الرأي بالصحف مثل "يوناتان شيم أور" في معاريف".
لقد تعلمت "إسرائيل" الحكمة بعد مرور "25" يوما من المعارك، وأدركوا أن الهزيمة هي "قدر قوم ولَوا عليهم طيارا".
الرئيس مبارك لديه خبرة واسعة جمعها من سلاح الطيران، ويقول في مقابلة "الست ساعات" مع عماد الدين أديب: "قائد الطائرة عليه مهمة كبيرة إذا ارتجف الطيار نتيجة لأي عطل فهذه مصيبة على الطاقم ككل". هذا بالضبط ما حدث لـ"دان حالوتس" لقد ارتجف، وأصيب بمغص في المعدة، طبقا لما نشرته "هاآرتس"، ودخل المستشفى لإجراء فحص كلي مرتين. وهناك من يزعم أنه كان على مشارف انهيار عصبي، لأنه لم يتحمل حجم الخسائر الكبيرة في الحرب مع حزب الله. وأنه يتحمل الهزيمة بعدما أقنع القيادة السياسية في "إسرائيل"، ومن ثم "واشنطون" أن قواته ستقضي على حزب الله خلال أيام.
أدرك "دان حالوتس" أن ساعة الحساب ستدق فور انتهاء المعارك..وأنه "الإيراني" الذي هزم "إسرائيل". فتقلصت أمعائه..وتوترت أعصابه..وارتجف حسب تعبير "الرئيس مبارك"، وهو طيار، وبالطبع، يعرف شعور "أولاد الكار"!!

تعاني القيادة الإسرائيلية في هذه اللحظة من "نقص الجنرالات"، وتدفع ضريبة سوء اختيار شارون الذي اختار لهم "طيارا". وهناك نوعان من الطيارين، الطيار المقاتل ويمتاز بشجاعة المواجهة..وطيار القاذفات..وهو ميال بطبيعة مهمته للضرب من بعيد..والفرار من أي مواجهة محتملة..ولسان حاله لا داعي لأن "أضع رأسي في فم الأسد"!!
ذلك بالرغم من أن الصورة النمطية للـ"طيار" في الذهن الجمعي، هي صورة إنسان شجاع..جريء..مقدام..إلى أخر الصفات البطولية. لكن الحقيقة أن الطيار على موعد دائم مع الخطر والهلاك. فمنذ اللحظة التي يرتدي فيها "بذلة الطيران"، ينفذ التعليمات بصرامة لا تحتمل أي اجتهاد، فالخطأ البسيط قد يكلفه حياته، كما يكلف الجيش طائرة بالملايين، وحين يكون الطيار متخصصاً في الطائرات الضخمة فإن الكلفة ستزيد، لأن معه بشراً أو معدات، كلها رهن خطأ واحد. لهذا تتجذر في نفوس الطيارين العسكريين قناعات عدة، أبرزها الحذر المزمن والمبالغ فيه، والتحسب من المجهول، وكلها منظومة سمات يفضل "الطيار" أن يقنع نفسه بأنها منتهى "العقلانية"، ويخاف دائما مما يسميه "المغامرة" و"التهور" الذي قد يؤدي لنتيجة من اثنتين: الفشل أو النجاح، والفشل في الطيران يعني النهاية المأساوية المحتومة.


يؤكد "مبارك" ذلك لـ"جيزيل خوري" في قناة العربية: "إذا الطيار ارتجف مش راح ينفذ المهمة ومش راح يطلع في الطيارة، راح يخاف ويقعد على الأرض، فلازم الطيار يكون جريء جداً، ويقدر يقدّر الموقف ويقدر يأخذ القرار في الوقت المناسب".
ومن المؤكد أن "دان حالوتس" لم يسمع هذا الكلام جيدا، لأن الطيارين يصابون بأمراض مهنة، وأبرزها ضعف في الأذن الوسطى، يُفقد التركيز، والقدرة على التواصل، وفي أحيان كثيرة يفقدهم حسن التقدير!!
لا تقتصر مصيبة "حالوتس" على ضعف أدائه المهني، لكن في المفارقة العجيبة في كونه يهوديا شرقيا، إيراني الأصل. فقد ولد عام 1948 لعائلة يهودية إيرانية من السفارديم، تنتمي الى الطبقة الوسطى. وفيما تقول غالبية المصادر "الإسرائيلية" أنه ولد في تل أبيب، تقول مصادر أخرى أنه حقيقة ولد في طهران، وعندما هاجرت عائلته إلى "إسرائيل"، سجلته على أنه ولد في تل أبيب. ودرس "حالوتس" الاقتصاد، ونال عنه شهادة البكالوريوس في جامعة تل أبيب، وهو متزوج وله 3 أطفال. وأثناء عمله رئيسا للقوات الجوية، طور "جرائم الاغتيالات"، أو "القتل المستهدف" كما يسميه. وهي عمليات تناسب سماته الشخصية التي تبلورت في سلاح الطيران. فهو يميل لإنهاء المعركة عن بعد..باستخدام "المقاتلات الأمريكية". ويقول، دائما، أن نظريته القتالية تتلخص في: الضرب بقوة من الجو وتنفيذ عمليات استئصالية مؤثرة، لا توقع خسائر بشرية في صفوف "الجيش الإسرائيلي"..وهو ما تأكد فشله في الحرب مع حزب الله. والثابت أن "حالوتس"، واسمه يعني "الرائد أو الطليعي، تيمنا بالصهاينة الأوائل الذين احتلوا الأراضي الفلسطينية، انضم للقوات الجوية عام 1966، وخلال سنوات حرب الاستنزاف بين مصر واسرائيل1967، قام بنحو 40 طلعة جوية. غير انه غادر الخدمة العسكرية للدراسة، لكن سرعان ما عاد مجددا مع حرب أكتوبر، وقام بـ 43 طلعة جوية. وفي عام 1978 غادر سلاح الجو مجددا، وخدم كطيار احتياطي، ثم عاد للخدمة عام 1982. وفي 2000 عين قائدا للقوات الجوية ليمارس جرائمه أثناء انتفاضة الأقصى. وأشرف بنفسه على مجرزة حي الدرج، لاغتيال الشيخ "صلاح شحادة" القائد العام السابق لكتائب القسام سنة 2002، عندما ألقت طائرة إسرائيلية قنبلة تزن طنا على منزله بحي الدرج، مما أدى إلى وقوع مجزرة قتل فيها أكثر من عشرين فلسطينيا، من بينهم شحادة وأفراد من أسرته.

Labels:

5 Comments:

At 2:55 AM, Anonymous Anonymous said...

تسلم إيدك

 
At 2:57 AM, Anonymous Anonymous said...

مبارك وحالوتس وجهان لعملة واحدة

 
At 1:20 AM, Anonymous Anonymous said...

مبارك معندوش غير الطلعة الجوية حتى دي طلعت أونطة!!

 
At 4:06 AM, Anonymous Anonymous said...

ماهو ده اللي حارق دمه

 
At 4:12 AM, Anonymous Anonymous said...

حلوة قوووووي ولاد الكار دي
ولا ارتجف ما هو كمان بيرتجف

 

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker