Tuesday, February 10, 2009

ليبرمان..أمير الحروب الكلامية



٩/ ٢/ ٢٠٠٩

لا يملك من المهارات السياسية سوى حنجرة قوية، ولسان طويل يفتقر للذوق الإنسانى، والحس الدبلوماسى فى نفس الوقت. فى الظروف الطبيعية لن يتجاوز رصيده الانتخابى أكثر من عشرة مقاعد فى الكنيست يوفرها له المهاجرون الروس الذين يمثلون القوام الرئيسى لحزبه «يسرائيل بيتينو- إسرائيل بيتنا».
غير أن أفيجدور ليبرمان أدرك بحسه الفطرى أن إسرائيل اليوم تنحرف يمينا بسرعة الضوء، وأن نزعة الخوف من العرب هى القاسم المشترك فى أوساط الجماهير اليهودية، لذلك قرر أن يبنى حملته الانتخابية على الهجوم الشرس على كل ما هو عربى.
شعار حملته الرئيسى «العرب لا يفهمون سوى لغة القوة..وليبرمان يجيد الحديث بلغة العرب». وصفة ليبرمان مُجربة: كلما هاجم العرب أكثر.. زادت مقاعده فى الكنيست أكثر وأكثر. لذلك وجه مدفعيته الكلامية الثقيلة نحو عرب ٤٨ الذين يمثلون حوالى خُمس السكان فى إسرائيل.
وقدم اقتراحا للجنة الانتخابات يقضى بمنع الأحزاب العربية من المشاركة فى العملية السياسية. وتضامن حزبا الليكود وكاديما مع اقتراحه. وبالفعل وافقت اللجنة على منع خمس السكان من حقهم فى المواطنة فى لمح البصر. ولم تتمكن الأحزاب العربية من العودة للمشاركة إلا بعد رفع دعوى قضائية مستعجلة أمام محكمة العدل العليا بإسرائيل.
فيديوهات الدعاية الانتخابية التى يطرحها ليبرمان فى التليفزيون ضمن ساعات البث الخاصة بحزبه لا تطرح برنامجا سياسيا متبلورا. فهى تركز، بشكل أساسى، على شن هجوم عنيف ضد عرب ٤٨، ونوابهم فى الكنيست مثل جمال زحالقة، وسعيد نفاع، وعباس زكور.
يقول الفيديو الرئيسى الذى حصد من خلاله ليبرمان أصوات لا حصر لها: «عرب ٤٨ بدون الإخلاص لإسرائيل..لن تحصلوا على حقوق المواطنة».


وتكاد الشاشة تنفجر بصوت المذيع الأجش، وهو يقول: «عضو الكنيست السابق عبد الوهاب دهامشة قال: أنا مستعد أن أصير شهيدا..ويحصل على معاش شهرى من الدولة قدره ٧ آلاف شيكل.
عضو الكنيست عباس زكور قال نحن فخورون بحماس، وبكل من يساندها.. ويحصل على راتب شهرى من الدولة قدره ٣٣ ألف شيكل.. لن ننسى إنه ما أن بدأت المعركة العسكرية فى غزة، وجدنا من يعيش بيننا ويؤيد حركة حماس. بدون وطنية..لن يحصلوا على الجنسية».
ليبرمان دشن حملته الانتخابية بالهجوم على الرئيس مبارك، ففى أعقاب زيارة وزيرة الخارجية «تسيبى لفنى» للقاهرة السابقة للحرب على غزة. عقد ليبرمان مؤتمرا صحفيا قال فيه: «يجب التوقف عن هذه العادة المشينة، يجب التوقف عن الحجيج لقصر مبارك..إذا كان لدى مبارك ما يريد أن يقوله، فليقم هو بالنفير للحجيج إلى مقارنا فى القدس».
لغة ليبرمان المتجاوبة مع المناخ المتطرف السائد فى إسرائيل، وذعر الرأى العام من صواريخ القسام، دعمت موقفه الانتخابى بشكل غير مسبوق. فعلى الرغم من أن حزبه يملك ١١ مقعدا فقط فى الكنيست الحالى، فإن استطلاعات الرأى ترشحه للحصول على ١٦- ١٩ مقعدا فى الانتخابات الجارية على حساب حزب الليكود أقوى الأحزاب المتنافسة هذا العام.
إذا صدقت التوقعات، وقد تصدق فى حدود ١٨ مقعدا على الأقل. سيصبح حزب إسرائيل بيتنا الذى يقدم نفسه اليوم باعتباره الأكثر إخلاصا لمبادئ اليمين القومى، هو القوة الثالثة فى الكنيست بعد الليكود وكاديما، متفوقا بذلك على حزب العمل صاحب الدور الحاسم فى تأسيس دولة إسرائيل.
حالة الجزع من سياسات ليبرمان، وخطه الفكرى ليست من نصيب العرب وحدهم. فالهجوم عليه فى إسرائيل على أشده، سواء من خصومه الانتخابيين مثل الليكود أو من حزب شاس، أو من أحزاب اليسار، خاصة «ميريتس»، التى ترى أن «نهج ليبرمان» خطر على مستقبل علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، ومع مصر ومعسكر الاعتدال العربى، فالحصان الأسود فى الانتخابات الإسرائيلية الجارية صاحب تصريح شهير، هدد فيه بقصف السد العالى!
قيادات أخرى فى حزب العمل ترى أن ليبرمان خطر على السلام الداخلى فى إسرائيل نفسها. فمشاريع القوانين التى يتبناها قد تؤدى لانتفاضة فى الداخل الإسرائيلى يلعب فيها عرب ٤٨ دور البطولة.
تبدو المخاوف من ليبرمان مشروعة إلى حد كبير، فالحصول على ١٨ مقعداً أو أكثر فى الكنيست يضمن له ولأعضاء حزبه عدداً من الوزارات المهمة، وقدرة كبيرة على عرقلة أى قرار حكومى يخالف برامجه السياسية، غير أن «نقطة النور» الوحيدة يمكن التماسها فى التحقيقات التى ستجرى معه، بعد الانتخابات مباشرة، فى تهم فساد مالى. فمجرد خضوعه للتحقيقات يحرمه، شخصيا، من تولى حقائب وزارية مثل الأمن الداخلى، والعدل، والمالية.
وربما يكون من غير المنطقى أن يعهد إليه أى رئيس وزراء قادم بحقيبة حساسة مثل الخارجية أو الدفاع، إلا لو حصل على ٢٠ مقعداً فأكثر، ساعتها قد تزيد قدرته على المناورة بشكل لا يمكن إيقافه.
برنامج الحزب
- القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل.
- التسوية وفقا لمبدأ السلام مقابل السلام.
- تشجيع الاستيطان فى الضفة والجولان.
- التخلص من عرب ٤٨ بتبادل أراضى مع السلطة الفلسطينية.
- قانون يلزم عرب ٤٨ بأداء الخدمة العسكرية.
- عزل إيران وسوريا ومنظمات المقاومة الفلسطينية واللبنانية


0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker