Tuesday, February 10, 2009

عوفديا يوسيف.. خريف الحاخام



٩/ ٢/ ٢٠٠٩
يبدو أن سحر الحاخام عوفديا يوسيف الزعيم الروحى لحزب شاس آخذ فى التلاشى. فالحزب الذى نشأ عام ١٩٨٤، وحصل على١٧ مقعدًا فى انتخابات الكنيست الخامسة عشرة عام ١٩٩٩، أصابته أعراض الشيخوخة كما أصابت زعيمه الروحى ابن الـ ٨٨ عاما. بدأ الحزب مسيرة التراجع حتى وصل إلى ١٢ مقعدا فى الانتخابات الماضية، وتتوقع له استطلاعات الرأى الهبوط إلى ١٠ مقاعد فى الانتخابات الحالية.
«شاس» ظاهرة مميزة فى الساحة السياسية الإسرائيلية، فهو أكبر حزب دينى أرثوذكسى يعبر عن اليهود الشرقيين. ومن معركة انتخابية إلى أخرى أصبح قاسما مشتركا فى كل حكومة ائتلافية تشكلها أحزاب اليسار أو اليمين.
لا يهتم قادة شاس كثيرا بالمواقف السياسية التى قد يتخذها رئيس الوزراء. وتجد لديهم تبريرًا فقهيًا لكل موقف مهما كان متناقضا مع سابقه. فعلى الرغم من مواقفهم اليمينية، أفتى الحاخام عوفديا يوسف عام ١٩٩٥ بجواز إعادة أراض للفلسطينيين حتى يستطيع حزبه الجلوس فى حكومة رابين.
الشىء الوحيد المهم فى عقيدة حزب شاس هو الحصول على وزارات مهمة كالتعليم والداخلية، واقتطاع مخصصات مالية ضخمة من ميزانية الدولة سنويا. فمن خلال السيطرة على وزارة التعليم يتمكن وزير حزب شاس من تحويل ميزانيات ضخمة لشبكة التعليم الدينى الخاصة التى يديرها الحزب.
ويقدم من خلالها الخدمات لأبناء اليهود الشرقيين، فيحتكر بذلك أصواتهم فى المعارك الانتخابية. ومن خلال السيطرة على وزارة الداخلية يتمكن وزير حزب شاس من حماية أعضاء حزبه الذين يتورطون غالبا فى قضايا فساد مالى، ومخالفات جنائية.


يظن علماء الاجتماع الإسرائيليون أن هذا المنطق العجيب الذى يحكم حزب شاس يعود إلى العادات والتقاليد الراسخة فى نفوس اليهود الشرقيين. فهم يتحركون وفق منطق القبيلة فى مواجهة المجتمع العلمانى. ولا يؤمنون بمؤسسات الدولة الصهيونية إلا بالقدر الذى تدفعه من مخصصات مالية.
لذلك لا يخدم أنصار شاس فى الجيش، فهم غير مستعدين للموت فى سبيل دولة علمانية. ويكفل القانون لهم ذلك بحجة أنهم متفرغون لدراسة التوراة. ويؤكد حاخامات شاس أن التوراة هى التى تحمى إسرائيل، فبدون معونة الإله العبرى، وحمايته لن توفق الطائرات والمدافع فى إصابة أهدافها!
يبدو أن عصر حزب شاس كقوى عظمى فى الانتخابات الإسرائيلية قد ولى إلى غير رجعة. فعلى الرغم من أن المرشحين لرئاسة الوزراء مازالوا يحافظون على التقاليد القديمة. ويحجون إلى مقر الزعيم الروحى لحزب حراس التوراة السفاردين، ويلتزمون بأوامر الحاخام ونواهيه.
فتضع ليفنى حجاب الشعر اليهودى على رأسها، ويعتمر نتنياهو وباراك العلمانيان القبعة اليهودية، إلا أن ذلك لا ينفى حقيقة أن شاس صار حزبًا صغيرًا مرشحا للحصول على ١٠ مقاعد لا توفر له مساحة مناورة كبيرة مع الأحزاب القوية التى قد تستخدم مقاعد شاس العشرة فى استكمال النصاب القانونى لتشكيل الحكومة القادمة، بعد تسديد فاتورة ابتزاز معقولة.
وهو أمر يسعد القطاعات العلمانية فى إسرائيل التى ضاقت ذرعا بظاهرة الابتزاز السياسى الذى يمارسه الحزب وزعماؤه.
خريف حزب شاس يتزامن مع خريف الحاخام عوفديا يوسيف الذى طالما أصدر الفتاوى الانتخابية المؤثرة التى تسعى لاحتكار أصوات اليهود الشرقيين لصالح حزبه. لكن فتاواه هذا العام ضد أفيجدور ليبرمان لم تؤت بثمارها. توعد الحاخام، فى تسجيل صوتى، كل من يمنح صوته لأفيجدور ليبرمان بأن الرب لن يغفر له خطيئته أبدا. وغمز ليبرمان مشككا فى إيمانه، بسبب موافقته على بيع لحم الخنزير.
مرت الفتوى مرور الكرام.. ولم تخصم من رصيد ليبرمان، بل نالت من رصيد حزب شاس نفسه
.

برنامج الحزب
- القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل.
- إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية تحكمها مبادئ التوراة.
- رفض أى تسوية سياسية مفروضة من الخارج.
- مكافحة التمييز بين اليهود الشرقيين والغربيين.
- مساعدة الطبقة الوسطى على مواجهة التحديات الاقتصادية.
- تشجيع هجرة اليهود إلى إسرائيل.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker