Friday, February 20, 2009

بروفايل ..عاموس جلعاد.. الرجل الذى قال لا


محمد عبود
١٩/ ٢/ ٢٠٠٩
يبدو اللواء عاموس جلعاد مثل رجل يقف فى الصحراء يصرخ ويصرخ دون أن يستجيب له أحد. منذ التحاقه بصفوف الجيش الإسرائيلى عام ١٩٧٢، وهو يقول لا فى وجه قادته، ويتحمل ضريبة مواقفه. أثناء الغزو الأمريكى للعراق، ٢٠٠٣، تم تعيينه متحدثا رسميا باسم الدفاع المدنى فى إسرائيل.
فأطلقت عليه الصحف سهام السخرية، ولقبته بـ»المحذر العام»، فى إشارة إلى دوره أثناء مذبحة صابرا وشاتيلا. فبعد سنوات قليلة من التحاقه بالجيش، انضم لسلاح المخابرات الحربية (أمان). وتم نقله للعمل عند الحدود الشمالية اعتبارا من عام ١٩٨٢، بينما كان وزير الدفاع آرييل شارون يعد للهجوم على المقاومة الفلسطينية فى لبنان.
وما إن بدأت الدبابات والطائرات الإسرائيلية عملية اجتياح لبنان، حتى بدأ الضابط الصغير، وقتها، عاموس جلعاد يرسل التقارير إلى قيادته يحذر فيها من مذبحة مروعة قد تقع فى مخيمات صابرا وشاتيلا. كتب جلعاد فى تقاريره أن القوات الإسرائيلية تعقد اتفاقا مشبوها مع الكتائب المسيحية لتنفيذ مذبحة، وأن ضباطا كبارا فى مكتب وزير الدفاع آرييل شارون يباركون هذه المذبحة.
تقارير عاموس جلعاد ظلت حبيسة أدراج قادة الجيش الإسرائيلى حتى تم تشكيل لجنة كاهان الإسرائيلية للتحقيق فى وقائع المذبحة المروعة. لجنة التحقيق اعتمدت على شهادة الملازم عاموس جلعاد الحاسمة فى إدانة شارون. وقررت حرمانه من تولى منصب وزير الدفاع مدى الحياة، عقابا له على دوره فى تلك المذبحة المروعة.
جلعاد عاش على حافة هذه المذبحة طوال تاريخه العسكرى. فرغم تدرجه فى المناصب وتوليه مسؤولية الناطق الرسمى باسم الجيش. وإدارة شعبة الأبحاث بالمخابرات العسكرية، فإنه رفع دعوى فى ٢٠٠٤ ضد الجيش للاعتراف به كمعاق حرب نتيجة الأضرار الصحية والنفسية التى لحقت به أثناء عمله ممثلا للمخابرات العسكرية فى المنطقة الشمالية فى الفترة من ١٩٨٢ - ١٩٨٣.
تلك الفترة التى حذر خلالها من وقوع مذبحة صابرا وشاتيلا دون أن يستجيب له أحد.
جلعاد يعود هذا الأسبوع للساحة من جديد، ويستغل موقعه كرئيس للدائرة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، ليكشف أمام الرأى العام الإسرائيلى المسؤول الحقيقى عن نسف اتفاق التهدئة، واستعادة الجندى شاليط.
ويشير بأصابع الاتهام نحو إيهود أولمرت. ويطلق صيحة تحذير أخيرة مفادها أن العلاقات مع مصر على المحك، نتيجة أكاذيب الوزراء والمسؤولين فى تل أبيب.


0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker