Saturday, June 02, 2007

"العمل الإسرائيلي"..يغرق..يغرق..يغرق




في ظرف سبعة سنوات، تولى رئاسة حزب العمل سبعة رؤساء..باراك، شمعون بيريس، بورج، بن أليعيزر، متسناع، عامير بيريتس. أفرهام بورج تولى رئاسة الحزب لمدة 48 ساعة فقط!! حزب العمل وريث المباي الذي ينسب له إقامة الكيان الصهيوني، والسيطرة على مقاليد الحكم فيه حتى 1977..صار عجوزا مترهلا في الساحة السياسية الإسرائيلية..قاده التخبط إلى درجة عدم اكتراث الإعلام الإسرائيلي بالانتخابات الداخلية التي تدور داخل أروقته هذه الأيام!!
وتقدم صحيفة هآارتس خمسة أسباب لفشل حزب العمل في التأثير على جمهور الناخبين، ومن ثم جذب اهتمام وسائل الإعلام. السبب الأول أن "العمل" صار يغير رئيسه مرة كل عام تقريبا. ينصبون رئيسا جديدا، ويقطعون رأس زعيم سابق..وعلى هذا النحو بات الحزب منهكا، منقسما على نفسه..يأكل رؤسائه وقياداته.
وحتى في الانتخابات التي تدور حاليا سيختار الأعضاء فلان أو علان..باراك أو أيالون..وبالتزامن مع إعلان الانتصار سيبدأ العد التنازلي لإزاحة الرئيس المؤقت الذي سيعمل في ظل شروط غير طبيعية..ومن ثم على أعضاء حزب العمل الاستعداد للانتخابات الداخلية القادمة!
السبب الثاني أن حزب العمل الذي بدا كبيرا ومسيطرا، صار يرضى بالقليل. وهو أمر مدمر في العمل السياسي، ففي السنوات الأخيرة ارتضى "العمل" أن يصبح العجلة الثانية في الحكم، إن لم يكن العجلة رقم خمسة في السيارة الحكومية. لذلك لا يسأل أحد من سيكون الرئيس القادم لحزب العمل؟ لأن الصياغة الصحيحة للسؤال هي: من الذي سيجلس على يمين بنيامين نتانياهو في الحكومة الإسرائيلية المقبلة؟
السبب الثالث: من الصعب الوقوف على سمات تميز بين مرشح وآخر. فالمرشحان باراك وأيالون أفكارهما هلامية. وليت الأمر يقتصر على الأيديولوجية المشوشة، أو الاستراتيجية الغائبة، بل أن التكتيكات المتبعة أصبحت لغزا يستحيل فك شفرته. فلا يعرف الناخبون كيف سيتصرف الحزب خلال العام القادم أو العام الذي سيليه. هل سينسحب من الحكومة فورا، هل سيستمر في الائتلاف مع أولمرت، هل سيصر على وزارة المالية أم سيتنازل عنها؟ أسئلة كثيرة ظلت بلا إجابة..وحزب فقد قيمته، وأهميته وتأثيره عندما فقد بوصلة القيادة!!
السبب الرابع: أن أحد المرشحين "باراك" يطلب فرصة ثانية على حساب الجمهور. في المرة الأولى ورط إسرائيل في آتون الانتفاضة..وهرب ليحصد ثروة طائلة بوصفه خبيرا في الشئون السياسية والأمنية والاستراتيجة..ألقى المحاضرات في عواصم الغرب، واستلم الشيكات الفائضة بالدولارات..ثم عاد يجرب حظه مرة أخرى. والمرشح الثاني بلا سابق تجربة، مما يزيد الخوف من تكرار نفس الأخطاء التي دفع الحزب ثمنها على يدي عميرام متسناع، وعامير بيريتس وغيرهما.
السبب الخامس:يتمثل في أن نتائج هذه الانتخابات لا يمكن أن تنبؤ بحقيقة موقف الجماهير الإسرائيلية في الحزب في الانتخابات العامة القادمة. ففي الانتخابات الداخلية سيكون الحسم في أيدي أعضاء حزب العمل من سكان الكيبوتسات، وعرب 48 الذين انتسبوا للحزب. وهذين القطاعين غير مؤثرين في الانتخابات العامة بسبب قلة أعدادهما بالنسبة للشرائح الأخرى من الجمهور..ولا يبقى لحزب العمل سوى أن يواصل الغرق وفقدان المقاعد لصالح الأحزاب الصغيرة والتكتلات السياسية الناشئة في إسرائيل!!

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker