الجارية التي أصبحت وزيرة للعدل
"رودريرجوس" ابنة الحظ
الأمر المؤكد في بوليفيا أن الرئيس موراليس نصير للمرأة. لقد خصص أربعة مقاعد وزارية في حكومته للنساء. لكن أكثر القصص إثارة، هي قصة "كاسميرا رودريجوس" الجارية التي أصبحت وزيرة بوليفية. "رودريرجوس" (39 عام) انتزعت من أحضان أسرتها في الرابعة عشرة من عمرها لتخدم في قصر عائلة بيضاء. تعهدوا لعائلتها، المنتمية لقبيلة "الكاتشوا" وتسكن مدينة "كوتشيمبا" ثالث أكبر مدينة بوليفية، أن يتم تعليم الفتاة "رودريرجوس" وتلبية كل احتياجاتها. لكن الفتاة خضعت لظروف عمل غير إنسانية وصلت إلى حد العبودية. وكانت مجبرة على العمل لساعات طويلة، تتعرض أثنائها لاعتداءات جنسية، كما حرمت من الذهاب إلى المدرسة. وبعد عامين هربت من السيد الأبيض، وانضمت لحركة الدفاع عن حقوق العمال، حتى صارت وزيرة للعدل في البلاد. "رودريرجوس" ترتدي دائما قميص واسع، وجونلة طويلة، على عادة أهلها منى الهنود الحمر، ومازالت تحرص على تضفير شعرها رغم توليها المنصب الوزراي الرفيع. وفي أول تعليق لها بعد أداء اليمين الدستوري قالت: "كنت في قمة الرعب والسعادة، خاصة في اللحظة التي أخبرني فيها الرفيق "موراليس" بأمر الوزارة. لم أنطق بكلمة لكن "إيفو" قال لي يجب أن تجعمي حركة التغيير من أجل بوليفيا والبوليفيين".
وسواء نجحت "رودريرجوس" في مهمتها أو لا، فإن الأمر المؤكد أنها والرفيق "موراليس يواجهان اختبارا صعبا. بوليفيا هي أفقر دولة في النصف الغربي من الكرة الأرضية بعد "هاييتي"، كما أنها منقسمة بين الأغنياء والفقراء، سكان الجبال وسكان الوادي، البيض والهنود. وجاء قرار "موراليس" بتأميم ثروات النفط كخطوة مهمة لتحسين أحوال ملايين البوليفيين الذين يحصلون على أقل من دولارين يوميا. ويؤكد الصحفي البوليفي "جوميز" أن قبائل "الأيمارا" ستواصل دعم الرفيق "موراليس" بشرط الوفاء بتعهداته. فقد أصبحوا ناخبين في منتهى الذكاء, لقد هزموا طوال 500 عام أمام السيد الأبيض لسبب وحيد: أن الرجل الأبيض يجيد استخدام الآلة، وضرب النار. أما اليوم فالهنود الحمر يجيدون استخدام الكومبيوتر، والتعلب على البيوقراطية، والتعامل مع المحاكم الدستورية. والفارق الوحيد أن الهنود يستهدفون هزيمة الرجل الأبيض، لا إبادته. والزمن يلعب في صالحهم.
وسواء نجحت "رودريرجوس" في مهمتها أو لا، فإن الأمر المؤكد أنها والرفيق "موراليس يواجهان اختبارا صعبا. بوليفيا هي أفقر دولة في النصف الغربي من الكرة الأرضية بعد "هاييتي"، كما أنها منقسمة بين الأغنياء والفقراء، سكان الجبال وسكان الوادي، البيض والهنود. وجاء قرار "موراليس" بتأميم ثروات النفط كخطوة مهمة لتحسين أحوال ملايين البوليفيين الذين يحصلون على أقل من دولارين يوميا. ويؤكد الصحفي البوليفي "جوميز" أن قبائل "الأيمارا" ستواصل دعم الرفيق "موراليس" بشرط الوفاء بتعهداته. فقد أصبحوا ناخبين في منتهى الذكاء, لقد هزموا طوال 500 عام أمام السيد الأبيض لسبب وحيد: أن الرجل الأبيض يجيد استخدام الآلة، وضرب النار. أما اليوم فالهنود الحمر يجيدون استخدام الكومبيوتر، والتعلب على البيوقراطية، والتعامل مع المحاكم الدستورية. والفارق الوحيد أن الهنود يستهدفون هزيمة الرجل الأبيض، لا إبادته. والزمن يلعب في صالحهم.
Labels: نصر الله
0 Comments:
Post a Comment
<< Home