Monday, May 08, 2006

"الحدود السائبة" بين مصر و"إسرائيل" تثير شهية الإرهاب


هاارتس: عملية إرهابية ضخمة نهاية الشهر الجاري
التحذيرات الإسرائيلية شفرة تنفيذ العمليات


الدور الإسرائيلي الغامض في تفجيرات سيناء دفع البعض للظن بأن التحذيرات "الإسرائيلية" من وقوع عمليات إرهابية في سيناء هي الشفرة المتفق عليها لتنفيذ التفجيرات. وبذلك تكون تل أبيب هي الحاضر الغائب في جميع العمليات التي وقعت بسيناء طوال العامين الماضيين. لكن المدهش أنه في أعقاب "تفجيرات دهب" الأخيرة التي أصيب فيها ثلاثة "إسرائيليين" بإصابات طفيفة، صرح مسئول بالجيش "الإسرائيلي" مساء الثلاثاء أن هناك ثلاث عمليات إرهابية أخرى في طريقها للتنفيذ، واستيقظ الأمن المصري على هجمة على القوات الدولية لحفظ السلام، بالقرب من مطار الجورة، ومحاولة اغتيال مأمور قسم الشيخ زويد، وما تردد عن إطلاق النار على كمين بالشرقية.

وبعيدا عن نظرية المؤامرة، والتسرع في توجيه الاتهام، يبقى السؤال معلقا، لماذا تحصل "إسرائيل" على معلومات دقيقة عما يجري في سيناء، بينما يصل الأمن المصري دائما متأخر، كما في الأفلام العربية. نصف الإجابة بسيط، وتقدمه صحيفة هآارتس على سبيل السخرية، في مقال لمحلل الشئون العربية "تسفي بارئيل" الذي يوضح أن السلطات المصرية حاولت بعد تفجيرات شرم الشيخ، الوصول إلى اتفاق مع "البدو" يلزمهم بالتعاون الاستخباري، لكن هذا الاتفاق فشل فشلا ذريعا، لأن كل من وقع على هذا الاتفاق جرى تعيينه في وظيفة حكومية. وبالتالي بدأ أبناء قبيلته والقبائل الأخرى يعتبرونه "عميلا" لا يجب التعاون معه بأي حال من الأحوال، ومن ثم أصبح الموقعين على هذا الاتفاق عبء على السلطات المصرية، لا فائدة ترجى منهم. أما النصف الآخر من الإجابة فيسهل العثور عليه في دقة التحذيرات "الإسرائيلية". خاصة وأن أجهزة الأمن في تل أبيب ترفع دائما شعار "الشر يأتي من الجنوب". كان النظام المصري يمثل الشر من وجهة نظرهم ذات مرة، وبعد تأمينه وتقييده باتفاقية كامب ديفيد، أصبح "الشر" متمثلا في تسلل خلايا فدائية إلى فلسطين المحتلة. لذلك ليس من المستغرب أن تزرع المخابرات "الإسرائيلية" عيونا لها في سيناء، وليس من المستبعد أن تحاول "خلايا إسرائيلية نائمة" ضرب الاستقرار في سيناء لما في ذلك من فوائد ضخمة تعود على "إسرائيل".
وفي سياق التحذيرات "الإسرائيلية" المريبة، نبهت صحيفة هآارتس إلى عملية استعراضية ضخمة على غرار العملية الإرهابية التي وقعت في شرم الشيخ، قد يتم تنفيذها نهاية الشهر الجاري. وحجة الصحيفة العبرية أن تنظيم التوحيد والجهاد المسئول عن العمليات، وهو تنظيم محلي منتمي لفكر "القاعدة" لديه تقاليد عملياتية تنص على تنفيذ عملية كبرى كلما بدأ القضاء محاكمة زملاء لهم معتقلين، فعلوا ذلك في شرم الشيخ أثناء محاكمة المشاركين في تفجيرات طابا. وقد يفعلون ذلك نهاية هذا الشهر التي تشهد استئناف جلسة محاكمة منفذي عملية "شرم" نفسها.
وتشير هآارتس إلى سوء معاملة أجهزة الأمن لأهالي سيناء، ومحاولات الحكومة للتضييق عليهم في رزقهم، حيث حصل بعض المستثمرين على حقوق تشغيل "سيارات أجرة" يعمل عليها سائقون من غير "البدو" مما حرم الأهالي من وسيلة رزق كانت محفوظة لهم.

أما "زئيف شيف" المحلل العسكري بالصحيفة نفسها فقد اهتم بالتأكيد على أن المواد المتفجرة المستخدمة في العمليات الإرهابية الأخيرة ليست من مخلفات الحروب في سيناء، ولكنها مهربة عبر الحدود. موجها أصابع الاتهام إلى الحدود السعودية، ومتجاهلا الحدود مع "إسرائيل" التي لا تتمتع بحراسة كافية في ظل بنود اتفاقية كامب ديفيد، والتجاهل الإسرائيلي للمطلب المصري بنشر 3500 جندي على طول الحدود.
وحاول خبير الشئون الاستخبارية "يوسي ميلمان" الإجابة على السؤال: لماذا تركز الخلايا الإرهابية على ضرب سيناء بالذات؟ ويرى ميلمان أن سيناء تحولت إلى بطن مصر الضعيفة، وإلى هدف مفضل لدى المنظمات الإرهابية التي تعتنق الفكر الجهادي. وذلك لأنها منطقة مترامية الأطراف، ذات كثافة سكانية محدودة للغاية، وتنتشر فيها الجبال والكهوف التي تعتبر أماكن مثلى للهروب والاختباء. كما أن سيناء تضم مئات المدقات الجبلية، والخلجان الطبيعية المطلة على سواحل دول تنتشر فيها خلايا تنظيم القاعدة مثل اليمن، والسعودية، والأردن ومنها إلى العراق. أضف إلى ذلك أن "الحدود السائبة" بين مصر و"إسرائيل" تثير شهية الإرهاب. مسار أخر من مسارات تسرب الإرهاب في سيناء، يحدده "ميلمان" في العبارات التي تجتاز خليج السويس والعقبة. ولا تخضع لإجراءات رقابية جادة. علاوة على إمكانية مغافلة "حرس الحدود" والتسلل على متن زوارق صغيرة ترسو قبالة أحد شواطئ سيناء المهجورة. ويرى "ميلمان" أن مسئولية العمليات تقع على عاتق الحكومة المصرية التي قمعت "بدو سيناء"، ونغصت حياتهم، وبذلك فتحت الباب أمام تنظيم إرهابي دولي، تسلل إلى سيناء، واستعان بعناصر محلية لتنفيذ عملياته.

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker