التطبيع بالرقص الشرقي في مهرجان إسرائيلي
لا يتوقع أكثر المتشائمين أن يكون «الرقص الشرقي» و«هز الوسط» آخر طريقة تتبعها (إسرائيل) لتنشيط التطبيع مع القاهرة، لكن يبدو أن كل شيء أصبح ممكنا في هذا السياق.
فقد نشرت «يديعوت أحرونوت» العبرية أن تل أبيب ستعقد في الفترة من 18- 20 يناير القادم المهرجان السنوي للرقص الشرقي، بمشاركة راقصات من مصر، و(إسرائيل)، وتسع دول أخري. المهرجان يقام للسنة الثالثة علي التوالي، يعقد ورشات عمل، ويقدم عروض راقصة، وندوات لتقييم أداء الراقصات!! ويترأس المهرجان راقصتان (إسرائيليتان)، «أوريت مفتسير»، و«ياعيل موآب»، ويشارك فيه (500) راقصة من مختلف دول العالم، وتعتبره تل أبيب فرصة ذهبية لتنشيط قطاع السياحة. وبالفعل بدأت وزارة السياحة الترويج للمهرجان في خطتها الدعائية، وجاء في دعوة المهرجان، أنه سيتضمن إقامة سوق سياحي شرقي يسمي «خان الخليلي» علي اسم سوق «البازارات» الشهير بحي الحسين. وتباع فيه الحلي والمجوهرات وبذلات الرقص، وأغاني أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش، بالاضافة إلي خيمة بدوية تقدم «الشيشة» والمشروبات الكحولية!!
الراقصة الإسرائيلية أوريت مفتسير
المثير للدهشة أن صحيفة «معاريف» ادعت في تقرير لها، أن الرقص الشرقي «فن يهودي» وأن اهتمام اليهوديات في الفترة الأخيرة بالرقص الشرقي ليس حديثا. وأنه تراث مشترك بين «اليهود» والمصريين من شأنه أن يبني جسور السلام بين مصر و(إسرائيل)، من خلال إقامة مسابقات في الرقص الشرقي بين القاهرة وتل أبيب. وبالرغم من ذلك، أشار نفس التقرير في معاريف، إلي علاقة عميلات الموساد بالرقص الشرقي حيث استخدم الموساد بعض اليهوديات المحترفات الرقص الشرقي في مهام للتجسس علي الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا. واحدة من هؤلاء الراقصات تم تجنيدها من قبل الموساد للكشف عن ثروات وأموال العرب وأرصدتهم بالبنوك. وسرعان ما انتهت مهمتها بعد أن كشفتها «صحيفة سورية». واضطرت للعودة إلي (إسرائيل) لتفتح مدرسة تعلم فيها دروس الرقص الشرقي علي الطريقة المصرية. أما «يديعوت أحرونوت» فقد نشرت دراسة أعدتها «شعبة التراث» بمركز الأبحاث التابع لجامعة تل أبيب، نوهت لإقبال الفتيات (الإسرائيليات) علي تعلم الرقص الشرقي علي الطريقة المصرية. وأشارت إحصائية مرفقة بها إلي وجود نحو (90) مدرسة لتعليم الرقص الشرقي في (إسرائيل).
ذلك بالرغم من معارضة اليهود المتدينين للفكرة. فقد أفتي الحاخام اليهودي «موشي عامي» بحرمة ممارسة الفتاة اليهودية لمهنة الرقص،حتي ولو كانت ترتدي كامل ثيابها، وترقص أمام جمهور من النساء. وجاءت الفتوي بعد أن وجهت بعض الشابات اليهوديات سؤالا عبر موقع جماعة دينية يهودية للحاخام يقول: هل تسمح الشريعة اليهودية بالرقص الشرقي علي أنغام الموسيقي العربية أمام جمهور من الإناث وبكامل الثياب؟ وجاء رد الحاخام «عامي» مخيبا لآمال الفتيات، بحسب صحيفة «يديعوت»، حيث قال: إن الرقص الشرقي جاء من ثقافات متخلفة ومنحطة، وأن حركات الجسم تجعله يبدو رخيصا وتكشف أجزاءه المحتشمة. وقال: إنه حتي لو كانت الراقصة بكامل ثيابها وتقوم بالرقص أمام جمهور من النساء فان الشريعة اليهودية لا تسمح بذلك.
الحاخام ليس له علاقة بالرقص الشرقي
ويذكر أن أكثر من (30) مهرجانا للرقص الشرقي يقام سنويا في أكثر من دولة علي مستوي العالم. ويحرص المسئولون عن تلك المهرجانات علي استدعاء «مندوبات مصريات» ليكونوا ضمن لجان التحكيم من بينهن راقصات مصريات شهيرات مثل نجوي فؤاد ولوسي ودينا. والمثير للدهشة أن منظمة المهرجان، وتدعي «أوريت مفتسير».. خصصت موقعا باسمها علي شبكة الإنترنت باللغات العربية والعبرية، تصدح منه أغاني أم كلثوم وليلي مراد. ويضم صورا، ومقالات ومقاطع فيديو لعروض أدتها «مفتسير». وفي تعريفها بنفسها، علي الموقع، تقول إنها: «وتزور أوريت القاهرة من أجل ممارسة الحضارة العربية لكي تحسها.. وتتعمق في معرفتها وفهمها..وتتعلم أصول الموسيقي العربية والرقص الشرقي، واجتمعت في نطاق زياراتها المختلفة للقاهرة بأكبر راقصات في مصر وأشهرها وقابلت فيفي عبده ودينا ولوسي ورندا كامل وديانا ومادام رقية حسن وسماسم وهشام ومني صالح التي ترقص في نطاق فرقة رضا المشهورة وتحترم أوريت هذه الراقصات وتعزها وتدرس عندها في الكثير من الأحيان»!! ويكشف موقع المهرجان أن راقصات (إسرائيليات) شاركن العام الماضي في مهرجان الرقص الشرقي الذي أقيم بأحد فنادق القاهرة. ويضم صورا لهن مع راقصات مصريات، والراقص المصري الشهير محمود رضا.
كتب: يوسف المصرى
Labels: politics
0 Comments:
Post a Comment
<< Home