Thursday, September 14, 2006

دراسة الطب "عن بعد" بسبب الحصار الإسرائيلي


في غزة التعليم ليس كالماء والهواء


شيماء ناجي تبلغ من العمر 21 عاما، وتقيم في قطاع غزة..ورغم أنها تدرس في جامعة بيت لحم، إلا أنها لم تتمكن من دخول جامعتها مرة واحدة!! الغريب أن شيماء التحقت بكلية الطب لدراسة "العلاج الطبيعي" منذ 4 سنوات، لكن وزارة الدفاع الصهيونية تمنعها هي وزملائها من دخول الضفة الغربية بحجة أنهم "إرهابيين محتملين"!!
شيماء لديها أحلام إنسانية كبيرة، اختارت العلاج الطبيعي بالذات لأنها خدمة إنسانية مطلوبة في غزة بشدة..نتيجة الفظائع التي ارتكبها الاحتلال عبر سنوات الانتفاضة. لكن الفرصة المتاحة أمام شيماء لاستكمال دراستها هي السفر للضفة الغربية، لأن كليات غزة لا تدرس العلاج الطبيعي. وتعتبر مشكلة شيماء جزء من مشكلة أكبر تتسبب فيها وزارة الدفاع الصهيونية التي تمنع الطلاب وأهالي غزة من دخول الضفة الغربية منذ بداية 2000.
وبوجه عام ترتبط دراسة العلاج الطبيعي بالتدريبات العملية التي يمارسها الطلاب في قاعات الدراسة، لكن شيماء ناجي و9 طلاب آخرين من سكان غزة مضطرين "للتعلم عن بعد". في البداية حصلوا على دورات تدريبية في مستشفى "الوفاء" و"الجامعة الإسلامية" بغزة..ثم استقبلوا محاضرين نرويجيين لتدريبهم في غزة. ويقول "محمد العزايزة" زميل "شيماء" بالسنة الثالثة: "منذ تفاقمت الأوضاع الأمنية في القطاع..وتوالي التحذيرات الأمنية الصادرة عن السفارات..كف الأطباء الأجانب عن الحضور..وتوقفت العملية التعليمية بالنسبة لنا تماما"!!
وسافر بعض الطلبة إلى مصر للحصول على دورات تدريبية..لكن سرعان ماعادوا أدراجهم إلى القطاع..بسبب تكاليف الإقامة الباهظة في فنادق القاهرة..كما أن الدولة المصرية لا تساهم في حل أزماتهم. ومنذ عودتهم للقطاع حاولوا التغلب على مشكلة "المنع من السفر" بالاستماع للمحاضرات عبر نظام "الفيديو كونفرانس" لكن شيماء ناجي مازالت تعاني من مشكلات تقنية مع هذا النظام، وتقول: "لا نستطيع توجيه الأسئلة للأطباء المحاضرين، ونضطر لمراسلاتهم عبر البريد الإليكتروني"!!
الأسبوع الماضي بدأت رسميا السنة الدراسية الرابعة. محمد العزايزة (24 سنة) من دير البلح، يقول أنهم يتلقون المحاضرات داخل جامعة الأقصى بغزة. ويستكملون دراساتهم عبر الانترنت. ومع ذلك يواصل "الجيش الإسرائيلي" تنغيص حياتهم نتيجة انقطاع الكهرباء المستمر بعد أن قصفت طائرات الاباتشي محطة الكهرباء في يونيو الماضي.
"إسرائيل" تواصل حصارها وتدميرها المنهجي لقطاع غزة، فالمعروف أن العزايزة وشيماء وبقية زملائهم أمل غزة في المرحلة المقبلة. فهناك حاجة ماسة لأطباء علاج طبيعي: عدد المرضى الذين يعانون من مضاعفات تحتاج تدخل طبيب علاج طبيعي يصل لـ 24 ألف شخص نتيجة سياسة تكسير العظام الصهيونية وعمليات القصف العشوائي، وحوداث الطرق..ولا يوجد سوى طبيب واحد يقوم بالمهمة في القطاع بأكمله!!
شيماء والعزايزة و300 طالب فلسطيني آخر من كليات مختلفة يعانون من نفس المحنة. "إسرائيل" تمنعهم من السفر للضفة الغربية.. بدعوى أنهم حتى لو كانوا طلاب ذاهبين للدراسة وليسوا "إرهابيين"..فهناك احتمال أن يتم تجنيدهم لتنفيذ أعمال إرهابية في المستقبل!! وعلى الجانب الآخر تبين أن تكاليف التعليم في مصر باهظة لا يستطيع الفلسطينيون تحملها، والسفارات الأجنبية تحذر رعاياها من المحاضرين الأجانب من مغبة الإقامة في القطاع.

محمد عبود

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker