Tuesday, February 10, 2009

نتنياهو.. وقائع فوز معلن


٩/ ٢/ ٢٠٠٩
لو كان نتنياهو مدينا بالفضل لأحد فى تصدر حزبه استطلاعات الرأى العام فى إسرائيل بحوالى ٢٧- ٢٨ مقعدا.. فهو مدين للأزمة المالية العالمية التى بدأت تلقى بظلالها الوخيمة على إسرائيل.
وهناك ثمة إجماع فى إسرائيل على أن بنيامين نتنياهو هو الخبير الاقتصادى الأول. فهو رجل الرأسمالية التى تراعى الفقراء ومحدودى الدخل.
فى فترة توليه منصب وزير المالية ضمن حكومة آرييل شارون تمتعت إسرائيل بانتعاش وازدهار اقتصادى مشهود انعكس على المواطنين البسطاء. فقد كان تخفيض الضرائب على المواطنين محدودى الدخل هو قراره الأول الذى مرره فى مجلس الوزراء.
ثم تمثلت خطوته الجريئة فى تعويض العجز فى الميزانية من جيوب الأغنياء. واتجه «بيبى» كما يفضل أنصاره مناداته إلى توفير فرص عمل جديدة، وفتح الباب أمام الاستثمار الأجنبى، وخلق مناخ ملائم للتنمية الاقتصادية.
بهذه الخبرة الاقتصادية الجيدة مع المواطن يعود بنيامين نتنياهو ليحلق بحزب الليكود فى سماء استطلاعات الرأى التى تعده بالمرتبة الأولى بين جميع الأحزاب الإسرائيلية فى الانتخابات العامة الحالية. ليعوض الليكود عن ١٢ مقعدًا هى رصيده فى الكنيست الحالى، وعن سنين الغياب عن الحكم بعد انسحاب شارون وعدد كبير من السياسيين لتأسيس حزب كاديما.
نتنياهو شخص ذكى يعرف جيدا نقاط قوته، ونقاط ضعف خصومه. لذلك بنى حملته الانتخابية على شعار رئيسى يقول: «نتنياهو قوى فى الاقتصاد.. وقوى فى الأمن». ولأنه يجيد تقييم اتجاهات الرأى العام، فقد فتح الباب أمام تجديد الوجوه القديمة فى الليكود.
وسمح لسياسيين محسوبين على اليمين القومى المتطرف وسكان المستوطنات مثل موشيه فايجلين بتسجيل أسمائهم فى قوائم الحزب.
وضَمَنَ انضمام المجموعة الجديدة لحزب الليكود أصوات سكان المستوطنات فى الضفة الغربية والجولان المحتل، بالإضافة إلى أصوات المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من قطاع غزة.
وكل هذه القطاعات تعرف أن حكومة «بيبى الثانى» لن تقدم على عقد اتفاقات سلام، ولن تفكك المستوطنات.

تتمثل مشكلة نتنياهو الأساسية فى حزب إسرائيل بيتنا المعبر عن اليهود الروس. فقد تمكن من سحب عدد كبير من المقاعد خصما من رصيد الليكود فى معاقله التقليدية.
فكلما تطرف نتنياهو.. زايد عليه ليبرمان بما لا يطاق من تصريحات فى ظل توازنات الليكود مع القوى السياسية الأخرى التى قد يحتاج الائتلاف معها لتشكيل حكومة. غير أن مزايدات ليبرمان لم تؤد حتى اليوم إلى إزاحة نتنياهو من مقدمة الصفوف، خاصة أن الشارع الإسرائيلى ما زال يذكر له موقفه أثناء الحرب على غزة.
فقد التزم الصمت، ولم يزايد انتخابيا على حكومة «كاديما -العمل». فظهر بمظهر الرجل الوطنى الذى يعلى مصلحة بلاده العليا، على مصالحه الانتخابية السفلى.
تقلب الشارع السياسى الإسرائيلى، والتغيرات المتلاحقة فى استطلاعات الرأى العام تؤشر لتصاعد قوة حزبى كاديما وإسرائيل بيتنا كلما اقترب موعد الانتخابات. الأمر الذى دفع نتنياهو إلى لعبة انتخابية محكمة تضمن له وقائع فوز معلن.
عقد زعيم الليكود اتفاقا شبه سرى مع ايهود باراك لتولى وزارة الدفاع، وتأمين حقيبة العدل لأحد زملائه.
وبذلك يضمن أن يوصى حزب العمل الرئيس الإسرائيلى بتكليف بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة. وسرب نتنياهو تفاصيل الاتفاق للصحافة قبل إجراء الانتخابات بساعات حتى يكرس انتصاره المتوقع فى نفوس خصومه قبل مؤيديه.
وفى خطوة ذكية أمر نتنياهو نشطاء الليكود بوقف الحملات الإعلامية ضد ليبرمان. ووعد رئيس حزب إسرائيل بيتنا بوزارة مهمة فى حكومته. وبذلك طوى نتنياهو القوة الثالثة فى الكنيست فى حقيبة الليكود.
وشرع يركز هجومه ضد تسيبى ليفنى التى تسعى جاهدة لتقليص الفارق بين الحزبين قبل موعد إجراء الانتخابات العامة.
برنامج الحزب
- القدس عاصمة أبدية لإسرائيل وتوسيع محيطها اليهودى.- عدم السماح بإنشاء دولة فلسطينية.- السماح للفلسطينيين بإدارة شؤونهم فى إطار حكم ذاتى.- نهر الأردن هو حدود إسرائيل الدائمة.- تعزيز النشاط الاستيطانى فى الضفة ومرتفعات الجولان.



0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker