Tuesday, February 10, 2009

باراك.. الجنرال لا يجد من يؤيده


٩/ ٢/ ٢٠٠٩

إذا سألت أى مواطن فى إسرائيل من تريد وزيرا للدفاع، لن يتردد لحظة فى الإجابة: «أريد إيهود باراك». وإذا سألت المواطن، نفسه، ألا تؤيد باراك فى منصب أكبر، رئاسة الوزراء مثلا. ستكون الإجابة: «لا..قاطعة».
إيهود باراك بطل الحروب الإسرائيلية لا يجد من يؤيده رئيسا للوزراء. ذلك الجنرال القاطن فى الطابق الحادى والثلاثين بناطحة السحاب «عزرائيلى» أكثر مبانى تل أبيب ارتفاعا.. يعانى من انخفاض واضح فى شعبيته السياسية.
وتثير ثروته الضخمة، ونمط حياته المرفه تساؤلات مفتوحة حول شرعية مصادر ثروته، وطبيعة مشاريعه الاقتصادية.
وهل استفاد ماديا أكثر مما ينبغى أثناء توليه رئاسة الوزراء فى إسرائيل فيما بين ١٩٩٩- ٢٠٠٠. وهل يستفيد من مناصبه الوزارية فى تسهيل تعاملات الشركات متعددة الجنسيات داخل إسرائيل مقابل أجر؟!
على الرغم من كل هذه التساؤلات، مازال معظم الإسرائيليين ينظرون إليه باعتباره تكنوقراط ناجحا فى إدارة وزارة الدفاع.
خاصة فى ظل غياب الجنرالات الكبار، وتعاقب وزراء فاشلين على منصب وزير الدفاع آخرهم عامير بيريتس الزعيم النقابى الذى منيت إسرائيل بالهزيمة عند توليه الوزارة أثناء حرب تموز ٢٠٠٦.
باراك قائد عسكرى من طراز فريد، لكنه رجل سياسة فاشل. تكدست فترة رئاسته القصيرة للحكومة الإسرائيلية بمشاكل كثيرة مع وزرائه. فهو ديكتاتور يميل للانفراد بالقرار السياسى. ويتعامل مع أقرانه فى الوزارة على أنهم جنود فى المعسكر. عليهم طاعة الأوامر بدون نقاش أو مجادلة.
ومازالت قطاعات واسعة فى المجتمع الإسرائيلى تأخذ عليه أنه قطع شوطا كبيرا فى المفاوضات مع الفلسطينيين فى عهد الرئيس بيل كلينتون. وتحديدا فى «كامب ديفيد الثانية»، حيث كاد الفلسطينيون يحصلون على دولتهم المستقلة لولا تعنت باراك والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات بشأن قضية القدس.




القطاعات المتطرفة يمينا فى إسرائيل اعتبرت باراك يفرط فى «أرض إسرائيل»، وتفريطه هذا لم يجلب الأمن للمدن الإسرائيلية، بل أوقع إسرائيل فى مستنقع انتفاضة الأقصى.
أما المعتدلون، فينبهون لدور شارون فى إشعال فتيل الانتفاضة، وإلى أن باراك وضع العصا فى دولاب العجل أكثر من مرة خلال مفاوضات كامب ديفيد. وحاول فرض شروطه على الطرف الفلسطينى كما ثبت بعد ذلك فى كتاب مهم لـ«أفى جولد» عضو طاقم المفاوضات الإسرائيلى بعنوان «قاب قوسين أو أدنى من اتفاق».
استطلاعات الرأى تتنبأ بثبات قوة حزب العمل الانتخابية عند ١٧ مقعدا كما حدث فى الانتخابات الماضية، ليواصل الحزب تكريس تراجعه فى الشارع الإسرائيلى لحساب قوى اليمين منذ اغتيال إسحق رابين عام ١٩٩٥.
باراك ليس المسؤول الوحيد عن التراجع الذى لحق بالحزب المؤسس لدولة إسرائيل، فهناك شروط سياسية واجتماعية وموضوعية أدت لهذا التراجع، فكما تزداد شعبية حركة حماس، يوميا، لدى بعض القطاعات فى الشارعين الفلسطينى والعربى، تزداد قوة اليمين الإسرائيلى كل لحظة فى الشارع الإسرائيلى، فالتطرف فى تل أبيب ينتج تطرفا مماثلا فى الجهة المقابلة، مثل كرة اسكواش ترتد فى صدر ضاربها بنفس القوة، وبنفس سرعة رد الفعل تقريبا.
حملة باراك الانتخابية، نفسها، تبدو أكثر واقعية، فهو يبحث عن شراكة حكومية يبقى من خلالها وزيرا للدفاع.
ويحتفظ لحزبه بعدد من الوزارات المهمة مثل «العدل». ومن المتوقع أن يصل لاتفاق مع نتنياهو أو ليفنى بهذا المعنى. وقد يتعرض لصدمة هائلة فى حالة فوز حزب إسرائيل بيتنا بأكثر من ٢٠ مقعداً فى الانتخابات. ساعتها سيتمسك ليبرمان بحقيبة الدفاع، لإدراكه أن الطريق إلى رئاسة الوزراء يبدأ من هذه الوزارة التى ستراكم لديه خبرة أمنية، وتدعم صورته كمن يجيد فرض شروطه على العرب والفلسطينيين.


برنامج الحزب
- القدس والقرى اليهودية المحيطة بها عاصمة أبدية لإسرائيل.
- المواقع اليهودية المقدسة ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية.
- الحفاظ على أمن وحدود إسرائيل.
- تأييد عقد اتفاقيات سلام مع الفلسطينيين والدول العربية.
- ضم المستوطنات الكبرى فى الضفة الغربية إلى إسرائيل.
- إخلاء المستوطنات المعزولة خارج حدود المستوطنات الكبرى.




0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker