Wednesday, August 02, 2006

معاريف تعترف: جهنم الحمراء في بنت جبيل


وجع الهزيمة في إسرائيل
بنت جبيل أعادت للصهاينة ذكرى ملحمة السويس
"حكومة أولمرت" جرجرتنا للهزيمة في جنوب لبنان
الجيش الإسرائيلي "مدمن هزائم" في حروب المدن
برج الميركفا عانق الأرض..وجنزيرها المكسور نظر إلى السماء
مقاتلو حزب الله مدربين ويملكون إرادة حديدية..وتصميما قتاليا رفيعا


وجع الهزيمة في إسرائيل وصل مداه..خططوا لضرب حزب الله، وتفكيكه. فأتت الرياح بما يشتهي السيد حسن نصر الله. الطبعة الأولى من الانتصار في مارون الراس، وبنت جبيل أردت حوالي 25 قتيل من وحدات النخبة "الإسرائيلية". أما الطبعة الثانية صباح الأحد فأضافت لطابور القتلى الصهاينة 7 آخرين. الصحف الإسرائيلية بدأت النواح متأخرا..بعدما حافظت على التعتيم وضبط النفس فترة ليست بالقصيرة. معاريف شقت حاجز الصمت..وتحدثت عن جهنم الحمراء في بنت جبيل..وانقضت على حكومة "أولمرت- بيرتس" التي جرجرت "إسرائيل" للهزائم، دون أن تدرك أن جيش الاحتلال "مدمن هزائم" في حروب المدن..بدليل ما حدث في مدينة السويس عام 73. وبدون مقدمات طويلة عن بطولة حزب الله..نطالع صحافة العدو..فليس بعد شهادة الأعداء شهادة.

"جنود الكتيبة 51 مدرعات الذين خرجوا، لتوهم، من جهنم الحمراء في بنت جبيل، ناموا كالقتلى في حقول "كيبوتس يارون". لقى اثنان من زملائهم مصرعهم..حتى قائد الكتيبة المقدم "جاي كافيلي" كان واحد ضمن عشرات المصابين". هكذا بدأت صحيفة معاريف الصهيونية وصفها لانتصار حزب الله في المعركة البرية، في مارون الراس، وعيترون، وبنت جبيل. وكتب "بن كاسبيت" المحرر السياسي الأبرز بمعاريف: "خيم الصمت على الحقول في "كيبوتس يارون". ومن قلب المآساة برز الرائد "إيلي ميكلسون" نائب قائد الكتيبة..بذلته العسكرية ملطخة بالدماء..وزيت الماكينات..عمره (28)..نظارته منمنمة..على أحدث صيحة..وقد نجح في وصف أحداث المعركة المآساوية التي عاشها بنفسه، بصورة دقيقة واحترافية. أوضح لنا: كيف أرسلت "دبابة إسعاف" لإنقاذ مقاتل من وحدة "إيجوز" أصيب في فكه بعد تبادل إطلاق نار في بنت جبيل. وفي هذه اللحظة وجه أحد مقاتلي حزب الله صاروخ إلى الدبابة "ميركفا" التي خرجت لحماية "دبابة الإسعاف"..وأصابها بصاروخ مباشر..فلقى قائد السرية الملازم "لوتان سلوين" مصرعه في الحال. وهنا انطلقت دبابة المقدم "جاي قافيلي"، قائد الكتيبة، وبداخلها سبعة جنود، لمساعدة طاقم الدبابة المصابة..فوقع بجنوده في فخ النيران..لأن السور الحجري القصير على جانب الطريق الذي لم يلحظه أحد..ولم يشك فيه أحد..كان عبارة عن شحنة ناسفة تزن مئات الكيلوجرامات..وفي أقل من ثانية..انقلبت دبابة الميركفا..ذلك الوحش الفولاذي على ظهرها..في مشهد لم أرى مثله في حياتي..برج الدبابة يعانق الأرض..وجنزيرها المكسور ينظر إلى السماء. وليت مقاتلو حزب الله اكتفوا بذلك..أطلقوا ثلاثة صواريخ مصوبة بدقة إلى جسم الدبابة في محاولة لتدميرها بمن فيها. وبينما كان قائد الكتيبة، وجنوده ينزفون ما تبقى من دمائهم تحت نيران حزب الله الكثيفة. صارت مهمة القيادة ملقاة على عاتق نائب القائد "إيلي ميكلسون"..واحتار ينقذ من أولا..وهل يخرج هو وزملائه من جهنم الحمراء في بنت جبيل..أم يواصل مساعدة قوات المشاة في مهمة احتلال المدينة المستحيلة. وفي النهاية قرر إرسال بلدوزر مصفح تابع لسلاح المهندسين ليبني جدارا من الرمال حول "الدبابة المقلوبة"، لكن شهية مقاتلي حزب الله انفتحت عن آخرها..وصوبوا ثلاثة صواريخ كتف إلى كابينة البلدوزر نفسه..أعطبوه..فتوقف في مكانه جثة هامدة. وانطلقت عدة صواريخ أخرى من كل حدب وصوب تقتنص السيارات المدرعة التي حاولت المشاركة في عملية الإنقاذ..أما الدبابات التابعة للكتيبة 51..فقد ظلت مختفية بجنودها وراء التلال..وشرعت تطلق طلقاتها بعشوائية وجنون..صوب الأماكن التي انطلقت منها صواريخ نصر الله. واضطر نائب القائد "إيلي ميكلسون" أن يطلب النجدة من سلاح المدفعية الإسرائيلي..الذي شرع يضرب قذائفه حتى خلق ستارا كثيفا من الدخان..مكَن الإسرائيليون من نقل قتلاهم..وجرحاهم".
هذه شهادة "إيلي ميكلسون" نائب قائد الكتيبة 51..كتيبة الصفوة الصهيونية..عن المعركة..دون حذف أو إضافة..وتعلق عليها معاريف بقولها: "يبدو أن الرائد "ميكلسون" يعرف الآن جيدا ما حدث له ولزملائه في لبنان. لكن "الجمهور الإسرائيلي" لا يعرف حتى اليوم الفارق الكبير بين لبنان والمناطق الفلسطينية المحتلة. مقاتلو حزب الله مدربين ويملكون إرادة حديدية..وتصميم قتالي من طراز غريب. فعلى مدار السنوات الست الماضية تدرب رجال حسن نصر الله جيدا..وأعدوا الكمائن والألغام..والشحنات الناسفة على جوانب الطرق..وظلوا متأهبين لعودة "الجيش الإسرائيلي"..واليوم جرتنا سياسة "حكومة أولمرت" إلى جنوب لبنان لكي تنفجر قوة حزب الله في وجوهنا..ففي معظم المرات التي واجه فيها "الجيش الإسرائيلي" حرب المدن..انتهت المعارك بمآسي حقيقية لتل أبيب. ومازال "الجمهور الإسرائيلي" يذكر ما حدث في 24 أكتوبر 73. فبعد ساعة ونصف من قرار وقف إطلاق النار. قرر الجيش الإسرائيلي احتلال السويس. وأمطرنا مئات الجنود المصريون بنيران الصواريخ والمدفعية التي حصدت أرواح المظلليين وجنود المدرعات..وتراجع الجيش الإسرائيلي بعد أن فقد أكثر من 80 قتيل".
هذه الهزيمة العسكرية النكراء هي التي أصابت "إسرائيل" بالجنون"..وأصابت "دان حالوتس" بانهيار عصبي. ادعت هآارتس أنه "مغص" في المعدة. وكما فعلت دبابات الكتيبة المختفية وراء التلال..وأخذت تضرب النيران في الهواء رعبا. فعل سلاح الطيران الصهيوني عندما نفذ مذبحة قانا انتقاما من شجاعة المقاومة..واستبسالها.
في هذه المعركة لقى جنديان من الكتيبة 51 مدرعات مصرعهما، وقبلهما لقى سبعة جنود من وحدتي "مجلن" و"إيجوز" مصرعهم أثناء محاولات احتلال "بينت جبيل"، وقبلهم مات تسعة جنود من اللواء جولاني، وسلاح المظلات في نفس المكان، ثم أصيب سبعة آخرين بجراح خطيرة. وأعلن "الجيش الإسرائيلي" أن عدد القتلى وصل إلى 25، وتجاوز عدد الجرحى 67 شخص. وهي أرقام مشكوك فيها..خاصة وأن "إسرائيل" تتعمد التكتم على العدد الحقيقي للقتلى والجرحى منذ بداية الحرب. وهو ما دفع الصحفي الصهيوني والمحرر العسكري "عامير رابوبورت" لكتابة مقال عنوانه: "يجب أن نكون صادقين ونعترف بقتلانا وجرحانا". ويقول فيه: "كل شخص في إسرائيل يعرف أن هناك قتلى في صفوف الجيش طالما ان الانباء تتحدث عن اصابات..السيدة (أ) تتصل يوميا لتعلق على ما ينشر بالصحيفة. لكن صوتها أول أمس كان مختلفا. كانت متوترة جدا، وقالت ان ابنها مقاتل في الكتيبة (51) التي تخوص المعركة في بنت جبيل "ماذا يحدث هناك من فضلك أخبرني؟" توسلت إلي..وبكت. لكن لم تتوفر لدي الشجاعة لاعترف امام هذه الام بأن معركة بنت جبيل هي من أقسى المعارك التي تخوضها إسرائيل..وأننا نواجه عدو مزود بأحدث الوسائل القتالية ويخوض المعركة على أرضه..اتصلت بي مرة اخرى وهي على شفا الانهيار متوسلة بان أحدّثها بما أعرفه فاضطررت للكذب عليها كليا وقلت لها انني لا اعرف شيئا واني سأستوضح الامر لها. ثم تبين لي أن حالة هذه الام هي نموذج لظاهرة يقوم فيها الاهالي والعائلات بمتابعة ما يحدث في لبنان مع أبنائهم بعصبية وحالة هستيرية الى أن يتأكدوا من سلامة أبنائهم وأعزائهم".



صحيفة معاريف أيضا تعترف أن: "النسبة بين عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين، وبين "القتلى" في صفوف حزب الله لا تحتمل..ولا يوجد دليل واحد يفيد أن عدد "قتلى" حزب الله تجاوز الـ 20 شخص حتى الآن". وتضيف: "لم يزد عدد مقاتلو حزب الله في بنت جبيل عن 200 شخص..لكنهم مزودين بوفرة من الأسلحة، والعتاد، ووسائل القتال المتطورة، من أفضل ما تمتلكه سوريا وإيران. والنتائج المحزنة حتى اليوم تؤكد أن "إسرائيل" ارتكبت خطأ رهيبا. فبسبب الرغبة في إبعاد منصات صواريخ حزب الله من بنت جبيل من ناحية، ونتيجة الخوف من التورط في عملية برية من ناحية أخرى، لجأت الحكومة الإسرائيلية للخيار الأسوء: عملية برية محدودة، في بنت جبيل ومارون الراس. ولم تنجح هذه الصيغة الإسرائيلية في إيقاف الكاتيوشا المتساقطة على مستعمرات الشمال مثل أوراق الخريف. والأهم أن هذه "الصيغة" زادت من عدد القتلى والجرحى في العمق "الإسرائيلي" وفي "ميدان القتال". الأمر الذي رفع الروح المعنوية لمقاتلي حزب الله..وسيدفعهم لإعلان النصر..فور وقف إطلاق النار".

انتصر حزب الله..كلنا يعلم..وانسحبت إسرائيل من مارون الراس، وبنت جبيل تجر أذيال الخيبة الإسرائيلية..لكن الأجمل أن نسمع ذلك على لسان الأعداء. أو كما يقول سليمان الحكيم: "ليمدحك الغريب لا فمك. الاجنبي لا شفتاك"..لذلك يقول المحرر السياسي "بن كاسبيت": "صعب على نفسي أن اعترف بذلك، لكن على عكس الجيش الإسرائيلي، تمكن حزب الله، حتى هذه اللحظة، من تحقيق جميع أهدافه من الحرب. صحيح أنه دفع ثمنا مؤلما، وكذلك لبنان. لكن حزب الله لم يفقد مكانته في العالم العربي. وجميع قياداته على قيد الحياة. والحزب مازال يلحق الخسائر بإسرائيل في العمق والميدان. والأهم أن تل أبيب أبعد ما تكون عن إجباره على نزع السلاح. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه. سيتحقق الكابوس الذي رآه جنرالات الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب".

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker