تايلاند..الرقص مع العسكر
الانقلابات العسكرية ليست أمرا جديدا في تايلاند. فالطريق الوعرة إلى الديمقراطية بدأت في هذه الدولة اعتبارا من 1932، بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالنظام الملكي، ليستبدله بملكية دستورية شبه ديمقراطية. ومنذ ذلك الوقت مرت 74 سنة، و17 انقلابا عسكريا على الأقل. ففي أحيان كثيرة تنتهي الأزمات السياسية في تايلاند، بظهور بضعة دبابات في شوارع العاصمة بانكوك.الهجوم العسكري والسياسي الخاطف الذي شنه يوم السبت الماضي رئيس الأركان التايلاندي لم يفاجئ أحد. وبالنسبة لبعض المراقبين كان أمرا متوقعا، ولا مناص منه. ففي الدولة التي استفحل فيها الفساد، وتزايدت الخلافات العرقية، ورئيس الوزراء ثاكسين شوناترا يحتقر دولة المؤسسات، والقصر الملكي (الذي يعتبر الجالس فيه كبير الأسرة التايلاندية..ويجب أن يركع رئيس الوزراء في حضوره.) يبدو للكثيرين أن تدخل الجيش شر لابد منه. "سوندهي" نفسه دعا في خطابه الأول للشعب التايلاندي لاعادة السلطة للشعب "بأقصى سرعة ممكنة".لكن تسليم السلطة للمدنيين لن يحدث بهذه السهولة. فهدف العسكر لم يكن "ثاكسين" فقط، أو حزبه الحاكم ("تاي راك تاي" - "التايلانديون يحبون التايلانديون")- لكنهم استهدفوا ما يصطلح عليه المراقبون بـ"النظام الثاكسيني"، وملايين المؤيدين في القرى والنجوع والأحياء الفقيرة بتايلاند.سواء أحبوه أو لم يحبوه المليادر "تاكسين"، "بيل جيتس" التايلاندي، أصبح رئيسا للوزراء عام 2001، ومثَل ظاهرة جديدة في المشهد التايلاندي. لقد انتخب بعدما تبنى برنامجا "شعبويا" أسر قلوب الفقراء. فقد كان "ثاكسين" الزعيم الأول الذي يفهم أن توفير القروض الحكومية هي الوسيلة الأكثر فاعلية لضمان الفوز بالانتخابات، أكثر ألف مرة من طريقة شراء الأصوات التقليدية.
عندما باعت أسرته في يناير الماضي نصيبها في شركة "شون كورب" -مجمع شركة الاتصالات الأضخم في تايلاند- لمستثمرين أجانب، حققت العائلة أرباحا هائلة تصل إلى 1.9 مليار دولار..وأعفاها "ثاكسين" من دفع الضرائب. ربما كانت الصفقة ممتازة من الناحية الاقتصادية، لكن بعد فوات الآوان تبين إنها "الانطلاقة الاقتصادية" التي قضت على مستقبل "ثاكسين" السياسي.منذ إتمام عملية البيع هبط التأييد الشعبي لـ"ثاكسين" بشكل مطرد. وطالبت المظاهرات الحاشدة التي عمت شوارع بانكوك باستقالته. وأعلن "ثاكسين" عن إجراء انتخابات مبكرة في مطلع شهر أبريل، لكن مقاطعة المعارضة أفقد الانتخابات شرعيتها الضرورية، وانكشفت اللعبة. لقد أعلن الاستقالة من منصبه، ونقل صلاحيته لنائبه- لكي يجري انتخابات عامة خاطفة تعيده إلى السلطة، مخرجا "لسانه" للمعارضة والمراقبين، بعد أن يصفح الناس عن تهربه الضريبي، ويمنحونه تفويضا شعبيا جديدا!!لكن هذه اللعبة انتهت مساء السبت الماضي عندما نزلت الدبابات إلى شوارع بانكوك العاصمة. ويتساءل المراقبون، كيف لم يتوقع رئيس الوزراء، وهو داهية سياسية، أن الانقلاب بات أمرا لابد منه؟ ويجيب "تاهيتان بونجسهيراك" أستاذ العلوم السياسية بجامعة "تشولويونج" في بانكوك: "ثاكسين لم يقدر جيدا حجم الهوة التي تعمقت بينه وبين الجيش..لقد ظل "ثاكسين" يدير علاقته مع رئيس الأركان "سوندهي" طوال الأسابيع الماضية..بطريقة ألعاب الحظ ". في البداية اتهم الجيش بمحاولة اغتياله..وبعد ذلك دس أنفه في تغييرات يقوم الجيش بإجرائها في صفوفه".
في البداية حافظ "سوندهي" على مسافة بينه وبين المظاهرات الصاخبة ضد "ثاكسين". وصرح أن "الانقلابات فعل ماضي..لم يعد مطروحا على القاموس التايلاندي". وأضاف: "أن المشكلات السياسية يجب أن تحل بالسبل السياسية". غير أن أقوال "سوندهي" جاءت في ناحية..وأفعاله في ناحية مختلفة. ربما لن "سوندهي" كان ومازال الحليف الأكبر لملك تايلاند، "بهوميبول أدوليادج"، الذي أعرب أكثر من مرة عن عدم رضائه عن حكومة "ثاكسين". لذلك صرح "سوندهي" في نهاية مايو الماضي : "أن الوضع في الدولة يزعج جلالة الملك بشدة..وإذا كان هناك من شيء يمكن أن أفعله أنا والجيش من أجل الدولة..فأنا مستعد لتنفيذه..لأنني جندي يأتمر بأمر جلالته".
في البداية حافظ "سوندهي" على مسافة بينه وبين المظاهرات الصاخبة ضد "ثاكسين". وصرح أن "الانقلابات فعل ماضي..لم يعد مطروحا على القاموس التايلاندي". وأضاف: "أن المشكلات السياسية يجب أن تحل بالسبل السياسية". غير أن أقوال "سوندهي" جاءت في ناحية..وأفعاله في ناحية مختلفة. ربما لن "سوندهي" كان ومازال الحليف الأكبر لملك تايلاند، "بهوميبول أدوليادج"، الذي أعرب أكثر من مرة عن عدم رضائه عن حكومة "ثاكسين". لذلك صرح "سوندهي" في نهاية مايو الماضي : "أن الوضع في الدولة يزعج جلالة الملك بشدة..وإذا كان هناك من شيء يمكن أن أفعله أنا والجيش من أجل الدولة..فأنا مستعد لتنفيذه..لأنني جندي يأتمر بأمر جلالته".
Labels: politics
0 Comments:
Post a Comment
<< Home