Sunday, April 09, 2006

اخلع حذائك أنت في مطار بن جوريون


ضريبة مبيعات المُطبعين!!

صحيح أن من يسافر لإسرائيل يستحق "اللي يجري له"، لكن القصة التالية تستحق القراءة والتأمل، فمن يسافر لإسرائيل لن يكون مجرد مُطبع، منبوذ اجتماعيا وسياسيا في مصر، والوطن العربي. بل عليه أن يمر بإختبار "إمتهان كرامة" وضع أسئلته ضباط الأمن بمطار بن جوريون.

صحيفة معاريف (5-6-2005) كتبت في زواية مهملة، ودون إهتمام يُذكر، خبراً بعنوان "الزيارة إنتهت بإهانة..الصحفي المصري أشرف راضي يخلع حذائه، وحزامه في مطار بن جوريون". وجاء في التفاصيل التي (صورة من دعوة المؤتمر (بالعبرية)
كتبها جاكي حوجي، أن "ناشط السلام" الذي زار إسرائيل، مر بتجربة مُهينة في مطار بن جوريون.. تم توقيفه ساعتين- طُولب خلالهما بخلع حذائه، وحزامه، وتسليم حقيبة يده- وسُأل أسئلة مُربكة.
وأضافت معاريف:"أن راضي وصل إلى إسرائيل للمشاركة في ندوة بجامعة بن جوريون عن "السجال الليبرالي في الدول العربية". وصل الأربعاء-قبل- الماضي، وغادرها عائدا للقاهرة الأحد. مُستضيفوه على رأسهم د. يورام ميتال، رئيس مركز حاييم هرتسوج لأبحاث الشرق الأوسط والدبلوماسية، رتبوا له استقبال (VIP) لدى
وصوله، لكن الأمر اختلف تماما لدى مغادرته. ففي المطار، ورغم أنه شخصية معروفة جيدا في ملفات الخارجية الإسرائيلية، قُوبل بمعاملة عدائية.فما أن وصل إلى المطار، حتى إُقتيد للتحقيق في غرفة جانبية، وأثناء التحقيق، وعندما علموا أنه باحث مصري جاء لإلقاء محاضرة، أمروه بتسميع المحاضرة التي ألقاها بالكامل. وبخلع حذائه، وحزام البنطلون. ثم طلبوا منه أن يسلم الكروت الشخصية لكل الذين التقى معهم.
الطريف أن "راضي" أكد إنه لا يعترض على الإهانات التي وجهت له، مُقابل فوائد سنعرفها حالا. قال لمعاريف: " لا أعارض التفتيش الأمني، أتفهم ذلك..لكن المشكلة في الأسلوب العدائي". أما د. يورام ميتال صاحب الدعوة، ومدير المركز، فقد غضب بشدة، فالرجل ما يكاد يستقطب صحفي مصري لزيارة إسرائيل حتى "يُطفشه الأمن" على حد قوله. ميتال قال لمعاريف: "نُشطاء عرب يريدون الحضور، والحديث عن الديمقراطية وحرية التعبير في بلدانهم، لكنهم يكتشفون أنهم يأتون لتلقي درس في سلوك الدولة البوليسية".
وواضح طبعا من كلام الدكتور "ميتال" أن "راضي" لم يكن الوحيد الذي خلع حذائه، وحزامه.
إدارة مطار بن جوريون رفضت اتهامات "راضي" و د. ميتال. قالت:"التفتيش تم طبقا للتعليمات المُتبعة، وموظفي الأمن تصرفوا بذوق ولطف. نرفض الاتهامات الكاذبة مثل أن السيد "راضي" طُولب بتسميع محاضرته، وتسليم قائمة بأسماء الذين التقى معهم".
في النهاية خرج "راضي" "كذاب"!!.

يبقى سؤال مهم لم تُجب عليه معاريف، ماذا كان يفعل "راضي" في إسرائيل،الإجابة عليه سهلة بجولة سريعة في موقع "مركز حاييم هرتسوج لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية" لنكتشف أن المركز هو "محط التطبيعيين"، وسبق له أن دعى علي سالم قبل شهور، بعد يوم واحد على توقيع "الكويز" لإلقاء محاضرة عن الليبرالية- أيضا- في العالم العربي. ونكتشف أيضا أن"راضي" لم يكن وحده في الزيارة الأخيرة، بل كان معه د. مصطفى خليل مسئول الشئون الخارجية بالحزب الوطني، والذي "تتكرر" صوره بطريقة "الفلاش" على واجهة الموقع، مع وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق "موشيه أرناس". ووزير المالية الحالي "بنيامين نتانياهو" ووزير الاستيعاب والهجرة ناتان شرانسكي وأخرين لا يتسع المجال لحصرهم. ورغم أن اسم المركز يُوحي بأنه يهتم بالشرق الأوسط إجمالاً، إلا أنك تكتشف أن غالبية الأبحاث تركز على الشئون المصرية، وتُنشر في مجلة المركز التي تسمى "جماعة"، وكلمة "جماعة" مكتوبة على الغلاف بالعربية والعبرية، كما أن المركز يمتلك ميزانية ضخمة تُتيح له إقامة مؤتمرات "علمية" عن مصر، ونشرها في مجلات، ودفع مُقابل مُجزي عن كل بحث، لكن على "المطبعين"، طبعا، تسديد ضريبة "المبيعات" في مطار بن جوريون.

الندوة الأخيرة عُقدت برعاية جامعة بن جوريون، بعنوان "السجال الليبرالي وانعكاساته في المجتمعات العربية". من الأربعاء قبل الماضي حتى الأربعاء الماضي، الجلسة الافتتاحية ناقشت "الإصلاح من الداخل وضغوط الخارج من أجل التغيير". وتوالت الجلسات تحت عناوين "النقاش الجماهيري العربي والمطالبة بالإصلاح". و"التحدي الليبرالي في السجال السياسي بمصر" وهذه الورقة أعدها وألقاها د. يوسي أميتاي مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي السابق بالقاهرة. من جانبه"راضي" ورقة وصفها بالتاريخية عن "الفكر الليبرالي في مصر: الماضي والحاضر والمستقبل". صحيح أن أبحاث أخرى تناولت السعودية ولبنان وفلسطين، لكن الأوضاع السياسية الراهنة بمصر حظت بنصيب الأسد.
ضمت الصُحبة كل "ضباط التطبيع" في إسرائيل بداية من تسفي بارئيل الصحفي المتخصص في الشئون العربية بصحيفة هاارتس، وضيف فريق كوبنهاجن الدائم بمقاهي وسط البلد. وساسون سوميخ مدير المركز الأكاديمي الأسبق الذي قدم بحثا بعنوان: "نجيب محفوظ أخر الليبراليين (القدامى)".
الغريب أن المؤتمر عُقد في وقت بدا، للمتابعين، أن ما يُنشر من تقارير في الصحافة الإسرائيلية عن التطورات السياسية بالقاهرة غابت عنها المعلومات الوفيرة والحصرية التي تنفرد بها، تلك الصحفـ في شئون مصرية أخرى، ربما لعدم وجود مراسلين مقيمين في القاهرة. لكن الواضح أيضا، وبدون مبالغة، أنهم يحاولون معالجة هذا النقص الخطير في المعلومات بـ"ضيوفهم"، نقص مثلا وُصف معه أيمن نور في هاارتس مرة بأنه زعيم المعارضة في مصر(7-3-2005)، ومرة أخرى بأنه سياسي معارض "عديم الأهمية"(8-3-2005).

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker