Monday, May 08, 2006

معاريف: أمن مبارك قبل أمن مصر



طالما القاهرة بخير..و"الرئيس" في أمان.. النظام مطمئن

عندما انفجرت السيارة المفخخة بهيلتون طابا في أكتوبر 2004، زعم المصريون أن ما جرى تسبب في "نوبة صحيان". لكن لا نستطيع أن ننظر إلى سلسلة الانفجارات التي هزت دهب على أنها "دقات المنبه". إن ما حدث هذه المرة هو الفشل بعينه. إنها المرة الثالثة خلال عام ونصف التي ينجح فيها أعضاء تنظيم القاعدة في تنفيذ عمليات ضخمة رغم أنف "المخابرات المصرية". وفي اللحظة نفسها التي تمزقت فيها جثث القتلى، وتطايرت الأشلاء، انهارت صورة مصر كدولة هزمت الإرهاب "الإسلامي".
لقد كانت مهمة حراسة وتأمين القاهرة عاصمة النظام المصري وقلبه، هي الطريقة الكلاسيكية التي تتبعها أجهزة الأمن المصرية. ووجهة نظرهم في ذلك أنه طالما كانت القاهرة بخير، والرئيس مبارك في أمان، فإن استقرار النظام مضمون. ونجحت هذه الطريقة في إثبات فاعليتها في الماضي، خاصة في منتصف التسعينات، عندما تمكنت أجهزة الأمن من تحطيم التنظيمات الإرهابية على الأراضي المصرية، واصطياد قياداتها في كل مكان بالعالم. لكن الإرهابيون المنتمين لتنظيم القاعدة مروا خلال السنوات الماضية بعملية تطور وارتقاء داروينية، وأجبروا "المخابرات المصرية" على محاولة التكيف معهم.
الهجمات الإرهابية الأخيرة في سيناء جعلت المصريين يدركون أن القاهرة ليست الهدف الوحيد. التغطية الإعلامية الواسعة التي صاحبت التفجيرات، والخوف من انهيار مجال السياحة دفعت رجال أمن مبارك لبذل جهود هائلة في شبه جزيرة سيناء في محاولة للكشف عن البنية التحتية لتنظيم القاعدة. وجرى اعتقال مئات المشتبه فيهم، وتكثيف التواجد الأمني لكن كل هذا المجهود لم يثمر عن شيء. وعمليات دهب الأخيرة تثبت أن خلايا الإرهاب في سيناء مازالت أقوى من جهاز الأمن المصري.
لقد أثبتت السنوات الأخيرة أن جميع الدول بداية من بريطانيا ونهاية بالأردن صارت هدفا للإرهاب، لكن كمية الهجمات الإرهابية في مصر تؤكد أنها أول دولة في القائمة. والأمر المؤكد أكثر أن الإرهابيين لن يتوقفوا عن ضربها كلما لاحت لهم الفرصة، وعلى أجهزة الأمن المصرية أن تبذل الكثير والكثير لوقف هذه العمليات، وإذا فشلت مجددا فمن المحتمل أن تكون العملية الإرهابية القادمة هي الرابعة والأخيرة، وذلك ببساطة لأن السياح لن يزوروا مصر بعدها أبدا.
عاميت كوهين

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker