مهندس كمبيوتر مصري سيطر على كومبيوترات الجيش الإسرائيلي
محمد عبود تابع الوقائع المذهلة لفضيحة تهز تل أبيب
عملية نقل أسرارالصاروخ "حيتس" للمصريين
خالد شريف مهندس كمبيوتر عبقرى اخترق من القاهرة - المنظومة الإلكترونية للجيش الإسرائيلى
معاريف: المخابرات المصرية مشهورة بعملياتها الإبداعية والموساد نائم فى العسل
من المؤكد أن صراع العقول بين جهاز المخابرات المصري، وجهاز المخابرات الإسرائيلى معركة طويلة، لا ينتهى فصل من فصولها، حتى يبدأ آخر. ومن المؤكد أننا لا نفاجأ كل يوم باعتراف إسرائيلى صريح بالعبقرية المصرية، والانتصار المصرى على العدو اللدود. وقد كانت مفاجأة سارة لي، وأظن لكل مصري، لو قدر له مطالعة المانشيت الرئيسى لصحيفة معاريف الإسرائيلية فى عددها الصادر يوم أمس السبت، وقد جاء المانشيت ممتعا ومثيرا لأقصى حدود الإثارة والمتعة معا، "برامج الصاروخ "حيتس" كتاب مفتوح أمام المصريين" "فضيحة منظومة الصواريخ "حيتس". وسر الفرحة بالطبع ان الصاروخ حيتس ليس مجرد صاروخ أرض - جو عادي، يستخدم فى الدفاعات الجوية الإسرائيلية لحماية السموات الإسرائيلية، فهو فى واقع الأمر أهم وأخطر منظومة دفاع جوى فى إسرائيل وربما فى العالم، استثمرت فيها إسرائيل مئات المليارات من الدولارات، وعشرات السنوات بمساعدة ودعم أمريكى مفتوح، بعد أن توصل الاستراتيجيون الإسرائيليون والأمريكان بعد حرب الخليج الثانية مباشرة، إلى أن التهديد الحقيقى الذى قد يواجه إسرائيل فى أى حرب شاملة مع دول المواجهة العربية يتمثل فى الصواريخ الباليستية التى تعتمد عليها الجيوش العربية بشكل رئيسى.
صورة لأحد أغلفة معاريف
صورة جرافيك لتجربة حيتس
لقد كانت المفاجأة التى هزت إسرائيل يوم السبت (14-2-2004) وكشفتها صحيفة معاريف بالصدفة البحتة، ولم تكتشفها أجهزة إسرائيل الأمنية من موساد وشاباك، واستخبارات حربية "أمان" واستخبارت تكنولوجية الوحدة (8200). هى أن المهندس وعالم الإليكترونيات الذى أشرف على تطوير برنامج تشغيل منظومة "حيتس" الإسرائيلية هو مهندس مصرى يدعى "خالد شريف" يقيم فى القاهرة، ويعمل مصمم برمجيات فى فرع شركة IBM العالمية بالقاهرة.
والحقيقة ليس هناك فى الدنيا أصدق من مدح أو ثناء يصدر من أعدائك، خاصة لو كانوا مثل الإسرائيليين يجادلون فى أبسط الحقائق البديهية، وينكرون وقائع تاريخية ويلفقون أخري.
لقد بدأ السبق الصحفى الذى انفردت به معاريف عن سائر الصحف الإسرائيلية بالحقيقة المجردة التالية: " لعب العالم والمبرمج المصرى "خالد شريف" دورا هاما ومحوريا فى حماية السموات الإسرائيلية من تهديدات ومخاطر الصواريخ الباليستية. وخالد شريف هو مهندس كمبيوتر عبقرى وموهوب، يعمل بشركة (IBM) عملاقة التكنولوجيا العالمية فرع القاهرة. فى الشهور الأخيرة تبادل شريف هو وطاقم عمل من الخبراء المصريين الرسائل الإليكترونية مع نظرائهم الإسرائيليين العاملين بفرع (IBM) إسرائيل. ودارت المناقشات والرسائل المتبادلة حول تحديد وإصلاح عدد من العيوب التى ظهرت فى برنامج الكمبيوتر المعروف باسم (MOTIF)، هو البرنامج الرئيسى الذى تعمل من خلاله منظومة الصواريخ الدفاعية الإسرائيلية المشهورة باسم "الصاروخ حيتس".
حيتس في مرحلة الاطلاق
وتعاجل الصحيفة القراء بالصدمة الثانية: "إن المعلومات السابقة ليست قصة من وحى الخيال العلمي، ولا هى قصة من قصص الإثارة الشيقة إنها الحقيقة التى اكتشفتها صحيفة معاريف وغفلت عنها جميع الأجهزة الأمنية بإسرائيل، ولم تعرف عنها شيئا إلا عندما أسرعت هيئة تحرير الصحيفة بتقديم بلاغ رسمى يحتوى على جميع المعلومات التى توصلوا إليها. وهى أن علماء ومبرمجين مصريين يقيمون فى القاهرة، يعملون منذ شهور طويلة مع علماء ومبرمجين إسرائيليين يقيمون فى تل أبيب، ويتعاونون فى إصلاح عدد من العيوب الفنية والإليكترونية ظهرت فى المنظومة الدفاعية للصاروخ "حيتس". وبالتحديد فى برمجيات المنظومة السرية المعروفة بالاسم الكودى (حوما "السور") ومهمتها تشغيل بطاريات الصواريخ من طراز "حيتس".
وتوضح معاريف أن أكثر السيناريوهات تفاؤلا، هو أن جميع المعلومات الآن بحوزة المخابرات المصرية، أما أكثر السيناريوهات سوداوية هو أن جميع المعلومات الآن بحوزة جهات معادية قد تكون نجحت فى تخريب منظومة الصاروخ. وتؤكد الصحيفة كذلك أنها تنشر هذه المعلومات وهى فى منتهى الحزن، فلا يعقل أن نتصور أن العلماء الأمريكان الذين عكفوا فى أربعينيات القرن الماضى على تطوير أول قنبلة نووية، جلسوا يناقشون تفاصيل بناء هذه القنبلة مع نظرائهم فى موسكو، عبر أسلاك الهاتف مثلا.
الطريق إلى الصاروخ
جهات التحقيق لم تحسم أمرها بعد، ولا تعرف بالتأكيد هل جرت محاولات مصرية للسيطرة على المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، أو غرس برامج تجسس بداخلها، وبالطبع حتى لو اكتشفوا برامج من هذا النوع، فمن غير المتوقع أن ينشروا التفاصيل الكاملة لفضيحتهم.
ويؤكد "بن كسبيت" الصحفى الأشهر بمعاريف أن التقصير الأمنى الإسرائيلى حدث بحسن نية، ولم تكن هناك دوافع إجرامية أو تجسسية، ولكن الخطأ الكبير هو المخالفة الحمقاء لأبسط قواعد المنطق. فبالفعل هناك علاقات سلام بين مصر وإسرائيل، وتسعى الأخيرة لتشجيع العلاقات التجارية والزراعية، وكافة سبل التعاون معها، لكن يجب وضع خط أحمر واضح، وبارز ومطلق عندما يتعلق الأمر بمنظومة صواريخ دفاعية حساسة إلى هذا الحد. فالمخابرات المصرية مشهورة بنجاحاتها، وعملياتها الابداعية. ولا شك أن لديهم وسائلهم التى تمكنهم من الإطلاع على كل ما يحدث داخل شركة إليكترونيات عالمية تعمل فى قلب القاهرة. وهى فى ذلك لا تشذ عن الموساد أو وكالة الاستخبارات الأمريكية أو أى جهاز يتبع أبجديات العمل الاستخباري". ويضيف "بن كسبيت": " لذلك فإن الافتراض المنطقى الآن هو أن كل ما تم تبادله من معلومات هذا الشأن بين العلماء المصريين والعلماء الإسرائيليين حسنى النية، معروف ومتاح برمته لأجهزة الاستخبارات المصرية. إذا لم يكن الأمر أخطر من ذلك."
وبالتالى وبناء على هذا الشرح المستفيض، يكفى برنامج اختراق صغير يتم تثبيته وسط هذه المنظومة الإليكترونية لكى يدمر العملية التى تقوم بها الإف 16 بالكامل. أما إذا كنا نتحدث عن الصاروخ "حيتس" فإن الأمر أعقد من ذلك بكثير. فأى خبير كمبيوتر متمكن يستطيع أن يزرع داخل منظومة التشغيل برنامجا صغيرا من طراز "حصان طروادة" وهو برنامج، فعال ومدمر، مصمم بحيث يعمل فور تشغيل المنظومة، ويتسبب فى تدميرها وانهيارها فورا. وبناء على هذه المعلومات البديهية ترسم معاريف السيناريو التالى : " عندما يأتى يوم الحساب وتبدأ الصواريخ الباليستية (العربية طبعا) فى قطع طريقها بسرعة البرق نحو السموات الإسرائيلية، لتسقط شظاياها على رؤوس الإسرائيليين، وتصدر الأوامر بسرعة أيضا، بتشغيل منظومة "حوما" الإليكترونية، قد نفاجأ بأنها غير قادرة على العمل، وأنها تتهاوى أمام أعيننا. ولا تنطلق الصواريخ الدفاعية التى أنفق عليها المليارات، أو تنطلق الصواريخ لكن تنحرف عن مسارها وتخطئ أهدافها، وفى أسوأ الأحوال تنفجر فى الهواء على رؤوسنا فور انطلاقها. وعلى الرغم من أن البعض قد يعتقد أن هذا السيناريو خيالى بعض الشيء، إلا أنه للأسف نفس السيناريو الذى تجرى دراسته الآن فى أهم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية فى إسرائيل.
محررو معاريف الذين اكتشفوا تفاصيل الفضيحة، أعلنوا أن لديهم وثائق تدل على الصلة الوثيقة والاتصالات شبه اليومية التى دارت بين مهندسى شركة (IBM) فرع إسرائيل، ونظرائهم المصريين فى فرع الشركة بالقاهرة. والمجهودات المشتركة التى بذلوها لإصلاح عيوب برنامج تشغيل الصاروخ "حيتس"، لكن الأخطر من ذلك فعلا، هو أن المعلومات التى حصلت عليها معاريف، ونشرتها تؤكد أن الجيل التالى من هذا البرنامج المعروف باسم(MOTIF) سيتم تصميمه وتطويره فى فرع الشركة بالقاهرة، تحت إشراف "مهندسين مصريين" بالطبع. ثم يتم إرساله إلى تل أبيب ليتدربوا عليه، ثم يتم إحلاله محل الجيل الحالى من البرنامج.
والسؤال البديهى الذى بدأ بالتأكيد يطرح نفسه الآن بالنسبة للقارئ، هو كيف تم التعاون بين المهندسين المصريين والإسرائيليين فى تطوير برنامج بهذه الخطورة العالية والحساسية البالغة بالنسبة للإسرائيليين. الحقيقة أن الأمر بسيط للغاية، ربما كان المفتاح الرئيسى فيه هو اللغة العبرية، نعم اللغة العبرية، فأساس المشكلة التى واجهت مهندسى وزارة الدفاع الإسرائيلية أن جميع البرامج الإليكترونية متوائمة مع اللغة الانجليزية بالأساس. وإذا أراد الإسرائيليون عبرنة البرنامج فالحل هو التوجه لفرع شركة (IBM)فى القاهرة، وهو بالمناسبة أكبر فرع للشركة فى الشرق الأوسط وهو الفرع الوحيد المرخص له تحويل مواءمة البرامج من اللغة الانجليزية، إلى اللغات السامية - العربية والعبرية. وبالتالى فقد جاء الإسرائيليون بأقدامهم ومعلوماتهم إلى الخبراء المصريين، ليحلوا لهم مشاكلهم التقنية التى عجزوا عن معالجتها. وعلى الرغم من أن صحيفة معاريف أوردت جميع هذه المعلومات، وأشارت إلى أن إسرائيل لا يمكن أن تتهم مصر بأى مسئولية، ولا تحملها إهمال العلماء الإسرائيليين، إلا أنها استنكرت بالطبع أن تطبق هذه القواعد على برنامج تشغيل منظومة الصواريخ الدفاعية الإسرائيلية، وخاصة أنه أمر فى غاية الحساسية ومن غير المبرر، من وجهة نظرهم، أن يجرى تطوير هذا البرنامج الخطير الذى سيحمى السماوات الإسرائيلية، فى معامل بقلب القاهرة.
وتدعى الصحيفة نقلا عن مسئول كبير بسلاح الجو الإسرائيلى : "أن العلماء الإسرائيليين المسئولين عن العملية وفقوا أوضاعهم، وأوقفوا الاتصالات مع المصريين، ولو أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، لكن كل شيء تحت السيطرة، أوالفحص، بقيادة طاقم خاص أقيم لهذا الغرض".
أما الرد الذى جاء من شركه IBM العالمية بوصفها طرفا أصيلا فى الموضوع، فقد أفاد التالي: " أن فرع الشركة بمصر، يضم مجموعة من أفضل خبراء الكمبيوتر فى العالم، وأنهم نجحوا فى إصلاح عدد كبير من المشكلات التى كانت تعطل المنظومة الدفاعية (حوما)، وأنهم لم يرسلوا أى برامج تجسس، وان كل ما تم بين فرعى الشركة فى القاهرة وتل أبيب، هو تبادل رسائل إليكترونية مجردة".
لكن صحيفة معاريف نسبت لمصادر فى وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها: "إن شفرات وحزم معلومات، وبيانات عن البرنامج جرى تبادلها لفترة طويلة بين فرعى الشركة، بل وأثناء المناقشات تسرب الاسم الكودى للمشروع وهو يعتبر بمثابة سر حربى إسرائيلي، هذا بالطبع بخلاف الجيل الجديد من البرنامج الذى يتم تطويره فى القاهرة. والذى قررت السلطات الإسرائيلية وقفه، ووقف التعامل مع العلماء المصريين بهذا الخصوص لأجل غير مسمى بالطبع.
هذه التصريحات المتناقضة للمسئولين الإسرائيليين تؤكد كبر حجم الكارثة، وتضاعف أبعاد الفضيحة، وتدشن لبداية مرحلة جديدة من مراحل الصراع الاستخباري، إنه عصر الجاسوس الإليكتروني، و"أحصنة طروادة".
Labels: politics
4 Comments:
كويس انى أول واحد عشان أقول لك ربنا يبارك فيك على الموضوعات الجميلة دى..
مش قادر أشكر فى ثقافتك الواسعة وتغطياتك لموضوعات فى قمة الحيوية والأهمية..
ربنا يبارك فيك..
ياعمنا أنت مكفيني والله، ويكفي كمان أنك من المنصورة بلد الموهبين بجد..ويارب فعلا تكون المدونة عاجباك
لأني بعشق تدوينتك وكمان انت بطورها جامد
جه دورى انا كمان عشان اشكرك على المدونة الرائعة والموضوع الاكثر من رائع ..بجد مبسوطة بيها وبالمواضيع اللى شفتها هنا
متشكرين اوى ياسيدى
الله ينور أخبار من العيار الثقيل
نريد المزيد
مع خالص تحياتي
Post a Comment
<< Home