انصر حالوتس ظالما أو مظلوما
..الطيار للطيار كالبنيان المرصوص
أصابتني «كريزة ضحك»..عندما أيقظوني في البيت لمشاهدة حلقة «العاشرة مساء» وكانت الساحرة «منى الشاذلي تناقش تقرير المجلس الأعلى للصحافة الذي يتهم جريدة الكرامة المصرية بالإساءة للرئيس. الطريف أن «التقرير» ركز في عدد من صفحاته على «مانشيت الكرامة»: «لعن الله قوما ولَوا أمورهم طيارا» وتعامل من أعدوا التقرير مع هذا المانشيت بطريقة «ولا تقربوا الصلاة»، فتجاهلوا العنوان التمهيدي: «صحف إسرائيل تبرر الهزيمة في لبنان»، وتجاهلوا نص المقال الذي يتناول شخصية «دان حالوتس» رئيس الأركان الإسرائيلي القادم من سلاح الطيران. ويقدم تحليلا، حول شخصية الطيار بوجه عام، وشفرة سلوكه إذا تولى مسئولية القيادة. واعتمدت في هذا المقال على تصريحات سابقة للرئيس مبارك بوصفه طيارا.. لكن يبدو أن «كتبة التقرير» تعاملوا مع المقال بطريقة محاكم التفتيش، وأخذوا يفتشون في النوايا.. وتوصلوا بعد جهد بسيط إلى نتيجة مفادها: طالما أن «الكرامة» جريدة معارضة.. فالمقصود هنا «الإساءة للرئيس».. ولعل ما أغضب «غلمان الرئيس» وجوه الشبه بين مبارك وحالوتس. وأبرزها أن شارون عيَن «حالوتس» في منصبه لأنه «موظف» يقول «نعم» دائما. وهو كلام قيل في تفسير اختيار السادات للطيار حسني مبارك نائبا دونا عن قادة أكتوبر العظام.. وجه الشبه الثاني أن الإسرائيليين تعلموا الحكمة بعد «25» يوما من المعارك في جنوب لبنان.. وعرفوا أن الهزيمة «قدر قوم ولَوا عليه طيارا»!! وأن هناك نوعين من الطيارين: الطيار المقاتل وهو شجاع، وطيار القاذفات وهو ميال بطبعه للضرب من بعيد والفرار.. ولسان حاله كما صرح مبارك محذرا من المواجهة مع إسرائيل: «لن أضع رأسي في فم الأسد»..وبالصدفة «مبارك وحالوتس» طيارا قاذفات!!
السمة الثالثة أن الطيار متردد بطيء في اتخاذ القرارات.. وهو ما قد يؤدي لكوارث على المستوى القومي.. كما أنه يعاني من فوبيا الحذر المزمن والتحسب من المجهول،
وكلها منظومة سمات يفضل «الطيار» أن يقنع نفسه بأنها «عقلانية»، ويخاف دائما مما يسميه «التهور» الذي قد يؤدي لنتيجة من اثنتين: الفشل أو النجاح. ويؤكد مبارك ذلك لـ «قناة العربية»: «إذا الطيار ارتجف مش راح ينفذ المهمة ومش راح يطلع في الطيارة، راح يخاف ويقعد على الأرض، فلازم الطيار يكون جريء جداً، ويقدر يقدّر الموقف ويقدر يأخذ القرار في الوقت المناسب». ومن المؤكد أن «دان حالوتس» وكذلك مبارك لم يسمعا هذا الكلام جيدا، لأن الطيارين يصابون بأمراض مهنة، وأبرزها ضعف في الأذن الوسطى، يُفقد التركيز، والقدرة على التواصل، وأحيانا يفقدهم حسن التقدير!!
هذه تصريحات الرئيس مبارك نفسه، ولم ندع عليه، ولا أعتقد أنني، أو القارئ الكريم، يمكن أن نشكك -لا سمح الله- في تصريحات «الرئيس مبارك». ولهذا لا أجد تفسيرا لغضب الرئيس و»غلمانه».
وما أدهشني حقا أن يطالب الأستاذ جلال دويدار «نقابة الصحفيين» بالتحقيق في الموضوع. وأتساءل بما أن الموضوع لا يمس «مبارك». فبأي صفة سيحرك «الرئيس» القضية. أم أن «الرئيس» غاضب بسبب التعرض لزميله «دان حالوتس».. ويظن أن «الطيار للطيار كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا». وإذا أخطأ «الرئيس» في التقدير.. وقرر أن ينصر «حالوتس» ظالما أو مظلوما. فما الذي يورط المجلس الأعلى للصحافة في الدفاع عن المجرم «حالوتس» سفاح قانا..وكل ما أخشاه أن يوعز الرئيس لزميله حالوتس باستصدار قرار من مجلس الأمن يمنع الكتابة عن الطيارين في الصحف المصرية!!
أصابتني «كريزة ضحك»..عندما أيقظوني في البيت لمشاهدة حلقة «العاشرة مساء» وكانت الساحرة «منى الشاذلي تناقش تقرير المجلس الأعلى للصحافة الذي يتهم جريدة الكرامة المصرية بالإساءة للرئيس. الطريف أن «التقرير» ركز في عدد من صفحاته على «مانشيت الكرامة»: «لعن الله قوما ولَوا أمورهم طيارا» وتعامل من أعدوا التقرير مع هذا المانشيت بطريقة «ولا تقربوا الصلاة»، فتجاهلوا العنوان التمهيدي: «صحف إسرائيل تبرر الهزيمة في لبنان»، وتجاهلوا نص المقال الذي يتناول شخصية «دان حالوتس» رئيس الأركان الإسرائيلي القادم من سلاح الطيران. ويقدم تحليلا، حول شخصية الطيار بوجه عام، وشفرة سلوكه إذا تولى مسئولية القيادة. واعتمدت في هذا المقال على تصريحات سابقة للرئيس مبارك بوصفه طيارا.. لكن يبدو أن «كتبة التقرير» تعاملوا مع المقال بطريقة محاكم التفتيش، وأخذوا يفتشون في النوايا.. وتوصلوا بعد جهد بسيط إلى نتيجة مفادها: طالما أن «الكرامة» جريدة معارضة.. فالمقصود هنا «الإساءة للرئيس».. ولعل ما أغضب «غلمان الرئيس» وجوه الشبه بين مبارك وحالوتس. وأبرزها أن شارون عيَن «حالوتس» في منصبه لأنه «موظف» يقول «نعم» دائما. وهو كلام قيل في تفسير اختيار السادات للطيار حسني مبارك نائبا دونا عن قادة أكتوبر العظام.. وجه الشبه الثاني أن الإسرائيليين تعلموا الحكمة بعد «25» يوما من المعارك في جنوب لبنان.. وعرفوا أن الهزيمة «قدر قوم ولَوا عليه طيارا»!! وأن هناك نوعين من الطيارين: الطيار المقاتل وهو شجاع، وطيار القاذفات وهو ميال بطبعه للضرب من بعيد والفرار.. ولسان حاله كما صرح مبارك محذرا من المواجهة مع إسرائيل: «لن أضع رأسي في فم الأسد»..وبالصدفة «مبارك وحالوتس» طيارا قاذفات!!
السمة الثالثة أن الطيار متردد بطيء في اتخاذ القرارات.. وهو ما قد يؤدي لكوارث على المستوى القومي.. كما أنه يعاني من فوبيا الحذر المزمن والتحسب من المجهول،
وكلها منظومة سمات يفضل «الطيار» أن يقنع نفسه بأنها «عقلانية»، ويخاف دائما مما يسميه «التهور» الذي قد يؤدي لنتيجة من اثنتين: الفشل أو النجاح. ويؤكد مبارك ذلك لـ «قناة العربية»: «إذا الطيار ارتجف مش راح ينفذ المهمة ومش راح يطلع في الطيارة، راح يخاف ويقعد على الأرض، فلازم الطيار يكون جريء جداً، ويقدر يقدّر الموقف ويقدر يأخذ القرار في الوقت المناسب». ومن المؤكد أن «دان حالوتس» وكذلك مبارك لم يسمعا هذا الكلام جيدا، لأن الطيارين يصابون بأمراض مهنة، وأبرزها ضعف في الأذن الوسطى، يُفقد التركيز، والقدرة على التواصل، وأحيانا يفقدهم حسن التقدير!!
هذه تصريحات الرئيس مبارك نفسه، ولم ندع عليه، ولا أعتقد أنني، أو القارئ الكريم، يمكن أن نشكك -لا سمح الله- في تصريحات «الرئيس مبارك». ولهذا لا أجد تفسيرا لغضب الرئيس و»غلمانه».
وما أدهشني حقا أن يطالب الأستاذ جلال دويدار «نقابة الصحفيين» بالتحقيق في الموضوع. وأتساءل بما أن الموضوع لا يمس «مبارك». فبأي صفة سيحرك «الرئيس» القضية. أم أن «الرئيس» غاضب بسبب التعرض لزميله «دان حالوتس».. ويظن أن «الطيار للطيار كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا». وإذا أخطأ «الرئيس» في التقدير.. وقرر أن ينصر «حالوتس» ظالما أو مظلوما. فما الذي يورط المجلس الأعلى للصحافة في الدفاع عن المجرم «حالوتس» سفاح قانا..وكل ما أخشاه أن يوعز الرئيس لزميله حالوتس باستصدار قرار من مجلس الأمن يمنع الكتابة عن الطيارين في الصحف المصرية!!
Labels: نصر الله
0 Comments:
Post a Comment
<< Home