Monday, April 03, 2006

السفير الإسرائيلي في القاهرة: مبارك عجز فقد قدرته على التركيز


شركاء الرئيس قلقون من حالته الصحية

تجاوز السفير "الإسرائيلي" لدى القاهرة شالوم كوهين حدوده، وتعامل باستخفاف مع قيمة مصر من خلال توجيه انتقادات وقحة لرئيسها، لإثبات ضعف دورها في المنطقة، وتهافت وزرائها على التعاون مع "إسرائيل".
جاءت تصريحات كوهين المستفزة على صفحات جريدة "هاآرتس" الأسبوع الماضي ضمن عدد من التقارير الصحفية التي كتبها محررها السياسي الشهير "عكيفا ألدار" عقب زيارته للقاهرة بدأها بتقرير بعنوان "سياحة الانتخابات في القاهرة". استهله بأن العاملين في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة يشعرون بأن الانتخابات الإسرائيلية على الأبواب. صحيح أن الصناديق الزجاجية لم تصل من تل أبيب بعد، لكن أجراس الانتخابات الإسرائيلية تدق بقوة في مصر. فما أن غادرت القاهرة وزيرة الخارجية "تسيفي ليفني"، حتى جاء وزير الدفاع شاءول موفاز، وعاد موفاز إلى تل أبيب، فوصل أحمد الطيبي، وما أن أقلعت طائرة الطيبي، حتى هبطت طائرة عامير بيرتس رئيس حزب العمل.
ويفسر "ألدار" هذه الزيارات بقوله أن: "أعضاء الأحزاب الإسرائيلية من اليسار والوسط يحتاجون لتدعيم موقعهم الانتخابي، وليس هناك أفضل من لقاء عاجل مع رئيس عربي ودود.
وفي التقرير ذاته قال السفير الإسرائيلي "شالوم كوهين": "المصريون ليسوا سذج. أنهم يدركون أن موفاز لم يجر خلفه عشرات الصحفيين لأن لديه رسالة عاجلة جاء يقولها للرئيس مبارك. فقد جاءت قبله بأسبوعين، تسيفي ليفني، وبالتأكيد أنها قالت كل ما في جعبة الإسرائيليين. علاوة على أن موفاز زار مصر منذ شهرين. كما أن العلاقات والتعاون بين القيادة الأمنية المصرية والإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة يسير بشكل جيد للغاية، بل ويتوطد لكن مشكلة هذه الزيارات أن الوقت المتوفر لمبارك محدود، ومشاكل مصر غير محدودة. كما أن علامات التقدم في السن (78 عام) صارت واضحة جدا على وجهه، وقدرته على التركيز، وعدد الساعات التي يستطيع تخصيصها للعمل".
وقالت الصحيفة: "مبارك ينظر إلى شعبه من أعلى، فهو يحكم مصر منذ 24 عام، وهي أطول فترة أمضاها حاكم مصري على مقعده منذ عهد محمد علي. 65% من المصريين ولدوا في عهد مبارك، ولم يختبروا حاكم غيره. غير أن الحالة الصحية السيئة للرئيس باتت تزعج شركائه السياسيين في الداخل، بل ومؤيدي النظام المصري العلماني في الخارج، وفي المقدمة، بالطبع، الولايات المتحدة الأمريكية. ووفقا للتقارير الصحية فإن مبارك يعاني من مشاكل في الأذن الوسطى، تتسبب في أن يفقد توازنه، ويسقط مغشيا عليه. هذا بخلاف آلام الركبة التي جعلته يتوقف عن ممارسة لعبة الاسكواش، وهي رياضته المفضلة.
..وينصح الإسرائيليين بحفر قبر حماس
يضيف كوهين: "مبارك مستعد للابتسام أمام الكاميرات، والتقاط الصور مع كل سياسي إسرائيلي يوافق على إبعاد تهديد "حماستان" عن مصر. خاصة وأن انتصار حماس في انتخابات المجلس التشريعي، وانتصارها الساحق في قطاع غزة، يزعج مصر بشكل غير مسبوق. لقد حاول مبارك أن يقنع موفاز أن التصريحات الهجومية ضد حماس، والعقاب الجماعي للفلسطينيين ستعزز مواقع حماس في الشارع الفلسطيني. واقترح مبارك أن تحرص الحكومة الإسرائيلية على الصمت، وأن تترك حماس تقع في الفخ، فإما أن تتخذ مواقف معتدلة، وأما أن تتفكك، أو تحفر قبرها بنفسها.لذلك فإن أبو مازن يحتاج لفترة زمنية لن تقل عن عدة أسابيع. لكن أهم ما في الموضوع ألا يظهر أبو مازن وكأنه يتعاون مع إسرائيل ضد حماس.
في العدد الأسبوعي من الصحيفة، الجمعة (24- 2)، ناقشت هاآرتس بروز قوة الإخوان المسلمين وقال "ألدار" أن المستشرق الشهير برنارد لويس يرى أن النساء المصريات ستلعبن دورا كبيرا في تحديث المجتمع، وزيادة مساحة الحريات به، لكن ضباط الاستخبارات الإسرائيلية يرون أن النساء فعلا ستلعبن دورا كبيرا لكن في الاتجاه العكسي، خاصة في ظل اتساع موجة التدين بمصر والتي بدأت تخترق الطبقات الحاكمة نفسها. ويضيف "عكيفا ألدار" أن المحللين بالموساد اختاروا أن يضعوا عدة خطوط حمراء سميكة أسفل معلومة مؤكدة ما لبثت أن تصل إليهم تشير إلى أن زوجة أحد كبار المسئولين الأقوياء في مصر، لا تخرج من بيتها دون وضع النقاب.
وترى هاآرتس أن مبارك تلاعب كثيرا بملف التيار الديني لخدمة مصالحه، فقد استخدم فزاعة الإخوان المسلمين لصد الضغوط الأمريكية الداعية للإصلاح الديمقراطي. لأنه يفضل تيار ديني مراقب ومحاصر، ومحظور بحكم القانون، عن تيار سياسي ليبرالي يمكن أن يشكل بديل غير إسلامي. وساعتها سيكون من الصعب صده بواسطة المناورات الدستورية، والاعتقالات والتهديدات.
..العادلي مستعد للتعاون مع كوهين
ولم تتوقف مفاجآت شالوم كوهين عند هذا الحد، فقد أشار إلى أن القاهرة هي العاصمة الوحيدة تقريبا التي تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية، وتحظر على السياح الإسرائيليين زيارتها. فمنذ تفجيرات طابا وشرم الشيخ اختفى الإسرائيليون تقريبا من جميع المناطق السياحية بسيناء.
ويرجع كوهين السبب في تراجع السياحة الإسرائيلية بمصر إلى التحذيرات الحازمة التي تصدرها وحدة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية شهريا، وتمنع سفر "الإسرائيليين" إلى الدول العربية. ذلك على الرغم من أن موفاز قال للمراسلين الإسرائيليين أنه اتفق مع الرئيس مبارك على إمكانية إجراء حوار بين الدولتين فيما يتعلق بقضية مكافحة الإرهاب الدولي.
وهنا يفجر كوهين مفاجأة مدوية، عن لقاءاته بوزير الداخلية حبيب العادلي، وعروض الأخير للتعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية في تأمين السياحة على الأراضي المصرية، حيث يقول كوهين: "لا أتوقع زيادة حجم السياحة الإسرائيلية لمصر في الوقت الحالي..لقد أخبرني وزير الداخلية المصري حبيب العادلي منذ عدة شهور أنه مستعد للتنسيق مع أجهزة الأمن الإسرائيلية في عملية تأمين السياحة الإسرائيلية بمصر، ومع ذلك لم تلتقط أجهزة الأمن الإسرائيلية هذه الرسالة حتى الآن". ويرى كوهين أن أجهزة الأمن في إسرائيل تستهل إصدار أوامر منع السفر، لكنها تنسى إلغاء هذه التحذيرات بعد فترة، وأن هذه الأجهزة يستحيل أن تصدر أوامر منع شفر مشابهة إلى أمريكا أو إنجلترا على الرغم من التفجيرات التي طالت هذه الدول.
..ويفصل الدستور على مقاس ولي العهد
وأضاف "ألدار": "حتى يتم تفادي هزات ضخمة بمصر في المستقبل، بدأ مبارك يفصل الدستور، مبكرا، على مقاس ولي العهد، جمال مبارك (42) سنة. وهو شاب على النقيض من أبيه تماما. الأب نشأ في قرية فقيرة، وفهم إلى حد ما طبيعة المشاكل التي يعاني منها الفقراء، أما جمال فهو يسير منذ طفولته في صالات القصور والفيلات. وهنا يبرز السؤال هل ستسير مصر على خطا الأردن، وسوريا؟ هل ستوفر المعارضة الإسلامية غطاء شرعيا لولي العهد، لتثبت مصر للعالم أنها استطاعت أن تصل بالديمقراطية إلى مرحلة ما بعد الحداثة!!

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker