Tuesday, January 02, 2007

الطريق إلي أم الرشراش..



..معركة مصرية -"إسرائيلية" علي هوية "إيلات"



• أثار مشروع صهيوني يستهدف شق قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت معركة مصرية ـ (إسرائيلية) علي هوية مدينة أم الرشراش (إيلات) التي يطالب المصريون باستعادتها من قبضة الاحتلال (الإسرائيلي). وكانت البداية تحت قبة البرلمان، قبل أن تنتقل المعركة إلي الصحافة الصهيونية التي أعربت عن خشيتها أن يبدأ المصريون بأم الرشراش
وتصل المطالب إلي استعادة "تل أبيب" التي أقيمت علي أنقاض قرية عربية كانت تعرف قبل عام (48) باسم "الشـَّيخُ مُوَنِّس".


البداية في مجلس الشعب، عندما انفجرت عاصفة من الجدل والغضب بين صفوف نواب المعارضة والحكومة نتيجة مزاعم مسؤول بوزارة الخارجية بأن مدينة أم "الرشراش المحتلة" فلسطينية، وليست مصرية. وأضاف مساعد وزير الخارجية للشئون القانونية السفير عبد العزيز سيف النصر أن حدود مصر الدولية مع (إسرائيل) حددتها معاهدة السلام الموقعة بين البلدين عام 1979، وأن الحدود المثبتة هي الحدود المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، وبالتالي فإن (إيلات) لم تكن داخل الحدود المصرية. وكشف "عبدالعزيز" أن المشروع الصهيوني الذي يسمي بالقناة البحرية بين البحر الميت وخليج العقبة في البحر الأحمر هي فكرة تدرس بين ثلاثة أطراف: "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية والأردن!

ورفض نواب المعارضة تلك التصريحات، وطالبوا بفتح الملف من جديد وتكليف لجنة قانونية للتحقيق في القضية. خاصة أنه موقف جديد تتبناه الحكومة، في الوقت الذي استعيدت فيه تصريحات سابقة للدكتور "أسامة الباز"، أكد فيها علي "مصرية" أمر الرشراش، وقال: "أن قضية "أم الرشراش" أو ميناء إيلات (الإسرائيلي) حاليا، يمكن أن تحل من خلال اتباع نموذج الإجراءات القانونية في قضية طابا". علاوة علي مواقف سابقة للخارجية المصرية تؤكد "مصرية" المدينة المحتلة، وأنها ستعود يوما لمصر.
وفي المقابل، شنت الصحف الصهيونية هجوما عنيفا علي مصر. وتابعت "يديعوت أحرونوت" تفاصيل الاجتماع بمجلس الشعب، ساخرة من المطالب المصرية باستعادة أمر الرشراش. أما موقع "نيوز فرست كلاس" الاخباري، فقد نشر مقالا هجوميا ضد المطالب المصرية المشروعة، وقع عليه الكاتب "جوري جروسمان"، بعنوان: "والآن يطالبونا بالانسحاب من إيلات". ادعي فيه أن مصر غاضبة بسبب مشروع قناة البحرين الذي سيؤثر بالسلب علي إيرادات قناة السويس. لذلك بدأت تختلق المشكلات بعد أن حصلت علي آخر "حبة تراب" من أراضيها في طابا عقب توقيع اتفاقية السلام 1979. والآن تسعي الحكومة المصرية لتحطيم مشروع "قناة البحرين" عبر "الادعاء" بأن (إيلات) مدينة فلسطينية. فيما اتفقت قوي المعارضة علي أنها مدينة مصرية محتلة. ويتساءل الكاتب المتطرف: "إذا كان البرلمان المصري أجمع علي أن (إيلات) اسمها الحقيقي (أم الرشراش)..فما المانع أن يتذكروا في المستقبل أن "تل أبيب" هي(كفر الشـَّيخُ مُوَنِّس).


ونواصل عرض أجزاء من المقال لخطورته، إذ يقول الكاتب المتطرف: "لقد انسحبت (إسرائيل) من محور "فيلادلفي"، بعد أن سيطر علينا وهما، مفاده أن مصر ستوقف تهريب السلاح إلي "الجماعات الإرهابية" في غزة، ومازال التهريب مستمرا. وها قد تبين أن المصريين لا يعترفون بسيادة (إسرائيل) علي (إيلات) الواقعة داخل الخط الأخضر، في حدود ما بعد 1948". ويختتم "جروسمان" مقاله بتحذير حكومته من دفن رأسها في الرمال أمام رغبة العرب في إبادة "إسرائيل".
انتهي كلام الكاتب الصهيوني المتطرف الذي يناقض كل الحقائق التاريخية، خصوصا أن أم الرشراش أرض مصرية كما ورد في الوثائق الدولية. والحدود السياسية المصرية الفلسطينية ـ طبقا للفرمان العثماني الصادر في عام 1906 ـ يمسها خط أم الرشراش، و تقدر مساحتها بـ1500 كليومتر مربع. وقد احتلتها (إسرائيل) بالكامل غدرا، في مارس 1948، عقب قرار وقف إطلاق النار، مستغلة انسحاب الحامية الأردنية التي كانت تحت إمرة قائد إنجليزي. فانفتح الباب أمام العصابات الصهيونية لتنفيذ مخططها للحصول علي موطئ قدم، ومنفذ بحري علي البحر الأحمر.
وكان العقيد "إسحاق رابين" والذي أصبح رئيسا لوزراء الكيان الصهيوني، هو قائد عصابات الصهاينة المهاجمة لأم الرشراش. وقامت هذه العصابات بتقتيل جميع أفراد وضباط الشرطة المصرية في المدينة، وعددهم 350 شهيدا روت دماؤهم رمال أم الرشراش. بالرغم من أن "عصابات رابين"، دخلت المدينة دون طلقة رصاص واحدة، لالتزام قوة الشرطة المصرية بأوامر القيادة بوقف إطلاق النار.
وفور احتلال أم الرشراش، حققت (إسرائيل) هدفا حيويا من أهدافها، وغيرت اسمها إلي (إيلات) كما فعلت مع معظم المدن والقري العربية. ومن أبرز الأسباب التي دفعت الصهاينة لاختراق قرار الهدنة الموقع في جزيرة "رودوس"، أن احتلال أم الرشراش يقطع التواصل البري بين الدول العربية شرقي البحر الأحمر وغربه. وبذلك يصبح الممر البحري تحت السيطرة الصهيونية. بما يعنيه ذلك من آثار اقتصادية وعسكرية وسياسية.


واحتلت (إسرائيل) المدينة، بتواطؤ بريطاني حتي لا يصبح البحر الأحمر "بحيرة عربية"، بكل ما لهذا من تداعيات علي الاستراتيجيات العسكرية لحماية الحدود البحرية شديدة الامتداد لمصر والعربية السعودية والسودان واليمن. وكان المخطط القديم الذي يعاد طرحه اليوم، هو خلق بديل لقناة السويس بمشروع قناة أم الرشراش "إيلات" إلي البحر الميت.
وفي نفس السياق من غير المقبول أن يتماهي موقف الخارجية المصرية مع الموقف الصهيوني. خصوصا أن اتفاقية "كامب ديفيد" ليست مرجعية لترسيم الحدود الدولية بين مصر وفلسطين. كما أن المكتبات المصرية مكدسة بدراسات قانونية وجغرافية تثبت أن "أم الرشراش" قرية مصرية، كانت تدعي في الماضي (قرية الحجاج)، نظرا لأن الحجاج المصريين المتجهين إلي الجزيرة العربية كانوا يستريحون فيها، قبل مواصلة رحلتهم إلي مكة.


Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker