من خرج من داره اتقل مقداره..واللي يسافر إسرائيل يستحق اللي يجرى له
التطبيع أخرته مهانة و"مرمطة" وقلة قيمة. هذه هي النتيجة التي توصل لها ستة ستة من كبار رجال الأعمال المصريين، لذلك قرروا وقف رحلاتهم لإسرائيل، لتلافي الاهانات التي تلحق بهم في المطارات والمنافذ الحدودية الإسرائيلية. وتشتمل هذه الاهانات على قيام الضباط الصهاينة بتفتيشهم ذاتيا كالمجرمين.. واحتجازهم لعدة ساعات داخل المطارات الإسرائيلية، علاوة على التعنيف والاستجوابات المنهكة.
فضيحة رجال "بيزنس التطبيع" بجلاجل، وكشفتها يديعوت أحرونوت، هذا الأسبوع، مستخدمة تعبيرات موحية مثل "مرمطة"، و"ركنهم في المطار"، و"الاهانات البالغة". وقد ظهرت تفاصيل الفضيحة عندما أعلن ستة من كبار كبار رجال الأعمال بمصر، الذين يملكون مشروعات اقتصادية ضخمة في إسرائيل، يقدر حجمها بحوالي 100 مليون دولار تعليق زيارتهم لتل أبيب بسبب "مرمطتهم" في المطارات الإسرائيلية.
"داني روشين" حول، بدوره، الخطاب للسفير الإسرائيلي بالقاهرة، شالوم كوهين، وأرفق به ورقة مكتوب فيها أن ما يفعله الضباط الإسرائيليون مع رجال الأعمال ينسف فرص السلام. خاصة وأن رجال الأعمال المصريين لا يسافرون إلى تل أبيب، إلا بعد الحصول على تأشيرة من السفارة الإسرائيلية، وبعد التنسيق مع القنصلية المصرية في تل أبيب، ومع ذلك يتم احتجازهم في إسرائيل لمدد لا تقل عن عشر ساعات.
هذه المرة لم تكشف الصحف الإسرائيلية عن أسماء المطبعين، لكن الجدير بالذكر أن هذه المدونة، كشفت من قبل، أن رجال أعمال مصريين سبق لهم الشكوى من نفس المعاملة المهينة، وفي مقدمتهم رجل الأعمال بمجال النسيج فؤاد ثابت عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني، والمجلس القومي للمرأة. ونشروا شكوتهم، وقتها، بـ"هآارتس" بعد أن "ذنبهم" الضباط الصهاينة لعدة ساعات على أرجلهم داخل المطار، دون أكل أو شرب، أو مقاعد. وحقق معهم الشاباك (المخابرات الإسرائيلية) وطلب من البعض معرفة أسماء أمهاتهم. وفتشوهم ذاتيا. وكان رجال بيزنس التطبيع التابعين للجنة السياسات، قد سافروا، وقتها، للمشاركة في مؤتمر اقتصادي. وبدأت الاهانة في القاهرة، عندما طلبت منهم السفارة الخضوع لتحقيقات، وتعبئة كومة استمارات تطلب منهم معلومات شخصية جدا، أغربها تحديد الاسم الكامل لأمهاتهم، وخالاتهم وعماتهم!!
وصارت فضيحة المطبعين "بجلاجل" في إسرائيل بعد أن نشرت "هاارتس" التفاصيل في عددها الأسبوعي، وكذلك موقع الغرفة التجارية الإسرائيلية. واتضح أن رئيس وفد التطبيع وهو عضو لجنة السياسات، المهندس فؤاد عبد الرحمن ثابت، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة ببورسعيد.
الطريف، أيضا، أنه رغم كل هذه المتاعب والاهانات، تصر سلطة الموانئ والمطارات الإسرائيلية على أن ما يحدث للقادمين من مصر هو إجراءات أمنية لا بد منها سواء كانوا رجال أعمال أو غير ذلك. "لماذا يغضبون، لدينا احتياطات أمن، ولا مناص من تنفيذ كل الطلبات، والإجابة على كل الأسئلة".
ردود السلطات الإسرائيلية تثبت المثل السائر "من خرج من داره قل مقداره..واللي" يسافر إسرائيل يستحق "اللي" يجرى له..وأقل ما يجري اختبار "امتهان للكرامة" يضع أسئلته ضباط الشاباك. وأول سؤال إجباري: "اسم أمك إيه؟!!".
Labels: politics