أخي أحمد
كان المخَيمَّ جسم أحمدْ..كانت دمشق جفون أحمد..كان الحجاز ظلال أحمد..صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين الأسيرة. كم أفتقدك يا صديقي وأشتاق إليك. هاتفتني الأربعاء الماضي، وكأنك قصدت الوداع، لم أدرك. كنت متألقا كعادتك: "آه..محمد، شو أخبارك". بدا صوتك متعبا كليلا، أصررت أنها مجرد نزلة برد معتادة. وعدت أن نلتقي في يناير، نتجول في معرض الكتاب كعادتنا، ونٌعمر ليل القاهرة. فرحت بالوعد، وبدأت أحصى الساعات في انتظار "أحمد العربيُّ ". كم مرة تساءلت لماذا أحبك إلى هذه الدرجة، وأفتقدك دائما يا "أحمد". الآن فقط، وُلدت الإجابة من رحم الفراق. لقد كنت تجسيدا لفكرة السكان الأصليين. في كل مرارة يزداد إعجابي بمبدئيتك، وسعة ثقافتك، وصدقك، ونضالك ضد الكيان المفروض عليك. كنت كلما ارتويت من شعر درويش تذكرتك أنت بالذات. ووجدتني أردد مع "درويش": "وأحمد العربيُّ يصعد كي يرى حيفا..ويقفز. أحمد الآن رهينة..تركت شوارعها المدينة. وأتت إليه..لتقتله. ومن الخليج إلى المحيط، من المحيط إلى الخليج. كانوا يُعدُّون الجنازة..وانتخاب المقصلة".
محمد عبود
القاهرة
8/12/2006
0 Comments:
Post a Comment
<< Home