Thursday, September 14, 2006

انتخابات الرئاسة في اليمن..مزورون لكن ظرفاء





الشاويش "أبو أحمد"..حاكم عدن وضواحيها


"وأطيعوا الله والرسول"..والرئيس عبد الله صالح
اليمن منكوبة بالرؤساء أصحاب الظل الخفيف, ففى عهد الإمام المخلوع أحمد، جمع الامام وزراءه للبحث معهم فى كيفية مواجهة المجاعة، فاقترح أحدهم إعلان الحرب على أمريكا، لتأتى وتحتل اليمن. وتتكفل بإطعام الشعب ، واستغرق الامام أحمد فى التفكير ثم قال للوزير وافرض أننا غلبناهم؟".
الرئيس على عبدالله صالح تفوق على الإمام أحمد في الظرف وخفة الدم. فقد تمكن الرئيس صالح من استنساخ "الفنان" حسن البارودي في فيلم "الزوجة الثانية"، عندما أفتى له "الشيخ" اليمني أبوالحسن الماربي, بعدم جواز ترشيح شخص آخر غير صالح باعتباره "ولي للأمر"، ولا يجوز منافسته على الإطلاق, و"من يخالف هذا الرأي يعتبر مخالف للمبادئ الإسلام".
صالح لم يكتف باستنساخ الفيلم المصري، لكنه قرر أيضا استنساخ تجربة مبارك الانتخابية بعد تعديل المادة 76..بعد إضافة التوابل اليمنية الشهيرة..ليكون العنوان الرئيسي للانتخابات مضمونة النتيجة مسبقا: "مزورون..لكن ظرفاء"!!
في البداية تنحي الرئيس لجس نبض الشارع، ودفع الناس لترشيحه والدعاية الانتخابية له. وكان لوسائل الإعلام الحكومية دور فى تغطية كافة فعاليات ما سمي بالالتفاف الشعبي لإعادة ترشيح الرئيس. لكن الرياح تأتى بما لا تشتهي السفن، فلأول مرة يجد رئيس الجمهورية الحالي نفسه أمام منافسة انتخابية حقيقية على المنصب الذي يشغله منذ أمد طويل ، فالمعارضة اليمنية ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك بذلت جهدا كبيرا ونوعيا خلال الأعوام القليلة الماضية نجحت من خلاله في تخطي الدور الذي أراده لها الحزب الحاكم في اليمن والمتمثل في جعل وجودها على الساحة السياسية مجرد "شاهد زور" على وجود الديمقراطية في البلاد. وتمكنت المعارضة من فرض واقع جديد باختيارها "فيصل بن شملان" وزير النفط السابق مرشح تكتل أحزاب اللقاء المشترك الذي يضم الإخوان المسلمين و الوحدوى الناصرى والاشتراكي والقوى الشعبية والحق.
وبين "أكمل المشوار" الشعار الذي ابتدعه رجال أعمال يمنيين لإعادة ترشيح "صالح" لفترة رئاسية أخرى، وبين "نسألك الرحيلا" الصرخة المكبوتة في قلوب كثيرين.. خيط رفيع فاصل. غير أن الأول امتلك من الامكانيات المالية المعززة بالسلطة ما ترجمه إلى ملصقات على واجهات المحلات وجدران الشوارع وزجاج السيارات وحافلات النقل العامة، فضلاً عن الإعلانات المنشورة في الصحف.
في حين أن الشعار الثاني "نسألك الرحيلا" ظلت صرخة مكبوتة لم يجرؤ على إشهارها كثيرون.

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker