إهانة وفد تطبيع اقتصادي من لجنة السياسات
الضباط الإسرائيليين "ذنبوهم" ساعتين على أرجلهم في المطار
جهاز الشاباك حقق معهم وطلبت أسماء أمهاتهم
كشفت صحيفة هاارتس النقاب عن فضيحة جديدة من فضائح التطبيع الاقتصادي أبطالها رجال أعمال أعضاء في لجنة السياسات. الصحيفة العبرية كشفت أن وفدا من رجال الأعمال المصريين سافر إلى إسرائيل الأسبوع الماضي للمشاركة في مؤتمر عن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وتل أبيب. ومع ذلك تعرض رجال الأعمال التطبيعيين لإهانات لا تحتمل من ضباط مخابرات إسرائيليين تابعين لجهاز (الشاباك).
الغريب أن رجال الأعمال "المحترمين" لم يفاجئوا بالإهانات في مطار بن جوريون مثلا، بعدما زلت أقدامهم.وفشلوا في التصرف، لقد بدـ الحلقة الأولى من مسلسل الإهانة في القاهرة عندما تقدموا بطلب للحصول على تأشيرة دخول لإسرائيل من سفارة تل أبيب بالقاهرة، فطلبت منهم السفارة الخضوع لتحقيقات واستجوابات، وتعبئة ملف ضخم من الاستمارات التي تطلب منهم معلومات شخصية، وخاصة جدا، أغربها تحديد الاسم الكامل والدقيق لأمهاتهم، وخالاتهم وعماتهم!!
الفضيحة "المطبعين" صارت على كل لسان في إسرائيل بعد أن نشرتها صحيفة هاارتس يوم الجمعة الماضي، وموقع غرفة التجارة الإسرائيلية على شبكة الانترنت، وجاء في التفاصيل التي نشرتها هاارتس أن وفد رجال الأعمال المصريين وصل إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، واشتكوا من معاملتهم بأسلوب مهين، واستعلائي من قبل السفارة الإسرائيلية في القاهرة التي احتقرتهم، وتواصل هذا الأسلوب في المعاملة على يد ضباط (الشاباك)، وضباط الأمن بمطار بن جوريون.
وكانت بعثة "المطبعين" الاقتصاديين قد سافرت لتل أبيب للمشاركة في سيمنار خاص عن أفاق العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل، قام بتنظيمه صندوق "فريد ريش أيبرت" الألماني الذي يقيم استثمارات كبرى في مصر وإسرائيل. الغريب أن أكثر من تعرض للإهانات هو رئيس وفد التطبيع، وهو أحد قيادات مدينة بورسعيد الباسلة، وعضو لجنة السياسات، المهندس فؤاد عبد الرحمن ثابت، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة ببورسعيد. والذي يشغل عدد كبير من المناصب الأخرى أبرزها عضويته في المجلس القومي للمرآة!
وبحسب موقع الغرف التجارية بإسرائيل فقد شكا أعضاء الوفد المصري من تعرضهم لتحقيقات منهكة ومهينة في مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، كما اضطروا للقيام بإجراءات صعبة للحصول على "فيزا". وأنهم اضطروا للإجابة على أسئلة غير مرتبطة بالهدف من زيارتهم، مما أشعرهم بأنهم محل شك واتهام بالغ الخطورة من قبل المخابرات الإسرائيلية.
ويبدو أن ما أغضب رجال الأعمال التطبيعيين أنهم لم يكتفوا بالإهانات التي تعرضوا لها في مقر السفارة الإسرائيلية، والتحقيق معهم بمعرفة ضباط إسرائيليين، وسافروا لتل أبيب. وكانت النتيجة أن اضطروا حسب روايتهم للوقوف ساعتين كاملتين على أرجلهم في مطار بن جوريون. قام الضباط الإسرائيليون بـ"تذنيبهم" فترة قبل أن يتعطفوا عليهم ويفتشوهم تفتيشا ذاتيا كالمجرمين..ثم سمحوا لهم فيما بعد بدخول إسرائيل!
يذكر أنها ليست الحادثة الأولى التي يهين فيها ضباط الأمن بمطار بن جوريون المطبعين المصريين، وكان نفس الضباط قد أصروا العام الماضي على أن يخلع أحد المطبعين المصريين ملابسه الداخلية وحذائه، وأن يُسَمِع لهم المحاضرة التي جاء لإلقائها في إسرائيل في واحدة من مؤتمرات التطبيع.
وتماما كما فعل المطبع السابق، فعل رجال الأعمال المطبعون بدلا من أن يثوروا لكرامتهم، ورجولتهم بعد ما فعل بهم في القاهرة وتل أبيب ، ويقرروا مقاطعة إسرائيل، اشتكوا لـ"أصدقائهم" في تل أبيب من أنهم قد يتعرضون لمخاطر حقيقية في القاهرة بسبب مشاركتهم في التطبيع. وطلب منهم المهندس فؤاد ثابت رئيس الوفد تخفيف العقبات التي تعترض التطبيع الاقتصادي. الغريب أن هاارتس سخرت منه "بالذات"، وقالت أنه: استهل لقاءه مع الصحفيين بمونولوج طويل يشكو فيه الطلبات الصعبة التي تصر عليها السفارة الإسرائيلية في القاهرة، والتي اضطرته للف على أعمامه وعماته، وأخواله وخالاته للتأكد من أسمائهم بدقة. وتضيف الصحيفة: ويقول المهندس فؤاد ثابت بأسلوبه المسرحي: لو كنت سأعمل في جهاز أمني مصري لما كنت سأحتاج لإحضار كل هذه التفاصيل".
الطريف في الأمر أنه رغم كل هذه المتاعب والإهانات، فإن القنصل الإسرائيلي في القاهرة أيال سيسو أصر على تكذيب رجال التطبيع جملة وتفصيلا، حيث قال لـ"هاارتس" أن هذا الوفد بالذات لقي معاملة خاصة، واستثنائية، وحصل على التأشيرات في غير أوقات العمل الرسمية، وفي يوم السبت تحديدا، قبل 24 ساعة من السفر لإسرائيل. ويضيف سيسو: "لماذا يغضبون، لدينا احتياطات أمن، ولا مناص من تنفيذ كل الطلبات، والإجابة على كل الأسئلة".
ويعترف القنصل الإسرائيلي أن السفارة ليست صاحبة القرار إصدار تأشيرات للمصريين بدخول إسرائيل، وأن المسئول عن هذا الأمر هو جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الشاباك الذي لا يهمه الضرر الذي يسببه للتطبيع الاقتصادي.
صحيفة هاارتس تشير إلى أن هذا الوفد الاقتصادي لم يكن الأول في الشهور الأخيرة، وأن إسرائيل تنتظر في الفترة القريبة القادمة وفودا أخرى من رجال الأعمال المصريين، لدرجة أن رحلات شركة العال المسافرة من القاهرة إلى تل أبيب محجوزة لعدة أشهر قادمة!!
ومع ذلك يشكو أعضاء "وفد التطبيع الاقتصادي" من أنهم لم يحصلوا على معلومات كافية عن الاقتصاد الإسرائيلي، وحجم التجارة الخارجية، ونوعية السلع والبضائع التي يمكن أن يستوردها رجال الأعمال المصريين من إسرائيل، والتي يمكن أن يصدروها فيما بعد!
ذلك برغم أن "وفد التطبيع" التقى السفير المصري محمد عاصم، ومندوب وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية، وعدد كبير من رجال الأعمال الإسرائيليين، وجميع أعضاء غرفة التجارة المصرية الإسرائيلية برئاسة رجل الأعمال "ألبرت بابوشادو"، ومندوب مركز بيريس للسلام، برئاسة رون فونداك، وأكاديميين إسرائيليين أبرزهم شمعون شامير السفير الإسرائيلي الأسبق بالقاهرة، وعمان. والبروفيسور يائير هيرشبيلد من مهندسي اتفاقية أوسلو، وعدد أخر من المسئولين الإسرائيليين، لكن يبدو أنهم ضيعوا الوقت في أشياء اخرى!!
يذكر أن موقع غرفة التجارة الإسرائيلية على شبكة الانترنت يفيد أن حجم التبادل التجاري بين مصر وإسرائيل يصل إلى 60 مليون دولار سنويا، 40% منهم صادرات إسرائيلية لمصر، ويتوقع الإسرائيليون زيادة هذا الرقم مع التشغيل الكامل لاتفاقية الكويز
Labels: politics
0 Comments:
Post a Comment
<< Home