Monday, May 08, 2006

بحجة البحث عن الرفات



وفد عسكري إسرائيلي يضع نصبا تذكاريا في منطقة محظورة


منذ توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، يصر القادة العسكريون في تل أبيب أن تبقى سيناء منطقة مستباحة أمام فرق الاستطلاع. وينفذ "الإسرائيليون" هذه المهمة بمنتهى "البجاحة" تحت سمع وبصر بعض المسئولين المصريين. والحجة الدائمة هي البحث عن رفات قتلى سقطوا في حرب أكتوبر!
وكانت "الكرامة" قد نشرت الأسبوع الماضي، خبرا عن إدارة خبراء "إسرائيليون" لمزرعة مانجو يمتلكها جمال مبارك في سيناء، نقلا عن صحيفة هآارتس في ثنايا تقرير عن رحلة قام بها عدد من ضباط الجيش "الإسرائيلي" الذين شاركوا في حرب أكتوبر 73، للبحث عن رفات زملائهم الذين قتلوا أثناء المعارك في سيناء.

وتباهت الصحيفة العبرية بحرية الحركة التي يتمتع بها العسكريون "الإسرائيليون" في سيناء "المحررة" واقترابهم من مناطق حساسة للغاية، بفضل علاقات ضابط متقاعد، ورجل أعمال حالي يدعى "يتسحاق سيجف" كان الحاكم العسكري لسيناء في فترة الاحتلال، ثم ملحق عسكري في "إيران" في عهد الشاه، وشارك في عدة هجمات كوماندوز على القوات المصرية، ثم أسس جمعية سرية تعرف باسم "بني إبراهيم" ركزت نشاطها في البداية على توطيد العلاقات بين المسئولين "الإسرائيليين"، ونظرائهم المصريين. واستطاع من خلال هذه الجمعية تسهيل مهمة "الإسرائيليين" الأخيرة في سيناء مستعينا بأسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك، ويوسف والي وزير الزراعة السابق، ومسئول أمني رفيع المستوى. المصيبة أن المسئول الأخير قام بتوفير حراسة لصيقة للوفد "الإسرائيلي" عبارة عن حرس خاص مدجج بمدافع رشاشة من طراز "كارل جوستاف"، علاوة على جيش جرار من الجنود ورجال الشرطة، وأتوبيس نقلهم من القاهرة إلى الاسماعيلية، تتقدمه دراجة بخارية، لإفساح الطريق، وتتذيله سيارة مكدسة بالحرس الخاص، وعلى متنه مترجم عبري كان يعمل سكرتيرا للمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"، وسبق له أن زار إسرائيل 34 مرة.

ضم الوفد الإسرائيلي 12 رجل وامرأة، من أقارب الجنود "الإسرائيليين" الذين كانوا على متن الدبابة 109095، التابعة للواء الرابع عشر بجيش الاحتلال، اختفوا جميعا أثناء الحرب، ولم يتبقى لهم أثر أو للدبابة نفسها. وعلى الرغم من أن الوفد "الإسرائيلي" كان متأكدا من استحالة عثوره على دليل واحد يقوده إلى رفات الجنود، أو موقع الدبابة المختفية منذ 33 سنة، إلا أنهم صرحوا للصحيفة أنهم انطلقوا إلى سيناء للسير في المحاور الاستراتيجية على الجبهة المصرية، التي مات فيها ذويهم. ولم يكتفوا بالزيارة بل اصطحبوا معهم المخرج السينمائي "يائير ليف"، ومساعد له لتوثيق الرحلة، وتصوير الأماكن التي سمح لهم بدخولها.
المثير أن الوفد "الإسرائيلي" وصل لمنطقة محظورة، وتحدثوا مع الشخص المسئول باللغة العربية، وألحوا عليه، فسمح لهم بالدخول وإقامة طقس للذكرى. ثم تحدث إليه "يتسحاق سيجف" مرة أخرى، وأقنعه بأنه يصطحب وفدا من الثكالى، ويجب أن يسدي لهم معروفا، فوافق الرجل "بشهامة" ينبغي أن يعاقب عليها، أن يدخل بهم الأتوبيس، عابرا المنطقة المحرمة، حتى اقترب من شاطئ المياه. وهنا بدأ دافيد جيلات العقيد متقاعد بالجيش الإسرائيلي يحفر في الأرض، واضعا نصبا تذكاريا صغيرا لذكرى قتلى "الجيش الإسرائيلي"!!

439

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker