Wednesday, August 02, 2006

..كل شيء هادئ على "الجبهة اللبنانية"




"سفير مبارك" يشرب الويسكي مع الصهاينة احتفالا بثورة يوليو



سقط القناع عن القناع..
عن القناع، سقط القناع..
لا أخوة لك يا أخي،
لا أصدقاء يا صديقي..
لا قلاع.
روائح اللحم البشري المحروق تنبعث من شوارع لبنان..الأحياء يتعثرون في جثث شهدائهم..المستشفيات مليئة بجثث الأطفال..حتى المقابر لم تعد تستوعب ضيوفا جدد. الدماء تغلي في عروق الشارع العربي، والأنظمة العربية الفاسدة لم تقف هذه المرة مكتوفة الأيدي، بل مدت أيديها لدعم "إسرائيل". النظام المصري دوافعه معروفة، فهو مشغول بتثبيت وضع "الجنين"، معذرة، "الوريث. لكن الأغرب موقف حاكم عربي اتصل بأولمرت مشجعاً. وتقول "يديعوت أحرونوت" أن "أولمرت" تسلم رسالة سرية من "حاكم دولة عربية معتدلة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل" قال فيها: "أؤيد عملياتكم في لبنان وشعرت بحاجة إلى تشجيعك في هذه اللحظة. أنتم ملزمون بالاستمرار حتى النهاية. جهات عديدة في العالم العربي تتمنى لكم النجاح". يبدو الكلام، للوهلة الأولى، غير منطقي، وغير قابل للتصديق بامتياز.
لكنه يتسق مع وصف أنظمة الحكم في "مصر والسعودية والأردن" لعملية أسر الجنديين "الإسرائيليين" بأنها "مغامرات غير محسوبة"!! والصمت العربي على سحق لبنان يوميا على مدار أسبوعين. لقد سقط القناع..وانجلت المواقف. فكل حاكم فيهم يستطيع، بمفرده، إيقاف الحرب لو أراد، لكنهم يريدون تحقيق إملاءات أمريكا، ونزع مصادر شرعية المقاومة والديمقراطية. يريدون التخلص من "سيد المقاومة" في لبنان..ليحل محله عبدا أمريكيا من فصيلتهم.

يخافون الديمقراطية لأنها تعني، ببساطة، انفراط عقد السلطة من بين أيديهم. الشفافية تعني محاكمة الحكام اللصوص..نزاهة الانتخابات تعني ظهور نظم حكم معادية لواشنطون وتل أبيب. ومع ذلك يبدو بصيص ضوء أخيرا في نهاية النفق، لقد دخل نظام مبارك، والأخوان "عبدالله" في "مغامرة غير محسوبة". عندما تحالفوا مع "أمريكا وإسرائيل" ضد شعوبهم..وضد المقاومة. ,أثبتوا، للمرة المليون، أنهم أنظمة ديكتاتورية فاسدة معزولة عن شعوبها..تستجدي الرضا الأمريكي للبقاء في الحكم.

لذلك يصرح مسئول بالخارجية الصهيونية: "إن ما نسمعه من قادة الدول العربية، ببساطة مذهل..الجمل نفسها تكرر: "واصلوا هجماتكم العسكرية إلى أن تمحوا حزب الله"، "ستصنعون معروفا كبيرا للبنان ولكل المنطقة إذا قضيتم على هذا "النصر الله"، "لا تتوقفوا حتى تقضوا عليهم"، "كل من يعتبر نفسه معتدلا يتمنى لكم النجاح" و"إسرائيل وحدها تملك الشجاعة للوقوف في وجه هذا الرجل".
قد لا نصدق حرف من هذا الكلام، لو وقف مسئول عربي واحد، ونفاه بالفعل لا بالقول. لكن للأسف صراخ "هدى غالية" ما زال يصم الآذان، وصراخ الطفلة اللبنانية "هدى خالد" يدوي بلا انقطاع في الشارع العربي. "هدى خالد" ذات الأثنى عشر ربيعاً، صرخت بصوتها المذبوح الحزين، على فراش الموت في إحدى مستشفيات بيروت بعد إصابتها بجروح خطيرة في أنحاء مختلفة من جسدها..وامتلأ وجهها بالثقوب الدامية. إلا أن صراخها دوى في فراغ التآمر العربي والدولي. وتردد صداه في أفق الدمار والخراب والجرائم البشعة التي يتعرض لها الشعب اللبناني، وحكامنا مشغولون بالترفيه عن حكام تل أبيب.

في نفس اليوم، جلس "محمد عاصم" السفير المصري في تل أبيب يحتسي الخمور بصحبة مجموعة كبيرة من الإسرائيليين..نخب اللحم المحترق في شوارع بيروت. عقد "سفير مبارك" حفلا بمناسبة ثورة يوليو. والمخزي أنه بدأه بعزف السلام "الوطني" الإسرائيلي..نشيد "الأمل".
"طالما في القلب تكمن ، نفس يهودية تتوق ، وللأمام نحو الشرق ، عين تنظر إلى صهيون.
أملنا لم يضع بعد ، حلم عمره ألفا سنة ،أن نكون أمّة حرّة على أرضنا ،أرض صهيون والقدس".
جلس "عاصم".."سفير مبارك" يستمع لهذه الكلمات مساء الخميس الماضي، بينما لبنان تحترق.
المعلومات المخزية كشفتها صحيفة هآارتس الصهيونية عبر مقال رئيس الملحق الثقافي "بيني تسيفار" الذي يقول: "أنه دُعي وزوجته لمنزل محمد عاصم إبراهيم السفير المصري بتل أبيب لحضور الاحتفال "في جو مليء بالود والحميمية"، وجرى فيه تبادل أنخاب الصداقة، وكئوس الويسكي و"الجين"..و"التونيك". وتناولوا صنوف من الأطعمة بدأت من أجود أنواع اللحوم وحتى طبق "الكشري" . وفي هذه الأجواء يقول "تسيفار" أنه تذكر كيف كان يحرق، هو وأقرانه "الإسرائيليون" صور الرئيس جمال عبد الناصر سنويا أثناء كرنفالات عيد الأسابيع اليهودي في الـ 18 من شهر مايو. عندما يحرق اليهود صور ومجسمات لأعدائهم. ثم ينتقل "تسيفار" لمدح "مبارك" ويصفه بالسياسي العبقري!!
في هذا الجو الاحتفالي، من الصعب أن نطلب من مبارك أو وزارة خارجيته التفرغ لفك الحصار، ورفع العدوان عن لبنان، على الأقل حتى ينتهى مفعول الشراب. لكن اطمئنوا فـ"كل شيء هادئ على الجبهة الغربية".

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker