Friday, January 26, 2007

الكوفية الفلسطينية ملطخة بنجمة داود

رمزا للنضال العربي والعالمي

الكوفية الفلسطينية البيضاء المنقطة بالأسود، ليست مجرد هوية فلسطينية جغرافية وشعبية، بل أصبحت هوية عربية نضالية، و ربما عالمية. فأحسن هدية تقدمها لصديق روسي هي "عرفاتكا".. وهو اسم الكوفية الفلسطينية الذي اشتقه الروس من اسم أبو عمار رحمه الله. وبمرور الوقت جسدت الكوفية، رمزية التاريخ الفلسطيني، وانعكست على رقعتها القماشية خريطة الحزن ودروب الالام في الأراضي المحتلة، وكان مجرد ارتدائها في المظاهرات تأكيدا على الحلم في التخلص من الاحتلال وإعلان الدولة

عارضة أزياء إسرائيلية


الجديد أن الإسرائيليين بعد أن سرقوا الحمص والشيشة والفلافل، والرقص الشرقي، جاء دور الكوفية؟ فقد قام جابي بن حاييم وموكي هرئيل بتصميم كوفية عربية فلسطينية لون خطوطها بالأزرق على خلفية بيضاء، طبقا للخطوط الرئيسية للعلم الإسرائيلي!
وقد قال هرئيل لصحيفة "هآرتس":"إن الكوفية واحدة من معالم الشرق الأوسط، فالكوفية الأردنية ألوانها الأحمر والأبيض، والفلسطينية الأسود والأبيض، واقتباس الكوفية وسيلة أخرىللاندماج الإسرائيلي في حيز الشرق الأوسط. فلكل دولة في المنطقة الكوفية الخاصة بها، فلماذا لا تكون كوفية إسرائيلية باللونين الأزرق والأبيض؟.. نحن جزء من المنطقة وسنبقى فيها على ما أعتقد.»

عناق أم عراك


وقال هرئيل إنّ الكوفية الإسرائيلية الجديدة تحافظ على مميزات أصلية لكنها تحوي مميزات إسرائيلية ويهودية. فعند الخطوط الزرقاء على أطراف الكوفية يوجد ذكر للعلم الإسرائيلي، ونجمات داوود».

ما شعورك تجاه هذه الصورة؟

Labels:

Wednesday, January 24, 2007

سعد الدين إبراهيم في جامعة تل أبيب

تدوينة بيني تسيفر


نشر بيني تسيفر رئيس القسم الثقافي بجريدة هآارتس "تدوينة" عن زيارة د. سعد الدين إبراهيم لإسرائيل. ومحاضرة ألقاها الرجل في جامعة تل أبيب، وانطباعات "تسيفر" عن مصر وسعد الدين وعمارة يعقوبيان، ومواقف الإسرائيليين السلبية تجاه مصر والمصريين. المقال مهم..وننشر ترجمته حرفيا دون تعليق
-------------------
------------
عن لقاء شبه سري مع مؤسس منظمة حقوق الإنسان المصرية

بقلم: بني تسيفر
رئيس القسم الثقافي بجريدة هاآرتس


بسبب محبتي الشديدة لمصر، تلك المحبة التي لا أعرف مصدرها، حظيت بعضوية "جمعية" شبه سرية، أعضاؤها من الإسرائيليين المحبين لمصر. محظور عليَ، بالطبع، كشف أسماء الأعضاء الآخرين، كما أن عضوية الجمعية غير متاحة لأعضاء جدد. وتتألف الرابطة من ثلاثة أعضاء، يجتمعون مرة كل شهر تقريبا، ويكون ذلك عادة مساء أحد أيام السبت..لمناقشة مختلف القضايا التي تخص مصر.
اجتمعنا الأربعاء الماضي، والمناسبة لقاء استثنائي، لذلك لم نعقد اجتماعنا في منزل خاص كما جرت العادة، بل في قاعة صغيرة داخل مبنى "نفتالي" بجامعة تل أبيب.
سبب اللقاء غير العادي، هو حضور ضيف مهم من مصر، وقد وافق الضيف أن يلقي علينا محاضرة عن الأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية في بلاده من وجهة نظر غير رسمية، لكنها أصيلة للغاية. اسم الرجل هو د. سعد الدين إبراهيم. وهو مؤسس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، كما أنه رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية. هذا الرجل الشجاع، المعاق، المتقدم في العمر، دفع ضريبة العمل العام الذي يمارسه في صورة اعتقال لفترة طويلة في السجون المصرية.

د. سعد الدين إبراهيم


في أي مكان آخر بالدنيا، كانت وسائل الإعلام ستنقض على الرجل، وتجري معه الحوارات واللقاءات المطولة، وتطلب منه رواية قصته. إلا هذه الأرض العقيمة، فما يحدث داخل حدود جارتنا الجنوبية، تلك الدولة الساحرة الخلابة لا يهم أي شخص هنا، إلا إذا تظاهر المصريون ضد إسرائيل، أو عرضوا فيلما عن برتوكولات حكماء صهيون.
لماذا لم يهتم أي شخص هنا؟ لأن زيارة كالتي قام بها د. إبراهيم، وقد جاء بصحبة مجموعة من طلبته المصريين، من شأنها أن تفسد الصورة النمطية السلبية التي كونها الإسرائيليون العاديون والإسرائيليون الجهلاء عن المصريين، وهم في مخيلتهم، شعب من أكلة الفول المبتسمين دائما في بلاهة، ويكرهون إسرائيل. إذن ما الداعي لإفساد الصورة المترسبة في وعيهم بحقائق وأخبار لا لزوم لها؟

نفس الأمر عندما يتعلق الأمر بالمثقفين الإسرائيليين الذين أخاطبهم، فهم مقتنعين بعدم وجود معارضة للأنظمة الحاكمة في العالم العربي، وكل الناس هناك مطيعين خانعين، شبه حمقى، يخفضون رؤوسهم أمام حكامهم الطغاة. وكل ذلك، بالطبع، على النقيض من إسرائيل، الدولة الديمقراطية الرائعة، فكل مواطن هنا انتقادي ومتمرد. (أما أنا فأتمنى أن أرى مصير هذه النزعة الإسرائيلية للتمرد والانتقاد، عندما يظهر هنا فجأة نظام ديكتاتوري مستبد).

بوستر فيلم عمارة يعقوبيان


تحدث د. سعد الدين إبراهيم عن القضايا الجدلية التي شغلت المجتمع المصري مؤخرا. وفي مقدمتها بالطبع، الجدل الذي ثار حول رواية (وفيلم) "عمارة يعقوبيان". وهي رواية كبيرة الحجم وممتعة، صارت الكتاب العربي الأكثر مبيعا عبر العصور. وتناقش الرواية، بجرأة غير مسبوقة حتى اليوم، فساد القيادات الحاكمة، وتقتحم التابوهات الكبرى مثل الإسلام- والشذوذ الجنسي. وأحد شخصيات الرواية، رئيس تحرير مجلة بالقاهرة تصدر باللغة الفرنسية، يمارس علاقة حب مع رجل متزوج. ولا يدخر الأديب أي "تفصيلة" حميمية في إطار هذه العلاقة. عند صدور الرواية سعت دوائر دينية للحيلولة دون توزيعها، وباءت محاولاتهم بالفشل.
عندما قرأت هذه الرواية، منذ سنتين أو ثلاث، أُعجبت جدا من جرأتها، وتركت في انطباعا قويا، حتى أنني رحت أُحدِث عنها في كل مكان، وأوصي بقراءتها كلما سنحت فرصة. لكن، كما تعرفون، الحكمة الشائعة تقول: "لا تنثر الجواهر أمام الخنازير". والخنازير هنا، استعارة أقصد بها غالبية سكان هذه البلاد (إسرائيل)، الذين تنسد حواسهم في مواجهة كل ما يأتي من العالم العربي، خاصة إذا كان هذا الآتي لا يتماشى مع أفكارهم المسبقة. إذن كيف يكون شعورهم إزاء رواية مصرية جريئة ومتمردة، أليس المصريون مجرد مجموعة من الحمقى؟

د. نصر حامد أبوزيد


قضية أخرى أشعلت نيران الجدل في مصر مؤخرا، هي قصة نصر حامد أبوزيد الذي ألف كتابا يحاول فيه تحليل النص القرآني، باعتباره نصا أدبيا، مستخدما أدوات البحث العلمي، والنظريات الحديثة مثل علم النص. وهو تابو آخر من يمسه يتعرض لعقوبة وخيمة. فهناك قانون في مصر (تم تغييره بعد ذلك) يسمح لأي شخص أن يقاضي "غيره" إذا تصور أن هذا "الغير" أهان المقدسات الإسلامية. وفرارا من حكم متوقع بالسجن، جرى تهريب نصر حامد أبوزيد وزوجته إلى هولندا. ومازال يعيش هناك حتى اليوم.

الوزير فاروق حسني


القضية الجدلية الثالثة، أولاها التليفزيون الإسرائيلي قدرا محدودا من الاهتمام. الضجة أثارها الوزير المصري فاروق حسني، عندما صرح بأنه قد آن الآوان لكي تنزع النساء الحجاب. غير أن المشكلة دائما، أن الأشخاص الذين ينقلون لنا هذه الأخبار من العالم العربي، وانا أعني بالذات، "تسفي يحزقيئلي" مراسل القناة العاشرة للشئون العربية، يفعلون ذلك باستظراف واستخفاف، وكأنه ينقل لنا عجائب وطرائف تدور في أحد مضارب قبيلة بدائية. والحقيقة أنها قضايا جدية وخطيرة، يتعرض أشخاص بسببها للسجن، والتعذيب والتحقيق. صحيح أن قضية فاروق حسني انتهت بإجباره على الاعتذار، لكن تصريحه المساند لحقوق المرأة مازالت أصداؤه تتردد في الهواء الذي يستنشقه المجتمع المصري.

الظريف يحزقئيلي


القضايا الثلاث، جزء من السجالات التي تؤكد أن مصر بعيدة كل البعد عن الصورة الإدراكية المتكونة لها هنا. صورة بلد ظلامي مسلم، يسير الجميع فيه مذعورين..ويسيطر عليهم خوف مقيم. لكن الحقيقة أن وجود شخص مثل سعد الدين إبراهيم، لا يخشى أن يعارض علانية، وينتقد بأسلوب حاد مثير للدهشة الرئيس المصري وأفراد عائلته، يشير ويدل على شيء ما. علاوة على أنه ليس الشخص الوحيد الذي يفعل ذلك. الصحافة المصرية أكثر حدة وشراسة في الهجوم مما نظن. والشعب المصري أيضا، بالرغم من مكبس الضغط الديكتاتوري، هو أقل الشعوب التي رأيتها تعصبا، بالرغم من الظروف المعيشية القاسية التي يحياها. أنا أشهد أيضا أن المصريين فضوليون، ويسعون لتحصيل المعرفة حول إسرائيل، أكثر من فضول الإسرائيليين وسعيهم لتحصيل المعرفة عن مصر.

وأستطيع أن أحصر على أصابع يد واحدة كل الإسرائيليين الذين أعرف أنهم يتابعون ما ينشر في الصحافة المصرية. وفي مقابل ذلك أعرف مئات المصريين الذين يقرأون هاآرتس سواء بالعبرية أو الانجليزية، علاوة على الذين يتابعون التليفزيون الإسرائيلي. ومثال بارز على ذلك، عرفته عندما نشرت في الملحق الثقافي بـ"هاآرتس"، عقب وفاة الأديب المصري نجيب محفوظ، عددا خاصا عن الأديب، وبعد مرور أسبوع، نشرت جريدة مصرية مهمة ترجمة كاملة للعدد الخاص. وعلى المستوى الشخصي، بعد أن كتبت "تدوينة" عن مطرب شعبي مصري شهير، تم ترجمتها ونشرها في صحيفة مصرية. وإذا أردتم مثالا أخر من الأمثلة القريبة إلى نفسي:
الصحافة المصرية تتابع مسابقة القصة القصيرة التي تنظمها "هاآرتس"، وكتبوا عنها مقالا.

غلاف مجلة الهلال عدد شهر يونيو


وبالتأكيد، أن كل ما سبق لم يذاع عنه شيء في التليفزيون الإسرائيلي، لأن هذه الأمور لا تتماشى مع الصورة النمطية للمصريين: كارهي إسرائيل المزمنين. وهذا صحيح المصريون يغضبون منا بسبب ما يجري للفلسطينيين، ومن حقهم تماما أن يفعلوا ذلك. لكن على العكس منا، ففي الوقت الذي نرى فيه العالم العربي بمنظار الأبيض والأسود، ولا نرى فيه أشكالا متنوعة، فأنهم يستطيعون، أحيانا، التمييز بين الألوان.
وعلى أية حال، أنا أظن أن زيارة د. سعد الدين إبراهيم لإسرائيل، كانت تستحق تغطية إعلامية جادة، خسارة أنها لم تحدث. وخسارة أنه اضطر أن يظهر بصورة شبه سرية أمام جمهور شبه سري، ولم تتمكن جماهير أوسع أن تنصت لما يريد أن يقوله مثقف مصري مثله عن إسرائيل، وعن مميزاتها وعيوبها، فعلا خسارة.

الكتاب خير جليس

لكن أكثر ما يحزنني على المستوى الشخصي، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، سيفتح أبوابه الأسبوع القادم، ولن أتمكن من التجول بين أرجائه. فلا يوجد لدي نقود للسفر مجددا للخارج، كما أنني لم أحصل على تأشيرة في موعد مناسب. واحدة من أعضاء "حمعية" محبي مصر ستسافر لحضور المعرض، وأنا أحسدها، لأنه معرض غني ومتنوع..رائع وشعبي. كما إن رؤية انقضاض المصريين على الكتب الجديدة أمر يثير الغيرة في حد ذاته. هناك كتب تباع منها ملايين النسخ، وطبعات تنفد أحيانا في يوم واحد. ومازلت أذكر لحظة صدور عمارة يعقوبيان. خلال خمس دقائق قضيتها في مكتبة مدبولي تبخرت كومة كاملة من النسخ. وقد روى لنا الدكتور سعد في محاضرته، أنه أثناء وجوده في السجن، أرسل له أحد تلامذته نسخة من الكتاب. ولم تصله إلا بعد مرور شهر كامل. واتضح أن مأمور السجن قرأها أولا، ثم نائبه، ومن بعده الضباط الصغار، وجميعهم التهموا الكتاب التهاما.

التدوينة منشورة بتاريخ
20-1-2007

Labels:

Sunday, January 07, 2007

أنا عزلت من هنا


كلمات سبارتكوس الأخيرة



.. امل دنقل


( مزج أوّل ) :
المجد للشيطان .. معبود الرياح
من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "
من علّم الإنسان تمزيق العدم
من قال " لا " .. فلم يمت ,
وظلّ روحا أبديّة الألم !
( مزج ثان ) :
معلّق أنا على مشانق الصباح
و جبهتي – بالموت – محنيّة
لأنّني لم أحنها .. حيّه !
... ...
يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
منحدرين في نهاية المساء
في شارع الاسكندر الأكبر :
لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ
لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر
فلترفعوا عيونكم إليّ
لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عبنيّ
يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !
" سيزيف " لم تعد على أكتافه الصّخره
يحملها الذين يولدون في مخادع الرّقيق
و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش
لأنّ من يقول " لا " لا يرتوي إلاّ من الدموع !
.. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق
فسوف تنتهون مثله .. غدا
و قبّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق
فسوف تنتهون ها هنا .. غدا
فالانحناء مرّ ..
و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى
فقبّلوا زوجاتكم .. إنّي تركت زوجتي بلا وداع
و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع
فعلّموه الانحناء !
علّموه الانحناء !




الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا !
و الودعاء الطيّبون ..
هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى
لأنّهم .. لا يشنقون !
فعلّموه الانحناء ..
و ليس ثمّ من مفر
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !
وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..
و دمعة سدى !

( مزج ثالث ) :
يا قيصر العظيم : قد أخطأت .. إنّي أعترف
دعني
ها أنذا أقبّل الحبل الذي في عنقي يلتف
فهو يداك ، و هو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك
دعني أكفّر عن خطيئتي
أمنحك – بعد ميتتي – جمجمتي
تصوغ منها لك كأسا لشرابك القويّ
.. فان فعلت ما أريد :
إن يسألوك مرّة عن دمي الشهيد
و هل ترى منحتني " الوجود " كي تسلبني " الوجود "
فقل لهم : قد مات .. غير حاقد عليّ
و هذه الكأس – التي كانت عظامها جمجمته –
وثيقة الغفران لي
يا قاتلي : إنّي صفحت عنك ..
في اللّحظة التي استرحت بعدها منّي :
استرحت منك !
لكنّني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع
أن ترحم الشّجر !
لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا
لا تقطع الجذوع
فربّما يأتي الربيع
" و العام عام جوع "
فلن تشم في الفروع .. نكهة الثمر !
وربّما يمرّ في بلادنا الصيف الخطر
فتقطع الصحراء . باحثا عن الظلال
فلا ترى سوى الهجير و الرمال و الهجير و الرمال
و الظمأ الناريّ في الضلوع !
يا سيّد الشواهد البيضاء في الدجى ..
يا قيصر الصقيع !


( مزج رابع ) :
يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء
منحدرين في نهاية المساء
لا تحلموا بعالم سعيد ..

فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد .
و إن رأيتم في الطريق " هانيبال "
فأخبروه أنّني انتظرته مديّ على أبواب " روما " المجهدة
و انتظرت شيوخ روما – تحت قوس النصر – قاهر الأبطال
و نسوة الرومان بين الزينة المعربدة
ظللن ينتظرن مقدّم الجنود ..
ذوي الرؤوس الأطلسيّة المجعّدة
لكن " هانيبال " ما جاءت جنوده المجنّدة
فأخبروه أنّني انتظرته ..انتظرته ..
لكنّه لم يأت !
و أنّني انتظرته ..حتّى انتهيت في حبال الموت
و في المدى : " قرطاجه " بالنار تحترق
" قرطاجه " كانت ضمير الشمس : قد تعلّمت معنى الركوع
و العنكبوت فوق أعناق الرجال
و الكلمات تختنق
يا اخوتي : قرطاجة العذراء تحترق
فقبّلوا زوجاتكم ،
إنّي تركت زوجتي بلا وداع
و إن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها .. بلا ذراع
فعلّموه الانحناء ..
علّموه الانحناء ..
علّموه الانحناء ..

Tuesday, January 02, 2007

الفـاشـــل

الوالي والمتعالي

هل وضع الرئيس "مبارك" أصابعه العشر في "الشق" من طموح ابنه جمال؟! لا يخفي علي "الرئيس" أن هدف "جيمي" وشلة لجنة السياسات، هو القفز إلي القصر الرئاسي، والسيطرة علي كرسي الحكم.
ولا يخفي عليه أن جمال لا يستند إلي قاعدة شعبية تدعمه، ولا سند عسكري يحميه، لذلك لن تتم "خطوة التوريث" إلا في وجود مبارك نفسه، مما تفسره التقاليد المصرية، بشكل سلبي، علي أنه "وراثة بالحيا"!وقد بدا الرئيس مبارك في كلمته الأخيرة (نوفمبر) بمجلس الشعب كمن ضاق ذرعا بهذه المحاولات، ووقف يقول: "سأواصل معكم مسيرة العبور إلي المستقبل.. مادام في الصدر قلب ينبض ونفس يتردد، لن أهتز ولن أتزعزع.. لن أقبل أي ضغوط، ولن أنحني إلا لله".ولا يعرف أحد، علي وجه الدقة، لمن وجه "مبارك" الجزء الأخير في عبارته "لن أقبل أي ضغوط، ولن أنحني إلا لله"؟! فالرئيس يحكم البلد طوال 25 عاما بالقبضة الأمنية، وقضي علي الحياة الحزبية، وأفسد ما تبقي منها.لمن إذن يوجه هذه الكلمات؟!يميل غالبية المراقبين إلي أن هذه العبارة إما سحابة دخان تخفي السيناريو الأسوأ، أو ضربة مباشرة لـ "جناح التوريث"، وأن "الرئيس" أراد أن يقول: أنا ـ وليس غيري ـ صاحب قرار البقاء أو الابتعاد عن الساحة".

مبارك، ابن المؤسسة العسكرية، يتمتع بحس أمني عالي، وسبق أن قال لأحد المقربين منه: "لا أريد أن ألقي بابني إلي التهلكة"، وهو يدرك جيدا تسرع ابنه، وأنه في "عجلة" من أمره، وفي سبيل الوصول إلي الحكم لا يحسب حسابا لمشاعر أبيه "الثمانيني"!استعجال "جمال" للأحداث دفعه إلي تفصيل "بسكليتة" لجنة السياسات، يركبها ويوجهها نحو الغرفة رقم (1) في قصر الرئاسة، علي أن يدوس في طريقه أفراد الحرس القديم الواحد تلو الآخر، ويضغط بثقلها الأمني علي أنفاس المعارضة والشعب علي حد سواء.

وبالفعل اجتذبت لجنة السياسات عددا كبيرا من المنتفعين والانتهازيين، وأتيحت لـ "جمال الابن" فرصة لم تتح، ولن تتاح لسياسي آخر في عهد مبارك، لكنه مثل لاعب الكرة "المنحوس" يجيد تسكين الكرة في مرماه، لذلك لم يمر العام قبل أن يسجل "حكم المباراة" عدة ألعاب فاشلة في ملعب "الاستاد السياسي".الفضيحة الكبري جرت وقائعها في "مربع العمليات"، تحت قبة البرلمان، حين كشف النائب طلعت السادات من "مقصورته" أن أحمد عز ـ صديق جمال مبارك، وعضو لجنة السياسات، وأمين لجنة العضوية بالحزب الوطني ـ تلاعب بالبورصة بناء علي معلومات حصل عليها، وتربح 1200 مليون جنيه في ثانية واحدة، وأنه جمع ثروة تقدر بـ 30 إلي 40 مليار جنيه في 5 أو 6 سنوات وهو في هذه السن الصغيرة"!واحتد الجدال بين "عز وطلعت"، حتي هم الأخير برفع حذائه، و.. و.. !

واعتبر المراقبون أن هذه الفضيحة هي المسمار الأول في نعش الوريث خصوصا بعد ما تردد عن قيام شركات عز بتصدير الحديد لـ (إسرائيل) لبناء الجدار العازل، وما نشر في هذه الجريدة، بخصوص مزرعة مترامية الأطراف، يمتلكها "جمال مبارك" في طريق الإسماعيلية، أشرف علي زراعتها وتنميتها خبراء (إسرائيليون)، وبها 60 ألف شجرة مانجو!

وسرعان ما أغلق ملف أحمد عز، وتلاشي غبار المعركة باعتذار متبادل بين "العز والسادات"، وتاهت حقيقة معركة الأحذية، لكن تبقي أثرها الخادش في عقول المصريين، وسمعة "جمال واللجنة".

المعارضون لطموحات جمال مبارك غير المشروعة كُثر، لكن الضربة الثانية جاءته أيضا من أقرب المقربين، د. محمد كمال عضو الأمانة العامة للحزب الوطني وأمين التدريب والتثقيف بالحزب، الذي سمحت وزارة الثقافة، بتوجيهات عليا، بإقامة حفل خطبته في قصر "محمد علي" بشبرا الخيمة.. ذلك القصر الذي تكلف ترميمه مئات الملايين من أموال المصريين الغلابة المحرومين من دخوله!

مبارك وفرينته وحسني يفتتحون قصر الوالي محمد علي
وقبل أن يفيق جمال مبارك من الفضائح التي تتفجر تحت قدميه بسبب سوء تصرفات "ركاب بسكليتة السياسات"، عاجلنا هو بفضيحة أخري من العيار الثقيل!لقد ضُبط متلبسا، وهو يتسلل إلي البيت الأبيض!قالت مراسلة قناة "الجزيرة" الفضائية في واشنطن: إنها شاهدت مبارك الابن وهو يدخل البيت الأبيض بصحبة السفير نبيل فهمي، لكنهما رفضا الإجابة عن أسئلتها".وسرعان ما تأكد الخبر، وقال متحدث باسم البيت الأبيض: إن جمال التقي بوش وتشيني!المخزي أن الزيارة جاءت بعد يوم واحد من انتهاكات تعرض لها المتظاهرون ضد التوريث في القاهرة.. أما الكارثة، أن "الزيارة السرية" ذكرت أهالي المحروسة بزيارة أخري.. سجل وقائعها الصحفي الأمريكي "بوب وود وورد" في كتابه "خطة هجوم".. وسرد خلاله تفاصيل خطيرة عن دور مبارك ونجله في ترتيبات العدوان الأمريكي علي العراق.يقول "وود وورد" في كتابه: "أرسل مبارك ابنه (جمال) إلي واشـنطن لتزويدها بمعلومات زائفة يخبر فيها الإدارة أن العراق يمتلك أسـلحة الدمار الشامل.. وقد حمل (جمال مبارك) تلك المعلومات بصورة شخصية وسرية، وقدمها إلي الرئيس الأمريكي جورج بوش مباشرة".

أبناء بوش يملأون المنطقة
ولم يمر عام 2006 قبل أن يكشف لنا طرفا من أخلاق الوريث الذي يتردد أنه درس ملف "الأعمال القذرة" في حزب العمال البريطاني، فقد يكون من المفيد تطبيقه في القاهرة.غير أن "سهام الشر" لم تصب رموز المعارضة فقط عبر تلفيق التهم والفضائح، وتنفيذ أحكام بالسجن، بل وصل الأمر لهجوم غير آدمي، وغير أخلاقي علي د. هالة مصطفي عضو لجنة السياسات عبر صفحات جريدة ملاكي تابعة لـ "بسكليتة السياسات"، عندما لوحت بالاستقالة اعتراضا علي بطء خطوات الإصلاح.ووصل الهجوم ذروته في حالة د. أسامة الغزالي حرب الذي داهمته نوبة صحيان، واستفاق من أوهام "اللجنة"، ووصفها بـ "مجرد مكلمة.. تسيطر عليها الشللية".كل ما سبق في كفة، والمعجزة الكبري التي حدثت قرب نهاية العام، يمكن وضعها في كفة أخري.. صحيح أن لجنة السياسات مجرد مكلمة، وأثبتت فشلا ذريعا في تحقيق أي إصلاح اقتصادي أو سياسي ملموس، كما أن "حكومة الحزب" منيت بالفشل مثل "حزب الحكومة"، لكن أن تتاح لجمال مبارك أكثر من فرصة للظهور التليفزيوني علي الناس، ويبددها جميعا، ويخرج من كل برنامج بحصيلة أكبر من كراهية الناس ونفورهم.. فهذا ما يستحق عليه لقب "الفاشل" بكل جدارة.

ليه أنا فاشل..فاشل..فاشللللللل

لقد وفر له جهاز الدولة المندمج في "الحِزن الوطني" فرصة عظيمة لاكتساب شعبية في الشارع المصري عبر القنوات الأرضية، ومع ذلك جاء ظهوره منفرا.. كئيبا.قال عنه الإعلامي الشهير حمدي قنديل للزميلة (المصري اليوم): "بحكم درايتي وخبرتي بفنون العمل الإعلامي، جمال مبارك شخصية تليفزيونية فاشلة جدا لا يتمتع بأي كاريزما ولا حضور ولا قبول.. لقد جري الترتيب بعناية لظهوره في البرامج واللقاءات التلفزيونية، الأمر الذي لا يسهم في التواصل بينه وبين الناس.. كما أن تفاصيل وجهه قاسية وجامدة. وهذا (التجهم الدائم) لا يعد دليلا علي الرصانة، وإنما هو تعبير عن العزلة والبعد عن الناس".ويضيف قنديل: "إن النغمة "السلطوية" في صوت جمال أثناء التعبير عن نفسه لا توحي بثقة في النفس، إنما توحي بـ "الغرور" والاستناد إلي السلطة".انتهي كلام الإعلامي الأشهر، ولم يجانبه الصواب فيما قال، لكن مشكلة القبول الجماهيري لـ"جمال مبارك" تبدو مستعصية علي الحل!



Labels:

التطبيع بالرقص الشرقي في مهرجان إسرائيلي






لا يتوقع أكثر المتشائمين أن يكون «الرقص الشرقي» و«هز الوسط» آخر طريقة تتبعها (إسرائيل) لتنشيط التطبيع مع القاهرة، لكن يبدو أن كل شيء أصبح ممكنا في هذا السياق.
فقد نشرت «يديعوت أحرونوت» العبرية أن تل أبيب ستعقد في الفترة من 18- 20 يناير القادم المهرجان السنوي للرقص الشرقي، بمشاركة راقصات من مصر، و(إسرائيل)، وتسع دول أخري. المهرجان يقام للسنة الثالثة علي التوالي، يعقد ورشات عمل، ويقدم عروض راقصة، وندوات لتقييم أداء الراقصات!! ويترأس المهرجان راقصتان (إسرائيليتان)، «أوريت مفتسير»، و«ياعيل موآب»، ويشارك فيه (500) راقصة من مختلف دول العالم، وتعتبره تل أبيب فرصة ذهبية لتنشيط قطاع السياحة. وبالفعل بدأت وزارة السياحة الترويج للمهرجان في خطتها الدعائية، وجاء في دعوة المهرجان، أنه سيتضمن إقامة سوق سياحي شرقي يسمي «خان الخليلي» علي اسم سوق «البازارات» الشهير بحي الحسين. وتباع فيه الحلي والمجوهرات وبذلات الرقص، وأغاني أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش، بالاضافة إلي خيمة بدوية تقدم «الشيشة» والمشروبات الكحولية!!

الراقصة الإسرائيلية أوريت مفتسير

المثير للدهشة أن صحيفة «معاريف» ادعت في تقرير لها، أن الرقص الشرقي «فن يهودي» وأن اهتمام اليهوديات في الفترة الأخيرة بالرقص الشرقي ليس حديثا. وأنه تراث مشترك بين «اليهود» والمصريين من شأنه أن يبني جسور السلام بين مصر و(إسرائيل)، من خلال إقامة مسابقات في الرقص الشرقي بين القاهرة وتل أبيب. وبالرغم من ذلك، أشار نفس التقرير في معاريف، إلي علاقة عميلات الموساد بالرقص الشرقي حيث استخدم الموساد بعض اليهوديات المحترفات الرقص الشرقي في مهام للتجسس علي الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا. واحدة من هؤلاء الراقصات تم تجنيدها من قبل الموساد للكشف عن ثروات وأموال العرب وأرصدتهم بالبنوك. وسرعان ما انتهت مهمتها بعد أن كشفتها «صحيفة سورية». واضطرت للعودة إلي (إسرائيل) لتفتح مدرسة تعلم فيها دروس الرقص الشرقي علي الطريقة المصرية. أما «يديعوت أحرونوت» فقد نشرت دراسة أعدتها «شعبة التراث» بمركز الأبحاث التابع لجامعة تل أبيب، نوهت لإقبال الفتيات (الإسرائيليات) علي تعلم الرقص الشرقي علي الطريقة المصرية. وأشارت إحصائية مرفقة بها إلي وجود نحو (90) مدرسة لتعليم الرقص الشرقي في (إسرائيل).

ذلك بالرغم من معارضة اليهود المتدينين للفكرة. فقد أفتي الحاخام اليهودي «موشي عامي» بحرمة ممارسة الفتاة اليهودية لمهنة الرقص،حتي ولو كانت ترتدي كامل ثيابها، وترقص أمام جمهور من النساء. وجاءت الفتوي بعد أن وجهت بعض الشابات اليهوديات سؤالا عبر موقع جماعة دينية يهودية للحاخام يقول: هل تسمح الشريعة اليهودية بالرقص الشرقي علي أنغام الموسيقي العربية أمام جمهور من الإناث وبكامل الثياب؟ وجاء رد الحاخام «عامي» مخيبا لآمال الفتيات، بحسب صحيفة «يديعوت»، حيث قال: إن الرقص الشرقي جاء من ثقافات متخلفة ومنحطة، وأن حركات الجسم تجعله يبدو رخيصا وتكشف أجزاءه المحتشمة. وقال: إنه حتي لو كانت الراقصة بكامل ثيابها وتقوم بالرقص أمام جمهور من النساء فان الشريعة اليهودية لا تسمح بذلك.

الحاخام ليس له علاقة بالرقص الشرقي

ويذكر أن أكثر من (30) مهرجانا للرقص الشرقي يقام سنويا في أكثر من دولة علي مستوي العالم. ويحرص المسئولون عن تلك المهرجانات علي استدعاء «مندوبات مصريات» ليكونوا ضمن لجان التحكيم من بينهن راقصات مصريات شهيرات مثل نجوي فؤاد ولوسي ودينا. والمثير للدهشة أن منظمة المهرجان، وتدعي «أوريت مفتسير».. خصصت موقعا باسمها علي شبكة الإنترنت باللغات العربية والعبرية، تصدح منه أغاني أم كلثوم وليلي مراد. ويضم صورا، ومقالات ومقاطع فيديو لعروض أدتها «مفتسير». وفي تعريفها بنفسها، علي الموقع، تقول إنها: «وتزور أوريت القاهرة من أجل ممارسة الحضارة العربية لكي تحسها.. وتتعمق في معرفتها وفهمها..وتتعلم أصول الموسيقي العربية والرقص الشرقي، واجتمعت في نطاق زياراتها المختلفة للقاهرة بأكبر راقصات في مصر وأشهرها وقابلت فيفي عبده ودينا ولوسي ورندا كامل وديانا ومادام رقية حسن وسماسم وهشام ومني صالح التي ترقص في نطاق فرقة رضا المشهورة وتحترم أوريت هذه الراقصات وتعزها وتدرس عندها في الكثير من الأحيان»!! ويكشف موقع المهرجان أن راقصات (إسرائيليات) شاركن العام الماضي في مهرجان الرقص الشرقي الذي أقيم بأحد فنادق القاهرة. ويضم صورا لهن مع راقصات مصريات، والراقص المصري الشهير محمود رضا.


كتب: يوسف المصرى

Labels:

الطريق إلي أم الرشراش..



..معركة مصرية -"إسرائيلية" علي هوية "إيلات"



• أثار مشروع صهيوني يستهدف شق قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت معركة مصرية ـ (إسرائيلية) علي هوية مدينة أم الرشراش (إيلات) التي يطالب المصريون باستعادتها من قبضة الاحتلال (الإسرائيلي). وكانت البداية تحت قبة البرلمان، قبل أن تنتقل المعركة إلي الصحافة الصهيونية التي أعربت عن خشيتها أن يبدأ المصريون بأم الرشراش
وتصل المطالب إلي استعادة "تل أبيب" التي أقيمت علي أنقاض قرية عربية كانت تعرف قبل عام (48) باسم "الشـَّيخُ مُوَنِّس".


البداية في مجلس الشعب، عندما انفجرت عاصفة من الجدل والغضب بين صفوف نواب المعارضة والحكومة نتيجة مزاعم مسؤول بوزارة الخارجية بأن مدينة أم "الرشراش المحتلة" فلسطينية، وليست مصرية. وأضاف مساعد وزير الخارجية للشئون القانونية السفير عبد العزيز سيف النصر أن حدود مصر الدولية مع (إسرائيل) حددتها معاهدة السلام الموقعة بين البلدين عام 1979، وأن الحدود المثبتة هي الحدود المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، وبالتالي فإن (إيلات) لم تكن داخل الحدود المصرية. وكشف "عبدالعزيز" أن المشروع الصهيوني الذي يسمي بالقناة البحرية بين البحر الميت وخليج العقبة في البحر الأحمر هي فكرة تدرس بين ثلاثة أطراف: "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية والأردن!

ورفض نواب المعارضة تلك التصريحات، وطالبوا بفتح الملف من جديد وتكليف لجنة قانونية للتحقيق في القضية. خاصة أنه موقف جديد تتبناه الحكومة، في الوقت الذي استعيدت فيه تصريحات سابقة للدكتور "أسامة الباز"، أكد فيها علي "مصرية" أمر الرشراش، وقال: "أن قضية "أم الرشراش" أو ميناء إيلات (الإسرائيلي) حاليا، يمكن أن تحل من خلال اتباع نموذج الإجراءات القانونية في قضية طابا". علاوة علي مواقف سابقة للخارجية المصرية تؤكد "مصرية" المدينة المحتلة، وأنها ستعود يوما لمصر.
وفي المقابل، شنت الصحف الصهيونية هجوما عنيفا علي مصر. وتابعت "يديعوت أحرونوت" تفاصيل الاجتماع بمجلس الشعب، ساخرة من المطالب المصرية باستعادة أمر الرشراش. أما موقع "نيوز فرست كلاس" الاخباري، فقد نشر مقالا هجوميا ضد المطالب المصرية المشروعة، وقع عليه الكاتب "جوري جروسمان"، بعنوان: "والآن يطالبونا بالانسحاب من إيلات". ادعي فيه أن مصر غاضبة بسبب مشروع قناة البحرين الذي سيؤثر بالسلب علي إيرادات قناة السويس. لذلك بدأت تختلق المشكلات بعد أن حصلت علي آخر "حبة تراب" من أراضيها في طابا عقب توقيع اتفاقية السلام 1979. والآن تسعي الحكومة المصرية لتحطيم مشروع "قناة البحرين" عبر "الادعاء" بأن (إيلات) مدينة فلسطينية. فيما اتفقت قوي المعارضة علي أنها مدينة مصرية محتلة. ويتساءل الكاتب المتطرف: "إذا كان البرلمان المصري أجمع علي أن (إيلات) اسمها الحقيقي (أم الرشراش)..فما المانع أن يتذكروا في المستقبل أن "تل أبيب" هي(كفر الشـَّيخُ مُوَنِّس).


ونواصل عرض أجزاء من المقال لخطورته، إذ يقول الكاتب المتطرف: "لقد انسحبت (إسرائيل) من محور "فيلادلفي"، بعد أن سيطر علينا وهما، مفاده أن مصر ستوقف تهريب السلاح إلي "الجماعات الإرهابية" في غزة، ومازال التهريب مستمرا. وها قد تبين أن المصريين لا يعترفون بسيادة (إسرائيل) علي (إيلات) الواقعة داخل الخط الأخضر، في حدود ما بعد 1948". ويختتم "جروسمان" مقاله بتحذير حكومته من دفن رأسها في الرمال أمام رغبة العرب في إبادة "إسرائيل".
انتهي كلام الكاتب الصهيوني المتطرف الذي يناقض كل الحقائق التاريخية، خصوصا أن أم الرشراش أرض مصرية كما ورد في الوثائق الدولية. والحدود السياسية المصرية الفلسطينية ـ طبقا للفرمان العثماني الصادر في عام 1906 ـ يمسها خط أم الرشراش، و تقدر مساحتها بـ1500 كليومتر مربع. وقد احتلتها (إسرائيل) بالكامل غدرا، في مارس 1948، عقب قرار وقف إطلاق النار، مستغلة انسحاب الحامية الأردنية التي كانت تحت إمرة قائد إنجليزي. فانفتح الباب أمام العصابات الصهيونية لتنفيذ مخططها للحصول علي موطئ قدم، ومنفذ بحري علي البحر الأحمر.
وكان العقيد "إسحاق رابين" والذي أصبح رئيسا لوزراء الكيان الصهيوني، هو قائد عصابات الصهاينة المهاجمة لأم الرشراش. وقامت هذه العصابات بتقتيل جميع أفراد وضباط الشرطة المصرية في المدينة، وعددهم 350 شهيدا روت دماؤهم رمال أم الرشراش. بالرغم من أن "عصابات رابين"، دخلت المدينة دون طلقة رصاص واحدة، لالتزام قوة الشرطة المصرية بأوامر القيادة بوقف إطلاق النار.
وفور احتلال أم الرشراش، حققت (إسرائيل) هدفا حيويا من أهدافها، وغيرت اسمها إلي (إيلات) كما فعلت مع معظم المدن والقري العربية. ومن أبرز الأسباب التي دفعت الصهاينة لاختراق قرار الهدنة الموقع في جزيرة "رودوس"، أن احتلال أم الرشراش يقطع التواصل البري بين الدول العربية شرقي البحر الأحمر وغربه. وبذلك يصبح الممر البحري تحت السيطرة الصهيونية. بما يعنيه ذلك من آثار اقتصادية وعسكرية وسياسية.


واحتلت (إسرائيل) المدينة، بتواطؤ بريطاني حتي لا يصبح البحر الأحمر "بحيرة عربية"، بكل ما لهذا من تداعيات علي الاستراتيجيات العسكرية لحماية الحدود البحرية شديدة الامتداد لمصر والعربية السعودية والسودان واليمن. وكان المخطط القديم الذي يعاد طرحه اليوم، هو خلق بديل لقناة السويس بمشروع قناة أم الرشراش "إيلات" إلي البحر الميت.
وفي نفس السياق من غير المقبول أن يتماهي موقف الخارجية المصرية مع الموقف الصهيوني. خصوصا أن اتفاقية "كامب ديفيد" ليست مرجعية لترسيم الحدود الدولية بين مصر وفلسطين. كما أن المكتبات المصرية مكدسة بدراسات قانونية وجغرافية تثبت أن "أم الرشراش" قرية مصرية، كانت تدعي في الماضي (قرية الحجاج)، نظرا لأن الحجاج المصريين المتجهين إلي الجزيرة العربية كانوا يستريحون فيها، قبل مواصلة رحلتهم إلي مكة.


Labels:

eXTReMe Tracker