Saturday, May 05, 2007

هل تكون القاهرة محطة عزمي بشارة القادمة

واصل طه في حوار مع الكرامة


التجمع الوطني الديمقراطي شوكة في حلق إسرائيل







• مدهش هو حزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة المفكر العربي عزمي بشارة.. تجربة عربية فريدة من نوعها.. حزب قومي ديمقراطي..صلب في إيمانه بالحقوق العربية. لكنه يعمل داخل الإطار السياسي "الإسرائيلي"، ولديه ثلاثة نواب في الكنيست!! يؤكد أنصاره دائما أنهم أصحاب الأرض الأصليون، لذلك اختاروا الطريق الصعب، لم يمضوا علي درب غالب مجادلة، وصالح طريف اللذين انضما للأحزاب الصهيونية، متوسلين مناصب الدرجة الثالثة، مقابل تجميل وجه (إسرائيل) القبيح. رئيس حزبهم د. عزمي بشارة خرج من وطنه هاربا من عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد، والتهمة مشرفة مساعدة حزب الله أثناء العدوان الصهيوني علي لبنان. جاء عزمي إلي القاهرة، ولحق به وفد من أعضاء التجمع. قدم عزمي استقالته في سفارة العدو الصهيوني، ألقي بها في وجه كوهين معلنا بداية مرحلة جديدة للنضال ضد العنصرية (الإسرائيلية) اختفي عزمي عن الأنظار، حياته في خطر، الاحتياطات الأمنية وصلت حدها الأقصي. فذهبنا إلي رفاقه من التجمع نستوضح أبعاد القضية، وتوقعاتهم للمرحلة القادمة. في أحد فنادق القاهرة التقينا الناشط الناصري واصل طه، عضو الكنيست ورفيق بشارة. حاول الرجل أن يبدو مطمئنا واثقا، وإن كان يخشي علي مصير د. عزمي، يخشي من رصاصة صهيونية، أو عملية اختطاف قسرية. لا أحد يعلم بالضبط ماذا تفعل (إسرائيل)، وهي ما زالت تدمي من الهزيمة المدوية في بنت جبيل وعيتا الشعب ومارون الراس.



في البدء كان السؤال ، أنتم رافضون للاحتلال الإسرائيلي، ولا تعترفون في المحصلة النهائية بدولة (إسرائيل)، كيف تترشحون إذن لانتخابات الكنيست؟

- الحقيقة أننا مضطرون بشكل معين لهذا الترشح، فالنائب في الكنيست يمثل مصالح الناخبين ومواقفهم السياسية من خلال عمله البرلماني، وهذه إحدي الرسائل التي نحملها، وهي أن نرفع صوت الجماهير العربية المضطهدة في أعلي هيئة برلمانية في (إسرائيل)، لنقول للآخر أننا هنا موجودون. أنت احتللت الأرض وفرضت علينا هوية (إسرائيلية)، لكننا مازلنا عربا، وجئنا إلي قاعة الكنيست لنذكرك أن فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض كما تزعم المقولة الصهيونية.

دخلتم الكنيست، وأمضي د. عزمي 11 سنة داخل جدرانه، ما الجديد، وما سر هذه الهجمة الشرسة ضده؟

ــ منذ أسسنا التجمع، كان لخطاب د. عزمي في البرلمان دور في تغيير مستوي التمثيل العربي، وطرح القضايا العربية بالشكل الذي يخدم هذه الأقلية. وكان له إنجازات في هذا سوف تسجل في تقييم عمله البرلماني. ومنذ اليوم الأول لتشكيل التجمع الذي مثل رأس الحربة في مواجهة يهودية الدولة وصهيونيتها، أصبح الحزب مصدر إزعاج للدولة الصهيونية، وشوكة في حلق (إسرائيل). لذلك حاولت التضييق عليه من خلال شطب التجمع. وهناك الآن قضية أمام المحكمة العليا تقدمت بها دوائر إسرائيلية تطالب بذلك لأن هذا الحزب بخطابه وممثليه معادون للدولة ويهوديتها، ويشكلون خطرا عليها.

كيف يشكل حزبا خرج من رحم الأقلية، ولديه تمثيل محدود في الكنيست خطرا علي (إسرائيل)؟

- نحن في التجمع نطرح منذ اليوم الأول مفهوم دولة المواطنين، ويهدف هذا المفهوم إلي تنزيل الصبغة اليهودية عن الدولة، لأننا نعتقد أن اليهودية والديمقراطية متوازيان لا يلتقيان. وهناك تناقض كبير بين القيم الديمقراطية والقيم اليهودية التي ترتكز علي مفاهيم بعيدة كل البعد عنا كأقلية، وكفلسطينيين أولا وأخيرا، فنحن لا نستطيع أن نغير جلدتنا حتي نصبح مواطنين في دولة اليهود. ونحن السكان الأصليين ولن نقبل أن يفرض علينا النموذج الدخيل قيمه ومفاهيمه. لذلك يرتكز طرحنا دولة المواطنين، علي فكرة المواطنة الكاملة لما في ذلك من كشف للعنصرية الإسرائيلية. وأحب أن أقول إن هذا ما يزعج (إسرائيل)، ومع ذلك، وعلي الرغم من تلفيق التهم الأمنية الخطيرة للدكتور عزمي، فإننا لن نتراجع عن خطنا، وسنستمر في النضال من أجل تطبيق مبادئ الحزب.

هذا الكلام معروف عن الحزب منذ نشأته، ما الجديد لديكم لكي تقدم (إسرائيل) علي هذه الهجمة الشرسة؟

- لقد فكرنا وما زلنا نفكر في رفع قضايانا أمام أعلي الهيئات الدولية، إذا استمر التمييز العنصري بهذا الشكل ضدنا. وقد أيقنت (إسرائيل) أننا نقصد ذلك فعلا. فقد سبق وشاركنا في شكوي أمام محكمة لاهاي الدولية ضد الجدار العنصري الذي يفصل مدنا وقري عن بعضها البعض، وطلاباً عن مدارسهم، ومرضي عن مستشفياتهم، وعمالاً عن مشاغلهم، وفلاحين عن أراضيهم. ونشط الدكتور عزمي بشدة في هذه القضية، وقد صدر قرار المحكمة، وأدان (إسرائيل)، وطالبها برد ما استولت عليه من أراضي فلسطينية محتلة واعتبر أن كل تغيير في معالم هذه الأراضي المحتلة يتناقض مع القوانين والمواثيق الدولية. وقد أدي هذا النشاط إلي إزعاج (إسرائيل). والأهم أنه أقنع المواطنين العرب أن قضاياهم يجب أن ترفع للمؤسسات الدولية. وقد قررنا في التجمع أن نتبني هذا الاتجاه، وندعمه بطرح قضايانا أمام الجامعة العربية أيضا لتعرف حجم الظلم الذي يقع علي أبنائها داخل (إسرائيل).



واصل طه


اسمح لنا، لكن هل أثر هذا الخطاب فعلاً في جماهير عرب 48، هل يمكن اعتبارهم الآن شوكة في حلق (إسرائيل)؟
- من المفيد الإشارة إلي أن الدكتور عزمي هو رأس حربة حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو صاحب الخطاب السياسي المهيمن في الوسط العربي علي مختلف شرائحه من عمال وفلاحين، ومثقفين وطلاب. فجميع الأهل في الداخل يتحدثون اليوم بهذا الخطاب في مواجهة المؤسسة السياسية، ومن هنا سلطت الأضواء من قبل المؤسسة (الإسرائيلية) علي نشاط التجمع عامة، والدكتور عزمي خاصة. وقد حاولوا في السنوات الأخيرة أكثر من مرة نزع حصانته، ومحاكمته بتهم دستورية، لكنهم فشلوا. اتهمهوه بالتحريض علي العنف أي أنه يدعم المقاومة، ويقول أنها ليست حقاً بل واجباً. وفشلوا أيضا في المحاكم بهذا الخصوص.

إذن ننتقل للتهم الأمنية، من المؤكد أن لديك معلومات خاصة عن طبيعة لاتهامات الموجهة للدكتور عزمي؟

- الحقيقة أنها تهم أمنية ملفقة وخطيرة للغاية، ومفادها مساعدة (العدو) وقت الحرب أي لبنان- حزب الله. وإدخال أموال متجاوزا بذلك قانون تمويل (الإرهاب)، وقانون غسيل الأموال، والاتصال بعناصر تعتبرها الدولة الصهيونية معادية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها عناصر مدنية وسياسية من صحفيين وسياسيين يعملون علي الساحة اللبنانية, وهناك تهم أخري، وهي زيارة دول معادية (سوريا ولبنان). فقد زار الدكتور عزمي، وجمال زحالقة وأنا سوريا ولبنان بعد الحرب الأخيرة، وتجولنا في بيروت والضاحية متضامنين مع الشعب اللبناني الذي تعرض لأبشع جريمة ارتكبتها إسرائيل في السنوات الأخيرة. وقلنا هناك بشكل واضح أننا شهود عيان علي جرائم (إسرائيل) بحق الشعب العربي اللبناني، وصرحنا أكثر من مرة داخل الكنيست أننا ضد العدوان علي لبنان، وضد السياسة (الإسرائيلية) البربرية ضد شعوبنا العربية. وهذه المواقف المبدئية هي التي دفعت (إسرائيل) للإسراع بتلفيق التهم للدكتور عزمي، متصورة أنها ستضع حدا له.ونعتقد أن (إسرائيل) في طريقها للتصعيد في هذه القضية، وضد التجمع ومؤسساته.

هل يتم شطب التجمع ومنعه من المشاركة في الانتخابات القادمة؟

- لا نستبعد أن تبدأ المعركة ضد التجمع في وقت لاحق، خاصة قبيل الانتخابات، لكن (إسرائيل) تعي أن إخراج التجمع وحله اليوم يعني فضيحة دولية لها، ولديمقراطيتها. وباعتقادي أنهم لن يقعوا في هذا الفخ. لكنهم سيحضرون لشطب التجمع في الانتخابات بعد القادمة.


أين المستقر..خرج الدكتور عزمي من مسقط رأسه تعتقد أين سيقيم في الفترة القادمة، هل تكون القاهرة محطته القادمة؟

- اتخذ الدكتور عزمي قرار الاستقالة لكنه لن يتحول للاجئ أبدي، سيعود، لكن بعدما ينتهي من ارتباطاته، وأجندة أعماله المزدحمة. وحتي عودته سيحاول إثراء الفكر القومي الديمقراطي من خلال محاضراته ومقالاته وكتبه. والمؤتمرات التي يدعي إليها. أما بالنسبة لمحل الإقامة فقد وجهت إليه دعوات كثيرة، وأظن أنه مرحب به في جميع الدول العربية. وهو يعتقد أن الوطن العربي كله وطنه. وحتي الآن لم يقرر أين يقيم بصفة منتظمة. ولعل ذلك أفضل نظرا للاحتياطات الأمنية والخوف علي حياته.

..القاهرة محطته القادمة؟

- القاهرة في نظر د. عزمي، ونظرنا مكان مهم جدا من كافة النواحي، وحضوره فيها سيكون مستمراً لأهمية الدور الذي يلعبه هذا البلد عربيا وعالميا.

استقال د. عزمي من الكنيست، واستقر الاختيار علي المحامي سعيد نفاع، أكبر الرافضين لإجبار الدروز علي أداء الخدمة العسكرية..أنتم في الطريق لمواجهة جديدة؟

- الأستاذ المحامي سعيد نفاع من الشخصيات القومية العروبية الوطنية. وهو يناضل منذ نعومة أظافره من أجل عروبة بني معروف الذين تعرضوا منذ عام 48 لمحاولات سلخهم عن عروبتهم وثقافتهم. وكان من أوائل الرافضين للخدمة العسكرية، وأمضي عقوبة السجن لمدة 3 سنوات. وبعد خروجه ترأس لجنة المبادرة الدرزية ضد التجنيد حتي حط به المقام في التجمع الوطني الديمقراطي، وانتخب كأحد قيادات هذه الحركة الوطنية، وعضوا بمكتبها السياسي. والجدير بالذكر أنه مشهور بمواقفه الوطنية لدي جماهيرنا كلها، وسيكون له دور فاعل معنا في قيادة التجمع.


محمد عبود
:إقرأ أيضا

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker