Monday, May 08, 2006

السياحة الإسرائيلية في سيناء: ادخلوها بالبطاقة آمنين



في فندق هيلتون طابا، أول ما يلفت نظرك أن اللافتات المعلقة على جدران "اللوبي" مكتوبة بالعبرية. وقبل أن تبتلع ريقك، تخرج إليك اللغة العبرية لسانها مرة أخرى من اللافتات المحيطة بحمام السباحة. يسحبك الغيظ إلى هناك، خاصة أنه مكدس بالصهاينة، فيمنعك حراس أشداء من الاقتراب.وقبل أن تلعن إدارة الفندق، لك أن تعرف أنه تقليد متبع في معظم فنادق سيناء التي تحولت إلى مستعمرة "إسرائيلية" كبيرة.

الأسرة المصرية المتوسطة التي يتعسها الحظ، وتقرر السفر لسيناء لقضاء أوقات ممتعة عليها أن تمر بـ 17 كمينا، وتجيب عن مئات الأسئلة، وتتحمل مضايقات، وأحيانا تحرشات رجال الأمن. وفي المقابل فإن السائح الإسرائيلي، وببركات كامب ديفيد، يحق له دخول سيناء بالبطاقة الشخصية، أو بدون، حسب شهاداتهم للصحف العبرية، ويتجول فيها كيفما شاء وأينما شاء. يدخنون البانجو في دهب، ويلعب القمار في طابا، ويركبون "الجلاس بووت" في شرم الشيخ. ولا مانع من التلصص على النقاط الحساسة دون قلق.
يروي لي أصحاب المحلات في دهب أن غالبية السياح "الإسرائيليون" من الشباب يحضرون إلى سيناء، وبحوزتهم كميات هائلة من البانجو، يدخنون جزء، ويبيعون الباقي، وهم بخلاء في الانفاق دائما. "مايجيش من وراهم خير" حسب تعبير صاحب أحد "البازارات".

وهو تقدير دقيق، فالسياحة "الإسرائيلية" في سيناء فقيرة، وعلى الرغم من أنها تصل حسب تصريحات وزير السياحة المصري الحالي إلى 300 ألف سائح سنويا، إلا أنها لا تساهم بجزء كبير من الدخل. ويقول وزير السياحة السابق أحمد المغربي أن اختفاء السائح الإسرائيلي من سيناء لن يؤثر على موارد مصر المالية، وإذا خسرت مصر هذه السياحة فلن يؤثر ذلك إلا على 2% من دخلنا من السياحة العالمية التي تدر قرابة الـ 4 مليارات دولار سنويا!".
والسر في ذلك أنها سياحة موسمية ترتبط بالأعياد اليهودية، مثل عيد الفصح الذي يحتفل فيه اليهود بذكرى خروجهم من مصر، وعيد الأسابيع وهو عيد زراعي تحول إلى رمز ديني لاحقا، وعيد الحانوكا أو التدشين، ويحتفلون فيه بذكرى انتصارهم على الرومان، وجميعها أعياد مستوحاة من العهد القديم. ولذلك يفضل الإسرائيليون الاحتفال بها في سيناء التي شهدت هبوط الوحي على موسى (عليه السلام).
ويشهد عيد الفصح بالذات زيادة في أعداد السياح "الإسرائيليين"، وقد وصلت أعداد المحتفلين بالفصح في سيناء الأسبوع الماضي إلى 10 آلاف يهودي. وهو تراجع ملموس في الأعداد التي كانت تصل قبل انتفاضة الأقصى وتفجيرات طابا وشرم الشيخ إلى 60 ألف شخص. وساهم في هذا التراجع التحذيرات التي تصدرها هيئة مكافحة الإرهاب "الإسرائيلية". وهي تحذيرات أثرت بالضرورة على مجمل حركة السياحة الغربية لأهم المنتجعات المصرية. في الوقت الذي لا تجرؤ فيه هذه الهيئة على إصدار تحذيرات مشابهة تمنع "الإسرائيليين" من زيارة لندن أو مدريد أو واشنطون التي تشهد عمليات إرهابية أشد ضراوة.

ويذهب بعض المحللين إلى أن كبار رجال الأعمال "الإسرائيليين" أصحاب المشروعات السياحية الضخمة في إيلات تضرروا من وضع سيناء على الخريطة السياحية العالمية، وهو ما دفعهم لتشجيع هذه التحذيرات لإنقاذ المنتجع "الإسرائيلي" الذي يعاني من نسبة تشغيل منخفضة طوال العام. واستفادوا جيدا من تفجيرات طابا ونويبع وراس شيطاني، وشرم الشيخ لتخويف شركات السياحة والتأمين الأوربية وإرهابها من سيناء.

وعلى الرغم من العبء الأمني الذي تشكله السياحة الإسرائيلية في سيناء، إلا أن استمرارها مرتبط بقرار سياسي اتخذه مبارك، بالحفاظ على علاقاته مع إسرائيل، حتى أنه صرح ليديعوت أحرونونت مؤخرا أنه معني برؤية السياح "الإسرائيليين"، ووجه لهم كلمته قائلا: "تعالوا زورونا!!
512

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker