Tuesday, January 02, 2007

الفـاشـــل

الوالي والمتعالي

هل وضع الرئيس "مبارك" أصابعه العشر في "الشق" من طموح ابنه جمال؟! لا يخفي علي "الرئيس" أن هدف "جيمي" وشلة لجنة السياسات، هو القفز إلي القصر الرئاسي، والسيطرة علي كرسي الحكم.
ولا يخفي عليه أن جمال لا يستند إلي قاعدة شعبية تدعمه، ولا سند عسكري يحميه، لذلك لن تتم "خطوة التوريث" إلا في وجود مبارك نفسه، مما تفسره التقاليد المصرية، بشكل سلبي، علي أنه "وراثة بالحيا"!وقد بدا الرئيس مبارك في كلمته الأخيرة (نوفمبر) بمجلس الشعب كمن ضاق ذرعا بهذه المحاولات، ووقف يقول: "سأواصل معكم مسيرة العبور إلي المستقبل.. مادام في الصدر قلب ينبض ونفس يتردد، لن أهتز ولن أتزعزع.. لن أقبل أي ضغوط، ولن أنحني إلا لله".ولا يعرف أحد، علي وجه الدقة، لمن وجه "مبارك" الجزء الأخير في عبارته "لن أقبل أي ضغوط، ولن أنحني إلا لله"؟! فالرئيس يحكم البلد طوال 25 عاما بالقبضة الأمنية، وقضي علي الحياة الحزبية، وأفسد ما تبقي منها.لمن إذن يوجه هذه الكلمات؟!يميل غالبية المراقبين إلي أن هذه العبارة إما سحابة دخان تخفي السيناريو الأسوأ، أو ضربة مباشرة لـ "جناح التوريث"، وأن "الرئيس" أراد أن يقول: أنا ـ وليس غيري ـ صاحب قرار البقاء أو الابتعاد عن الساحة".

مبارك، ابن المؤسسة العسكرية، يتمتع بحس أمني عالي، وسبق أن قال لأحد المقربين منه: "لا أريد أن ألقي بابني إلي التهلكة"، وهو يدرك جيدا تسرع ابنه، وأنه في "عجلة" من أمره، وفي سبيل الوصول إلي الحكم لا يحسب حسابا لمشاعر أبيه "الثمانيني"!استعجال "جمال" للأحداث دفعه إلي تفصيل "بسكليتة" لجنة السياسات، يركبها ويوجهها نحو الغرفة رقم (1) في قصر الرئاسة، علي أن يدوس في طريقه أفراد الحرس القديم الواحد تلو الآخر، ويضغط بثقلها الأمني علي أنفاس المعارضة والشعب علي حد سواء.

وبالفعل اجتذبت لجنة السياسات عددا كبيرا من المنتفعين والانتهازيين، وأتيحت لـ "جمال الابن" فرصة لم تتح، ولن تتاح لسياسي آخر في عهد مبارك، لكنه مثل لاعب الكرة "المنحوس" يجيد تسكين الكرة في مرماه، لذلك لم يمر العام قبل أن يسجل "حكم المباراة" عدة ألعاب فاشلة في ملعب "الاستاد السياسي".الفضيحة الكبري جرت وقائعها في "مربع العمليات"، تحت قبة البرلمان، حين كشف النائب طلعت السادات من "مقصورته" أن أحمد عز ـ صديق جمال مبارك، وعضو لجنة السياسات، وأمين لجنة العضوية بالحزب الوطني ـ تلاعب بالبورصة بناء علي معلومات حصل عليها، وتربح 1200 مليون جنيه في ثانية واحدة، وأنه جمع ثروة تقدر بـ 30 إلي 40 مليار جنيه في 5 أو 6 سنوات وهو في هذه السن الصغيرة"!واحتد الجدال بين "عز وطلعت"، حتي هم الأخير برفع حذائه، و.. و.. !

واعتبر المراقبون أن هذه الفضيحة هي المسمار الأول في نعش الوريث خصوصا بعد ما تردد عن قيام شركات عز بتصدير الحديد لـ (إسرائيل) لبناء الجدار العازل، وما نشر في هذه الجريدة، بخصوص مزرعة مترامية الأطراف، يمتلكها "جمال مبارك" في طريق الإسماعيلية، أشرف علي زراعتها وتنميتها خبراء (إسرائيليون)، وبها 60 ألف شجرة مانجو!

وسرعان ما أغلق ملف أحمد عز، وتلاشي غبار المعركة باعتذار متبادل بين "العز والسادات"، وتاهت حقيقة معركة الأحذية، لكن تبقي أثرها الخادش في عقول المصريين، وسمعة "جمال واللجنة".

المعارضون لطموحات جمال مبارك غير المشروعة كُثر، لكن الضربة الثانية جاءته أيضا من أقرب المقربين، د. محمد كمال عضو الأمانة العامة للحزب الوطني وأمين التدريب والتثقيف بالحزب، الذي سمحت وزارة الثقافة، بتوجيهات عليا، بإقامة حفل خطبته في قصر "محمد علي" بشبرا الخيمة.. ذلك القصر الذي تكلف ترميمه مئات الملايين من أموال المصريين الغلابة المحرومين من دخوله!

مبارك وفرينته وحسني يفتتحون قصر الوالي محمد علي
وقبل أن يفيق جمال مبارك من الفضائح التي تتفجر تحت قدميه بسبب سوء تصرفات "ركاب بسكليتة السياسات"، عاجلنا هو بفضيحة أخري من العيار الثقيل!لقد ضُبط متلبسا، وهو يتسلل إلي البيت الأبيض!قالت مراسلة قناة "الجزيرة" الفضائية في واشنطن: إنها شاهدت مبارك الابن وهو يدخل البيت الأبيض بصحبة السفير نبيل فهمي، لكنهما رفضا الإجابة عن أسئلتها".وسرعان ما تأكد الخبر، وقال متحدث باسم البيت الأبيض: إن جمال التقي بوش وتشيني!المخزي أن الزيارة جاءت بعد يوم واحد من انتهاكات تعرض لها المتظاهرون ضد التوريث في القاهرة.. أما الكارثة، أن "الزيارة السرية" ذكرت أهالي المحروسة بزيارة أخري.. سجل وقائعها الصحفي الأمريكي "بوب وود وورد" في كتابه "خطة هجوم".. وسرد خلاله تفاصيل خطيرة عن دور مبارك ونجله في ترتيبات العدوان الأمريكي علي العراق.يقول "وود وورد" في كتابه: "أرسل مبارك ابنه (جمال) إلي واشـنطن لتزويدها بمعلومات زائفة يخبر فيها الإدارة أن العراق يمتلك أسـلحة الدمار الشامل.. وقد حمل (جمال مبارك) تلك المعلومات بصورة شخصية وسرية، وقدمها إلي الرئيس الأمريكي جورج بوش مباشرة".

أبناء بوش يملأون المنطقة
ولم يمر عام 2006 قبل أن يكشف لنا طرفا من أخلاق الوريث الذي يتردد أنه درس ملف "الأعمال القذرة" في حزب العمال البريطاني، فقد يكون من المفيد تطبيقه في القاهرة.غير أن "سهام الشر" لم تصب رموز المعارضة فقط عبر تلفيق التهم والفضائح، وتنفيذ أحكام بالسجن، بل وصل الأمر لهجوم غير آدمي، وغير أخلاقي علي د. هالة مصطفي عضو لجنة السياسات عبر صفحات جريدة ملاكي تابعة لـ "بسكليتة السياسات"، عندما لوحت بالاستقالة اعتراضا علي بطء خطوات الإصلاح.ووصل الهجوم ذروته في حالة د. أسامة الغزالي حرب الذي داهمته نوبة صحيان، واستفاق من أوهام "اللجنة"، ووصفها بـ "مجرد مكلمة.. تسيطر عليها الشللية".كل ما سبق في كفة، والمعجزة الكبري التي حدثت قرب نهاية العام، يمكن وضعها في كفة أخري.. صحيح أن لجنة السياسات مجرد مكلمة، وأثبتت فشلا ذريعا في تحقيق أي إصلاح اقتصادي أو سياسي ملموس، كما أن "حكومة الحزب" منيت بالفشل مثل "حزب الحكومة"، لكن أن تتاح لجمال مبارك أكثر من فرصة للظهور التليفزيوني علي الناس، ويبددها جميعا، ويخرج من كل برنامج بحصيلة أكبر من كراهية الناس ونفورهم.. فهذا ما يستحق عليه لقب "الفاشل" بكل جدارة.

ليه أنا فاشل..فاشل..فاشللللللل

لقد وفر له جهاز الدولة المندمج في "الحِزن الوطني" فرصة عظيمة لاكتساب شعبية في الشارع المصري عبر القنوات الأرضية، ومع ذلك جاء ظهوره منفرا.. كئيبا.قال عنه الإعلامي الشهير حمدي قنديل للزميلة (المصري اليوم): "بحكم درايتي وخبرتي بفنون العمل الإعلامي، جمال مبارك شخصية تليفزيونية فاشلة جدا لا يتمتع بأي كاريزما ولا حضور ولا قبول.. لقد جري الترتيب بعناية لظهوره في البرامج واللقاءات التلفزيونية، الأمر الذي لا يسهم في التواصل بينه وبين الناس.. كما أن تفاصيل وجهه قاسية وجامدة. وهذا (التجهم الدائم) لا يعد دليلا علي الرصانة، وإنما هو تعبير عن العزلة والبعد عن الناس".ويضيف قنديل: "إن النغمة "السلطوية" في صوت جمال أثناء التعبير عن نفسه لا توحي بثقة في النفس، إنما توحي بـ "الغرور" والاستناد إلي السلطة".انتهي كلام الإعلامي الأشهر، ولم يجانبه الصواب فيما قال، لكن مشكلة القبول الجماهيري لـ"جمال مبارك" تبدو مستعصية علي الحل!



Labels:

2 Comments:

At 7:52 PM, Blogger mero73 said...

In fact, my brother, this status is supposed to be aimed at the other to go and the first in this country is a failed system of government, both internally and Aujargia Thank you for this information, which concealed us also failed to let us know

 
At 7:53 PM, Blogger mero73 said...

In fact, my brother, this status is supposed to be aimed at the other to go and the first in this country is a failed system of government, both internally and Aujargia Thank you for this information, which concealed us also failed to let us know

 

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker